إعلان
إعلان

كتبت سعاد زاهر … تنافس على الحياة… فكرة مريحة .

#سفيربرس

إعلان

ما أن سمعت صوت عجلات التكسي تقف خارجا، حتى حملت الكمبيوتر، مع بعض الأغراض القليلة وهرعت خارجاً، استقبلت شعاع الشمس الخفيف بحذر، وهي تنطلق للمرة الأولى خارج منزلها، منذ أكثر من أربعة أسابيع.
كانت السادسة والنصف تقريباً، في طريقها إلى احدى ضواحي دمشق القريبة، اعتقدت أن الطرقات خالية، حجر صحي، وخوف، ومنع تجول…
ولكن… ما ان تركت حيها الهادئ أساساً، حتى فوجئت بازدحام صباحي غير متوقع، صحيح أنه خفيف، لكنه مفاجئ في هذا الوقت ..!
اعتقدت للوهلة الأولى، أن مفردات ( كورونا، منع تجول…حظر..) سوف تغادرها، خارج منزلها، ما ان وصلت الى مدخل بناء أحد أقربائها المكون من اربعة طوابق، حتى استقبلتها رائحة المعمقات القوية، لتداهمها سعلة ،كتمتها وسارعت الى الطابق الثاني، حيث استقبلها الاطفال كأنهم وجدوا ضالتهم المنشودة ..!
وضعت أحذيتها على الباب الى جانب صف قصير من الأحذية، قبلات هوائية، وسارعت الى الحمام، تغسل يديها..تبدل ملابسها…وتضعها في الشمس، ثم جلست بعيدا عن الطفلين رغم عزلتها التي قاربت الشهر..
الا أنها تابعت اخذ الاحتياطات…هل هو نوع من الوسواس.. هذا مايقوله لها يقول كثر ممن التقت بهم، في الأيام الأربعة التي قضتها لدى أقربائها..!
احدى الزيارات التي اضطروا اليها،عاجلهم صاحب المنزل ذو الرؤى الحكيمة، وهو الذي اختبر الحرب عن قرب بحكم عمله، انه لا يفكر بالوباء، ولا بخطورته، بل ويستقبل كل أقربائه، متى أرادوا، وهو الذي لم يزر طبيياً منذ فترة طويلة..
وهو الذي غادر المخيم منذ حوالي عشر سنوات،…ونجا من حوادث سير عديدة..ربما من الطبيعي أن يعتبر الكورونا مجرد ضيف ثقيل طارئ، لن يطرق بابه..!
حين قال هذا الرأي تبادر الى ذهنها، ترى حين نحتاط اكثر مما يجب، ونترقب أن تحل الكارثة، ألا نعيشها قبل أوانها..!
آمنت بما يقوله المضيف، ولكن ما ان قرع الباب بعض الضيوف حتى خرجت هاربة مع أقربائها، ليست المشكلة هنا أن نقتنع او ان نلفظ أفكار تآلفنا معها، ونحن نمتلئ يومياً، بفكرة اثر أخرى…بل المهم، ألا نغامر ونحتاط الى أبعد مدى…
حين ننجو سنجني محصولا ً وفيراً من الأفكار..!

#سفيربرس بقلم:  سعاد زاهر

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *