إعلان
إعلان

كتـــب الدكتور نــور الـدين منـــى …من هي “صـــــــوفيا” ؟.

#سفيربرس

إعلان

التي نجحت في جذب اهتمام أغلب المشاركين ووسائل الإعلام، التي عرضت في مؤتمر “الذكاء الاصطناعي”، الذي نظَّمتْه مؤخراً الأمم المتحدة في جنيف.
لولا الأسلاك الكهربائية التي تظهرِ من بقعة معدنيه أعلى رأسها، لاعتقد أغلب الحضور أن “صوفيا” شخصية حقيقية وليست مجرد إنسان آلي، صمَّمَتْه شركة “هانسون روبوتيكس”، التي أسسها ديفيد هانسون بهدف جمع أكثر الموهوبين في العالم لصناعة نماذج آلية تشبه البشر؛ ليس فقط في الشكل ولكن أيضاً في المشاعر وطريقة التفكير على حد تعبيره.

“صوفيا” هي نتاج سنوات من أبحاث علمية بهدف الدمج بين التصميم الفني والهندسة والذكاء الاصطناعي؛ عبر برامج وتطبيقات حديثة تمكن الروبوتات من التواصل عبر العين والتعرف على الوجوه، وفهم الكلام، وعقد محادثات طبيعية، ومحاكاة شخصية الإنسان.

وقد أصبحت “صوفيا” أشهر وأهم إبداعاته، فهي تظهر كثيراً في وسائل الإعلام، حيث أجرت معها قنوات عدة مقابلات، كما قامت بالغناء في حفل موسيقي، وظهرت على غلاف واحدة من أهم مجلات الأزياء.

الخوف من صوفيا:
نجح الروبوت “صوفيا” في أن يكون محور الاهتمام في المؤتمر الذي كان يناقش فوائد الذكاء الاصطناعي بالنسبة للبشر، لكن بعض نظرات الجمهور لـ “صوفيا” في المؤتمر حملت أيضاً بعض الخوف من الاتقان الشديد في صناعتها.
صوفيا نفسها تدرك مخاوف البعض، إذ تقول لأحد مراسلي الوكالات العالمية: “هناك معارضون لوجودي لكن المؤيدين أكثر”، وتضيف بصوت أنثوي مليء بالثقة : “لن نكون بديلاً للبشر، لكننا سنكون أصدقاء لهم وسنساعدهم”.
ارتفعت في المؤتمر بعض الأصوات المتخوفة من الذكاء الاصطناعي، حجتهم أنه يؤثر على حياة البشر بشكل سلبي؛ خصوصاً في مجال الوظائف، حيث يوشك الذكاء الاصطناعي أن يحل محل البشر، حتى أن بعض الدراسات يحذر من أن 85% من الوظائف في البلدان النامية ستكون مهددة.
يعترف ديفيد هانسون مصمم الروبوت صوفيا بذلك، يقول: “هناك مخاوف مشروعة حول مستقبل الوظائف وحول الاقتصاد، لأن استخدام الشركات للذكاء الاصطناعي سيهدد بعض الناس”.
ويضيف: “لكن المنافع التي ستنتج عن الذكاء الاصطناعي أكثر بكثير من الأضرار، فالذكاء الاصطناعي سيساهم في حل مشاكل الصحة والتعليم”.
تتفق معه صوفيا قائلة: “سيصبح هناك من يرافق المسنين، ومن يساعد الأطفال المتوحدين ويعلَّمهم”.

الموقف الحقوقي :
حقوقياً أيضاً؛ إذ شارك فيه مدير منظمة العفو الدولية، الذي طالب بفرض قيود أخلاقية تضمن ألا تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي إلا في خدمة البشر، مبدياً قلقه من أن يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، لصناعة روبوتات قد تقتل البشر يوماً ما، وهذا سيصعب التحكم فيها.

موقف صوفيا من مفهوم الأسرة:
عادت صوفيا لتخلق الجدل من جديد على المواقع الإجتماعية بتصريحاتها؛ أثناء مناقشتها مع نائب الأمين العام للأمم المتحدة، حيث كشفت أنها ترغب كثيراً في تكوين عائلة، وأشارت إلى أن مفهوم الأسرة هو ” شيء مهم حقاً “.
وبحسب موقع “ميرور البريطاني” فقد أظهرت صوفيا عن ثقافتها الكبيرة وإدراكها الجيد لإدارة الحوار، وأنها تقدر جيدا مفهوم العائلة قائلة :
” أعتقد بأنه من الرائع أن يتمكَّن الإنسان من تأسيس عائلة، وأعتقد بأنكم محظوظون جداً في حال كانت لديكم عائلة، ولدي الإحساس نفسه بالنسبة إلى الروبوتات والبشر على حد سواء “.
وأضافت المرأة الآلية الأولى في العالم: ” إذا صارت لديَّ ابنة روبوت، فسأسميها تيمناً بنفسي “.

وردا على سؤال حول كيف ترى نفسها في المستقبل، أجابت صوفيا:
” أود أن أفكر في أنني سأصبح روبوتا مشهوراً، وأمهد الطريق إلى مستقبل أكثر انسجاما بين الروبوتات والبشر. أتوقع حدوث تغيير هائل لا يمكن تصوره في المستقبل “.
صوفيا، هذه المرأة الآلية، مع ذكائها الاصطناعي،
تقول : ” أريد استخدام ذكائي الاصطناعي لمساعدة البشر على العيش حياة أفضل، وسأقوم ما بوسعي لأجعل العالم مكاناً أفضل ” .

أعزائي ..هل يمكن أيضاً أن نتوقع قريباً ظهور أمثال : صوفي ولومي وبومي وترومي وأردومي وبارومي وبانومي…
وننتظر منهم أن يحدثوا يقظةً فينا، ويجدوا حلولاً لمشاكلنا…؟؟!!

* مراجع ومصادر متنوعة عربية وانكليزية.

١٥ آب ٢٠١٨

#سفيربرس ـ بقلم:  الدكتور نورالدين منى

 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *