رسالة من مثقّف إلى شخصيّات من ورق ـ بقلم : أ. راغـــدة شفــيق محــمود

كثرتْ هذه الأيام شهاداتُ التكريمِ وتعظيم بعض التافهين من أصحابِ المناصب ومشاهير التصوير. ما رأيكم بهذه القطط المخططة وهذا النفاق الثقافيّ؟ عندما يكرّم الجدير فهو حقّ من حقوقهِ لما يقدم لخدمة المحيطين به والبشريّة جمعاء.

ولكن أن يكرَّم الكريم من قبل الحقير الوضيع فهذه مصيبة كمن يبتعد عن مستنقع الأوساخ فيقعْ في أحضانِ أهلِ المستنقع .

المضحكُ المبكي في زمن التردي الثقافيّ وعالم الفيس بوك هو تحوّل مجموعة من القطط أوهمتنا خطوطها الزائفة بأنّها نمورٌ متوثبة في عالمِ الإبداع والإعلام فأخذت تمنح الشّهادات والتكريمات وترفعُ الوضيع وتحطّ من شأن العالم الفهامة العليم .

من المسؤول عن هذهِ الظاهرة ؟.

هل هو فشل الحكومات العربية متمثلة بوزارة الثقافة ووزارة الإعلام واتحاد الكتاب العرب في النهوض بالفكر والثقافة البنّاءة ؟! لمن يشكو المثقف، من ينصفه من هؤلاءِ المتملقين العابثين باسمه ويدّعون معرفته ثمّ ترسلُ شهادة وتوقع بالقلم الأخضر وهو لا علاقة له بهم .

أيّها المثقفون أنتم أكبر بكثير من هذه الشهادات التي تمنحها امرأة لا تجيد كتابة سطرين عن الأدب والأدباء وتدوّن على صفحتها سفيرة الأدب والدكتورة و…… وأنتم تعلمون ولكن تصفقون لها وتهللون وعلى صفحتها تشيرون وتشكرون وفي غيابها تشتمون وتسخرون. أو ذاك الموظف الوضيع في دار من دور الثقافة يلجأ للتزوير ومن يمنحهُ حق التكريم؟ أيّتها الحكومات العربيّة عليكم بالصحوة وعدم السماح لكلّ ديك صياح أن يعتلي المنابر ويستخدم الأختام والتوقيع ويوزع المناصب ويضع القوانين.

إنّ تكريم أيّ شخص يبدأ من محيطه وبيئته ومن لاخير فيه لأهله لا تنتظر منه خيراً. وأتمنى أن نعمل معاً من مختلف الدول العربيّة لفضحِ هؤلاءِ المنافقين الهازئين بالفكر والإبداع ، كي يسموَ الأدبُ ويقترن بالعمل، ليستحق أن يقرأ ونعود أمة اقرأ ونبتعد عن هذه التفاهات التي تنشر تحت مسمى الإبداع وهي قشور تحملُ في داخلها السم الزعاف من تجريد للعقل وتحريك للغرائز والشهوات وتوافه الحياة .

وأتمنى أن يكونَ العامُ الجديدُ (ألفان وعشرون) لا يشبه كلّ الطعشات التي مرت من (١٢- ١٩) من حروب وكوارث فكريّة وثقافية وبشرية وربيع عربي رسمت خرائطه قطط مخططة تحاول قتل كلّ تقدم وارتقاء ونشر وتعظيم كلّ تافه وسخيف .

#سفيربرس ـ بقلم : أ. راغـــدة شفــيق محــمود