إعلان
إعلان

المساطيل.. بقلم : المثنى علوش

#سفيربرس

إعلان

الفقر يا عبد الجبار الفقر..
أنت ميت الآن لأنك فقير .. و الفقير لا يأخذ و لا يعطي ..أسلوبه في الحياة مكرر.. لا نفع لوجوده أو عدمه ..
أتذكر حينما قلت لنا ( اعقلها و توكل)..
و نعم بلله يا عبد الجبار .. و نعم بلله .. لكنه تعالى أكد في كتابه المبين ( و ما ظلمناهم و لكن كانوا أنفسهم يظلمون).
أتدرِ يا عبد الجبار.. أنت السبب في كل ما يحصل لهذه القرية ..أنت و تيسير و عبد الرزاق و فهمي و أخيه المختار.. كلكم اختار ان يأكل بملعقة الآخر خوفاً من ابتداع ملعقة.. الى درجة أن اهترأت الملعقة و لم تعد تشبع لقمتها.
إنها فرصتي يا عبد الجبار.. قد أستطيع إقناعك و لو لمرة واحدة في حياتي.. لقد زرعت في قلبي الخوف كل هذه السنون..لكني والله لم أخف من أحد سوى منك و من جيرانك ..
ليست قصتي فريدة من نوعها.. أعلم ذلك .. و لن يتحبب إلي أهل القرية لأن قصتي لطيفة او راقت لهم.. كل ما في الأمر أنني أشعر بغيظ في داخلي و ازداد حجمه و لم أعد قادرا على إخفائه … و الآن أستيطيع محاسبتك و زجرك و توبيخك كما لو كنت سيداً من علية القوم .
اسمعني جيداً يا عبد الجبار ..
لا أعلم الآن من سيدافع عنك..لكن على الارجح سيطلب منك قتلي إن استطعت ذلك .. فإبقائي أثرثر هكذا قد لا يروق لأقرانك و داعميك. لقد تمنيت قتلك مراراً لكن القانون منعني..صدقني لم تكن أخلاقي أبداً.. لكن الله كان يتلطف بك من ميتة شنيعه ينتهي بها أجلك الغير مأسوف عليه .
إلى هذه الدقيقة و أنا ضعيف مستضعف .. لأن الجميع هنا لا يحبذون فكرة إنهائك بيدهم .. انتظروا إلى أن وافتك المنيه الربانية .. و هم أنفسهم لن يخرجوا عمّا كنت تمليه عليهم طيلة عقود…
يخافون يا عبد الجبار ليس إلا.. هم جهلاء بالفطرة .. حتى البئر التي تمنوا حفرها لن يحفروها بعد أن ارتحمت إكراماً للميت على قولهم.
سيحتملون العطش و الفاقة كرمى لخاطرك يا عبد الجبار.. أما باقي الأجيال فلا خوف عليهم لو كلفهم ذلك ترك القرية .. المهم هو مشاعرك حتى و انت ميت .
لقد هزمت كل الرجال و الأطفال حتى و انت ميت .. هل تتخيل مدى عظمتك.

#سفيربرس ـ  بقلم  : المثنى علوش

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *