إعلان
إعلان

على بابكِ الريح .. بقلم : توفيق أحمد

سفيربرس

إعلان

على بابكَ الريحُ تجلسُ يوماً فيوماً

الشاعر والإعلامي توفيق أحمد

وشهراً فشهراً وعاماً فعامْ
لماذا ؟؟
إلى الآنَ لمْ تَجْنِ من غُرّة البحر لؤلؤةً
والمحارُ وراء المحارْ
بأّيِّ جدار تلوذُ وقد لمَّتِ الريحُ أسرابَها الطائشاتِ
على رونق الضوءِ فيكَ
إذْ أسْرفَتْ في معاندة البُرْءِ
في الغُرّةِ البكْرِ
ساقتْ لمعركةِ الوهم جنداً من العصف : خيلَ الغبارْ
إلى الآن ما أوقفَتْ فَتْكَها ولم يتئّدْ غضبٌ جامحٌ وظلامْ
على باب عمرِك تشتبك الريحُ بالروح
ما أصعب الإنتقامْ
لماذا ..
ولستَ سوى زهرةٍ ينهبُ الوقتُ ألوانَها
ولستَ سوى جسدٍ من سلامْ

حلالُ الحياةِ استفاضَ على الكلِّ

وانداحَ صوبَ جفونِكَ أسطورةً من حَرامْ

إلى كم وقارٍ سأَمضي

وكم حكمةٍ سوف أجتازُ حتى أراكَ أميراً

تعيشُ احتدامَ التفاصيلِ

ترتاح بين يديك المرايا

وتشتمُّ أنفاسَكَ العاطراتِ جموعُ الصبايا

تَصدّعَ فوق جبينيَ طودٌ

وألفُ سِوارٍ من الجهلِ والفقرِ والقهرِ أدمى يديَّ

ومزقني حزنك المرُّ

عشرون شمساً ولم يبلغُ الضوءُ فيكَ فطاماً
وأشهدُ أنّيَ لم أحتجبْ عنكَ يوماً

لقد كنتُ ظِلّكَ

بعضَكَ … كُلَّكَ
أحنو عليكَ
أرشُّ على طبعِكَ المتشظِّي
غيومَ الأبوّةِ والأُنْسِ

نادَمْتُ أترابَكَ الغائبينَ عن المشكلهْ

لكي يعبروا معكَ الهمَّ والمعضلَهْ

رموْكَ على فكرةٍ من رمادٍ

وجُرحٍ كثيرِ الوجوهِ وما من ضمادْ

قد يكونونَ نحنُ أوِ اللهُ
أو نَسَباً غائراً واضحاً غامضاً

وماذا أقولْ … ؟
وأيُّ طريقٍ سأسلكُها
وعلى دربِكَ الصعبِ ناءَتْ
بأحمالها المُرهقاتِ مفاتيحُ كُلِ الحلولْ ..
تملَّيتُ في الليل والصبحِ وجْهَكَ

عند عقاربِ كلِّ الثواني

وما قادني قاربٌ واحدٌ للنجاةْ

أتضحكُ أم أنتَ تبكي

ولم أرَ دمعاً ولم أرَ ضِحْكَاً على وجنَتيكْ

لعلّكَ يا ولدي ليس يُبْهجُكَ المجدُ

أو يستثيركَ موتٌ ولا فرحٌ

وليس دمارُ العوالمِ إلّا كأُلْهيةٍ في يديك

وقد تُمعنُ الانتباه كثيراً لما لا يُثيرُ الجميعْ

وما كنتَ في كُلِّها غيرَ أيقونةٍ في ضميرِ السماءْ

وما كُنتَ إلا سفرجلةً من صفاءْ
عنيدٌ وصلبٌ ..

وأندى من الماءِ مشتعلاً في مرايا الشجرْ

كأنيَ يا ولدي حين أسمعُ

منطقَكَ الفذَّ في لحظةٍ باغتهْ

أحسُّ بأنَّكَ أنتَ الذي أطلقَ الفكر في أثنا

يوم كانت منارةَ كلِّ البلادْ

وأنك أنتَ الذي انْبَجَسَتْ من يديه الينابيعُ

تروي ثرى تربةٍ باهتهْ

تعيش وحيداً بلا إخوةٍ صبيةٍ

وعشتَ وحيداً بلا رفقةٍ

كثيرون مثلُكَ تاهت بهم سفُنُ العمرِ

لكنهم عبروا الموجَ والنوءَ والبحرَ

ثم استراحوا على ضفةٍ واعدَهْ

شموعاً من الظِّلِ كانوا
فصاروا رماحاً من الضوءِ
في ظلماتِ التواريخِ
والحِقبِ الماجدهْ
أرى الآنَ ضفتَكَ المشتهاةَ

تسيرُ إلى نهركِ المتأنِّي

تمهّلْ كما أنتَ

أسرعْ كما نحنُ
واصنعْ من الخوفِ مَنديلَكَ

اللؤلئيَّ الجميلْ
وأبحرْ إلى شاطئٍ واعدٍ سيجيئْ
تحدَّ المُحالَ وكنْ مستحيلاً
على المستحيلْ
وإني على أملٍ مُشتهى
أن أراكَ تُرتِّبُ خطواتِكَ القادمَةْ
للصعودِ إلى نخلةِ المنتهىْ
وأنتَ لها
وأنتَ لها

سفيربرس ـ بقلم الشاعر : توفيق أحمد

قصيدة مهداة إلى ولدي ساري

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *