إعلان
إعلان

التكرار والحالة النفسية .. بقلم : غالية اسعيد

سفيريرس

إعلان

سعادة معظم الناس لا تهدمها الكوارث الكبرى أو الأخطاء القاتلة، بل التكرار المدمر للأشياء والتفاصيل الصغيرة (آرنست ديمنت)
عادات ومعتقدات وأفكار نحاورها بالتكرار كل دقيقة، كل ساعة، كل يوم.
العدو القاتل والآسر لاتساع إبداعنا التكرار …كم وكم من أمور كررناها بقصد المتعة أو بقصد الاستفادة ولكن، بعد برهة من الزمن لم نجد حصاد ما نريد ؟؟؟
رافقني أيها العزيز بين طيات هذه السطور البسيطة لنرى أثر التكرار على الحالة النفسية وما يترك بنا من حالات سلبية وإيجابية …
ما الذي يجعل هذا النوع من التكرار يستهوي الناس؟
تقول (مارغوس) عالمة النفس إننا كبشر ننجذب لعملية التكرار لأنها تحيط بنا وتشعرنا بالراحة من الاكتشاف والبحث والابتكار، ويبدو أنها موحدة بين جميع الثقافات.
لقد وجد علماء النفس أن البشر يخشون من الأشياء الجديدة التي يواجهونها ، ولكن بمجرد تعرضهم لذات الموقف عدة مرات فإن هذا الشعور يختفي .
على سبيل المثال: كم هناك من أشخاص يردد على مسامعنا الكلمات خلال حديثه عدة مرات في نفس الوقت، وبعد دقائق ن هذه العملية نلاحظ أن القيمة المعنوية للكلمة قد اختفت وبدأ تركيزنا حول المقطع اللفظي والصوتي لنجد فيه أشياء إما جديدة أو غريبة أو لا تعني شيء.
إذا إن تكرار نفس السلوك سوف يؤدي بك فقط إلى نفس النتائج …. هل توافق هذا الكلام ؟؟
التكرار ليس صاحب السمة السلبية دائماً في حياتنا ….
كيف؟ حسناً دعنا لانظلم التكرار بأنه حالة باهته دائماً …
هل لي بتوضيح أكثر لو سمحتِ؟
طبعاً … يلعب التكرار دوراً هاماً في عملية التذكر، وهو حلقة ضرورية في كل عملية تعلمية، وأمر لابد منه لاستكمال مهمة الاستيعاب الشامل والمتعدد المستويات، لكن على الرغم من لزوم التكرار فإن التذكر لا يتوقف على عدد التكرارات قدر ارتباطه بالتنظيم السليم لها.
ويمكن القول بصورة عامة أن المرور المتكرر للمعلومات في الذاكرة ولاسيما في القصيرة المدى يقوم بوظيفتين.
إحياء المعلومات المحفوظة في الذاكرة القصيرة المدى لتجنب نسيانها.
نقل المعلومات إلى الذاكرة الطويلة الأمد مما يؤدي إلى رسوخ آثار هذه الذاكرة.
ولكن هذه العملية لا يصح أن تُطبق على كافةِ جوانب الحياة، لأن هناك مواقف في مشوار العمر لا تطيق التكرار، وتفقد كل معاني الجمال والمتعة بمجرد إعادة تكرارها بنفس الروح.
التاريخ لا يُعيد نفسه، بل نحن مَن نواصل إعادتهُ وتكرار نفس الأخطاء حتّى مَلَّ منا ، تستحق التأمل أليس كذلك ؟
للأسف إن ما نحصل عليه من عملية التكرار لبعض المواقف ومدى أهميتها يجعلنا نفقد المتعة فيها لأن عقولنا في هذه المرحلة قد تكون فقدت متعة التجربة ولم تعد تجذبها الفكرة.
لذاك لنأخذ الموضوع على محملِ الأهمية، ليست كل التجارب والخبرات قابلة للتكرار، وبالمقابل المواقف العلمية بحاجة هذا التكرار كي تثبت وجودها وأهميتها المعرفية.
إن تكرارنا الخالي من المغامرة كفيلٌ بقتلِ الأشياءِ الجميلة التي تنادي صرخة الحياة فينا، فلا يفترض أن نكون ضحية هذه المصيدة في كل جوانب حياتنا ، لأنها قادرةٌ كل القدرة على إعدامِ الإبداع فينا ، وخنقِ بذورِ الإشراق في جوانب أرواحنا.
وكما قيل في الآثر القديم ( يلي بيجرب المجرب عقلو مخرب ) …
القصد هنا بهذه المقولة أن الحياة لا تحمل منك دائماً التكرار وإعادة المحاولة … دع التجديد يصرخ بداخلك صرخة الولادة للحياة ، ولاتكن كالذي حرم الجنين من الروح بخنقه وهو نزيل رحم أمه حديثاً .

سفيريرس.  بقلم : غالية اسعيد

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *