إعلان
إعلان

ظاهرة تشظي الطموح في العالم العربي ـ بقلم : ساعود جمال ساعود

#سفيربرس

إعلان
إندثار الطموح وخمود الهمة لدى أصحاب المشاريع المستقبلية لا سيما العلمية حصراً تحت وطأة الإمكانيات الضعيفة أولاً والتي لا تتناسب بالمطلق من الشعارات الكاذبة والمبادئ الايديدولوجية التي تقوم عليها الدولة كمرتكز .
وتحت وطأة السياسات التعليمية الخاطئة التي تستمر بتخريج الطلاب في الفروع التي ليس لها مستقبلاً مهنياً علاوة على أنّه مخيف لإصحاب التوجس دونما أي دراية بالمغبات المستقبلية ولنقل دون أي إكتراث بمصير الشرائح العلمية التي من المفترض -بالخيال- أنها الأساس.
مما يؤدّي إلى فائض عطالة طلابية لا يجدون تجسيداً عملياً لشهاداتهم في سوق العمل، الذي لا يطيب لصاحب المؤهل العلمي إلا إذا عمل بإختصاصه، عكس ما يحصل في دولنا من تشغيل الكيمائي بمجال الفلسفة، وتشغيل المهندس بمجال الطب البشري، وتشغيل السياسي الذي هو مصدر رعب وإهمال في الوقت ذاته في مجالات -لا أحددها لأننا عظماء بكل ما تعنيه الكلمة-
والمهم هنا هو النتيجة حيث نفور الطموحين من أصحاب الكفاءات العلمية وتحولهم إلى عنصر سلبي خامد إجتماعياً، وهذا ما لا يهم الدول المتخلفة التي تستحق الخراب بما فعلته من تخريب العقول وتدمير الهمم واستنزاف الوقت الذي يرحم، ليبقى هذا الطموح -و ما أكثرهم- مشردين بالترادف مع تدمير بقية جوانب الحياة، فلا بيت ولا زواج ولا استقلال فكري ولا مادي ولا قيمة اجتماعية خصوصاً في مجتمعاتٍ؛ الغالبية فيها همج رعاع لا يراعون حرمة ولا حرقة قلب أدعياء الثقافة والدين، وكفى بهذا ضغطاً نفسياً إلى جانب تهميش الدول ووزاراتها للعقول التي تتباكى عليها زوراً وبهتاناً.
لنصل بالنهاية إلى حالة ما يمكن تسميتها(صريع العلم الرحيم والشيطان الرجيم)، وهذا ما نعنيه بظاهرة تشظي الطموح، فالطموح يحتاج إلى سياسات استيعابية تعنى بإلتقاطهم كإلتقاط الثمرة وتوظيف لعلمهم في مجالتهم الأصلية .
فمن حق حامل شهادة الدكتوراه أن يعمل في مجال التدريس الجامعي لا أن يموت من القهر والغيظ وبالنهاية العلم في الدول المتخلفة مضيعة للوقت والجهد، ولذا لا بد من المقاومة وعدم تسليم الأمور لقيادة البشر بل علينا الثقة بالقدرة الإلهية، والسعي الحثيث لإيجاد المكان المناسب المتناسب مع الإختصاص أو إيجاد البديل الأكثر لباقة وإحتراماً.
#سفيربرس ـ بقلم : د. ساعود جمال ساعود
إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *