إعلان
إعلان

زراعة الأمل: بذور القطن الصالحة للأكل ترى النور بعد طول انتظارـ ترجمة: م . إبراهيم عبدالله العلو

#سفيربرس

إعلان

أجازت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مؤخراً تسويق بذور القطن المحورة وراثياً. قامت مجلة ذا ساينتيست بإجراء هذا الحوار مع الدكتور كيرتي راثوري حول سبب وكيفية تطوير هذه البذور.

قام البحاثة بهندسة نباتات القطن لحجب نشاط المورث المسؤول عن انزيم يدعى كانديني سينثاز في بذورها والتي يمنع البذور من صنع مركب سام يدعى الجوسيبول.

وفي هذا الحوار يتحدث الدكتور كيرتي راثوري عن سبب رؤيته للحاجة إلى بذور القطن الصالحة للأكل وكيفية قيام فريقه بتطويرها.

سؤال: كيف بدأ هذا المشروع؟

كيرتي: حضرت إلى جامعة تكساس قبل 24 سنة ولم يكن محصول القطن أحد المحاصيل المألوفة لدي. وبدأت بقراءة ما نشر حول القطن ولفت نظري مشكلة الجوسيبول وهو المادة التيربينية السامة الموجودة في نبات القطن.

قرأت بعض الدراسات التي اقترحت وجود كميات كبيرة من البروتين المحجوز ضمن الإنتاج العالمي من بذور القطن والذي يمكن استخدامه لتوفير الاحتياجات الأساسية من البروتين لما يقرب من 500 مليون إنسان.

وهذا الذي أوقد اهتمامي في هذا المشروع المتميز وبدأنا العمل فيه منذ ذلك الوقت. أثبتنا الإمكانية العلمية في عام 2006 ونشرنا بحثاً يثبت المبدأ العلمي لذلك. اضطررنا بعد ذلك وبما أنه محصول مهندس وراثياً للمضي في إجراءات الموافقة من قبل إدارة الغذاء والدواء ووزارة الزراعة الأمريكية.

سؤال: ما هي العقبات التي واجهتك خلال بحثك العلمي؟

كيرتي: تمثلت إحدى العقبات بالعثور على تقنية إسكات المورث الصحيح. فالجوسيبول مهم لنبات القطن لأنه يحميه من هجوم الحشرات وبعض الأمراض ولكن وبسبب الجوسيبول لا نستطيع استخدام البذور كغذاء. ولذلك تعين علينا العثور على المورث الذي نستطيع اسكاته والذي يزيل هذا الجوسيبول من البذور فحسب.

حاولنا في البداية تقانة إسكات المورث تدعى “مضادة للتعبير” ونجحت في الجيل الأول ولكن تلك الميزة لم تكن مستقرة. وعندما ذهبنا إلى الجيل التالي عادت نسبة الجوسيبول إلى المستويات الاعتيادية. قمنا أخيراً باستخدام تقانة جديدة تدعى تدخل الحمض الريبي النووي ومكنتنا تلك التقنية من الوصول إلى النتائج المرغوبة. حصلنا في عام 2005 على نتائج أظهرت نجاح هذه التقانة ولكننا رغبنا بالتأكد من ثبات تلك الخاصية. ولذلك زرعنا عدة أجيال في البيوت المحمية وفحصنا البذور الناتجة من كل جيل للتأكد من ثبات الخاصية قبل أن نتمكن من نشر النتائج.

كانت العقبة الثانية التأكد من حصر الخاصية في البذور فحسب لأننا لا نرغب بإزالة الجوسيبول من الأجزاء الأخرى من النبات حيث يكون نافعاً لمقاومة الحشرات والأمراض. استغرقنا بعض الوقت لعزل المحفز وقمنا بالتأكد منه بشكل دقيق للتأكد من نشاط المحفز في البذور بمعزل عن باقي أجزاء النبات ومن ثم قمنا بتوظيف ذلك للتحكم في إسكات المورث في بذور القطن.

سؤال: هل سمعت رغبة المزارعين بتطبيق هذه التقانة؟

كيرتي: نعم بالطبع. يرغب مزارعو القطن في الولايات المتحدة بهذه التقنية منذ زمن بعيد. وسيرفع مع الزمن وتوسع الاستخدام قيمة المحصول لأن المزارعين لا يحصلون حالياً على كثير من المال لقاء بذور القطن ويزرعونه بشكل أساسي للحصول على الألياف.

تستخدم بذور القطن حالياً لاستخلاص الزيت ويتم إزالة الجوسيبول أثناء عملية التكرير ويبقى الناتج الذي يحتوي على نسبة عالية من البروتين علفاً للأبقار لأنها حيوانات مجترة ذات حجرات معدة متعددة وبالتالي تتحمل الجوسيبول ولا تتأذى منه مثل الحيوانات الأخرى كالدجاج والخنزير والأسماك وجميعها ذات معدة أحادية ولذلك لا يمكننا إطعامها من بذور القطن الإعتيادية. يمكن الآن مع توافر بذور القطن ذات المحتوى شبه المعدوم من الجوسيبول إطعامها لكافة الحيوانات الأخرى كما يمكن استخدامها مصدراً لغذاء البشر.

سؤال: هل تعتقد أن بذور القطن الصالحة للأكل ستكون ذات تأثير على الأمن الغذائي؟

كيرتي: ينتج العالم ما يكفي من السعرات الحرارية لتلبية الاحتياجات الغذائية لكافة سكان العالم اليوم. ولكننا لا نمتلك العناصر الغذائية مثل البروتين الذي يعتبر أحد أكبر العناصر الغذائية الناقصة في الراتب الغذائي للكثير من الفقراء. لذلك يتعلق الأمر بأمن العناصر الغذائية أكثر من الأمن الغذائي. والآن بعد أن أخذنا موافقة الولايات المتحدة سنبدأ البحث عن دول أخرى.

اتفهم أيضاً وجود بعض المعارضة الحضارية لتناول شيء تم إطعامه للأبقار على مدى آلاف السنين (في الهند مثلاً). ولكن يمكننا اليوم بسهولة أخذ هذه البذور وإطعامها للدواجن والأسماك. لننظر إلى الهند على سبيل المثال: ارتفع معدل انتاج دجاج اللحم ما بين عام 1961 و2017 بمقدار 51 ضعف وارتفع في الصين بمعدل 29 ضعف خلال ذات الفترة. كما ارتفع انتاج البيض بشكل ملحوظ في كلا البلدين. إن أفضل طريقة لتحويل بروتين العلف إلى بروتين حيواني صالح للأكل هو عبر انتاج البيض. ولذلك أقول عند انتاج البيض يفوق معامل التحويل أكثر بسبعة أضعاف من معدله عند إطعام كسبة البذور للأبقار لتحويلها إلى لحم ولذلك سيتم استخدامها على هذا النحو.

سؤال: بالإضافة إلى المعارضة الحضارية هل تتوقع أن تصبح مقاومة المحاصيل المعدلة وراثياً عائقاً محتملاً لتبنيها حتى كعلف حيواني؟

كيرتي: من القضايا التي نسمعها كثيراً هي قول بعض الأشخاص أنكم تتلاعبون بالطبيعة وأظنهم يقصدون ذلك عندما تكون البذور مصدراً مباشراً للغذاء.

كانت بذور القطن من الناحية التقليدية علفاً للأبقار منذ القديم ويمكن توسيع ذلك ليشمل الحيوانات الأخرى كالأسماك والدواجن ولا أعتقد أن ذلك سيثير الكثير من المعارضة والتردد.

كما أنني أعتقد أن الكثير من المعارضة للمحاصيل المعدلة وراثياً يكون عادة موجهاً نحو الشركات الكبرى ولكن بذور القطن الصالحة للأكل نتجت عبر أبحاث علماء جامعة حكومية لا يوجد لديهم أي دافع للربح ولذلك لا أتوقع أن تواجه مقاومة كبيرة.

سؤال: هل جربت بعض الوصفات باستخدام بذور القطن؟

كيرتي: لم نفعل لأننا لا نمتلك الكثير من البذور ولكنني تذوقته مع زملائي في المختبر. هناك بذور قطن هوبي وهو صنف يكون منخفض المحتوى من الجوسيبول بشكل طبيعي ولكنه يكون معرضاً كثيراً للآفات. وقام بعض أفراد الفريق بتحميصه وتمليحه وصنع بعض الحلويات مثل الفستق السوداني.

# سفيربرس ـ ترجمة: م . إبراهيم عبدالله العلو

المصدر:

   https://www.the-scientist.com/news-opinion/the-long-road-to-edible-cottonseed-66560

نشر هذا الحوار بتاريخ 11 تشرين الأول عام 2019.

 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *