إعلان
إعلان

الأبعاد الإنسانية في غنائية عز الدين الأمير .. شهادات وآراء

#سفيربرس ـ ماجدة البدر

إعلان

أقام فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب في بادرة مميزة فعالية ثقافية فنية أدبية بعنوان: (الأبعاد الإنسانية في غنائية الفنان عز الدين الأمير – شهادات وآراء)،
وذلك بحضور هيئة الفرع: (د.محمد الحوراني – رئيس الفرع، د.إبراهيم زعرور – أمين السر، د.إبراهيم سعيد – أمين الصندوق). قدمت الفعالية أ.سناء الصباغ:
(يقول نيتشه: إذا أردت الحكم على مستوى شعبٍ ما.. فاستمع لموسيقاه، فالموسيقى هي لغةُ الشعوب.. وهي الأبجدية الأولى التي ينطِقُها ويسمعُها ويفهمها كل البشر على اختلاف فئاتهم وأجناسهم وطوائفهم.. حيث يقول ديكارت: (الموسيقى هي الفن الوحيد الذي يتّحدُ مع الدين اتّحاداً وثيقاً). وهي لغة الطبيعة وغذاء الروح، وشفاء النفس وملهمة الفنان، مفككة الأحزان، محركة الشعور، مهدئة الأعصاب مقويّة العزيمة، مبعدة للهزيمة، ومن هنا جاء احتفاؤنا اليوم بتوقيع ألبوم جديد يُضاف إلى باقة إصدارات الفنان عز الدين الأمير:
في البداية من هو الفنان عز الدين الأمير:
هو مدرسة غنائية وفنية متفردة وتجربة تمتدُّ قرابة الخمسة وعشرين عاماً من الكفاح على المستويين الإنساني والإبداعي والفني، يغزل من حروفه وترانيمه معاناة الإنسان في هذه الحياة، وآماله وهمومه، وتأتي عنونة ألبومه الذي بين أيدينا (تبدا الخطوات) حاملةً هذا المعنى كما هي حاضرة في ألبوماته السابقة(شقشقة صور.. منعمرها.. ولا شي.. حروف الجر.. أُغني..). وتمتد للقادم من إبداعاته وهو يخطو على درب الخلاص والجلجلة متمثلاً رسالته الإنسانية الملتزمة كلمةً ولحناً وسلوك حياة.. تحية للفنان عز الدين الأمير).
قدم فرحان الخطيب شهادة بعنوان: (الإنسان .. الكلمة..).تحدث فيها عن تجربة الأمير : (عز الدين الأمير حالة موسيقية غنائية، تشكَّلت ضمن بيئة اجتماعية، لها مكوناتها التي تنبثق منها رؤى الفن بشكل عام، إن كان شعراً، أو قصة أو رواية، أو سينما أو مسرح أو دراما، ولعلَّ أقرب ما يكون إلى الذائقة البشرية هو الغناء، لأنَّ الغناء حمّالٌ للكلمة التي تعبّر عن أحاسيس ومشاعر الناس في الدّرجة الأولى، وكان صاحبُ الصوت الجميل يصدح بها سبّاقاً إلى الأداء، قبل وجود الآلة الموسيقية التي رافقته لاحقاً بفضل ابتكارها عند كل شعب بطريقة خاصة..
العنصر الاجتماعي طاغٍ على أغاني عز الدين الأمير، حيث اختار الكلمة التي تعبّر عن مجمل الحالات الاجتماعية، والتي نستطيع أن نسميها إنسانية الإنسان من أمل وألم ووجع وتفاؤل ومحبة، فعز الدين لم يقترب من الكلمة المجانية الخاوية من المعنى، بل التصق بالكلمة.. المعنى قبل كلّ شيء، كلام عز الدين واضح لا لبسَ فيه، فهو ينشد رسالة إنسانية عبر الكلمة المغنّاة، وقد مرّت هذه الأغنية سابقاً بتجارب كثيرة، واكتسبت أسماء عديدة، كالأغنية السياسية، والأغنية الملتزمة، والأغنية الجادة، والجديدة، ولكن عز الدين آثر تسميتها بالأغنية الإنسانية، حيث تحمل كلّ المسميات السابقة، مضافًا إليها بعضاً من العاطفة المشوبة بالمحبّة، وبهذا يكون عز الدين قد ابتعد عن التأطير الضيّق والانتماء المحدود، فكان الإنسان عنده وقضاياه واحتياجاته هدفاً لكل ما اشتغل عليه من غناء، ولأن الإنسان هو الحامل الحقيقي بصيغة جمعية لحضارة مجتمع من المجتمعات، كان على مؤديها ونحن الاحتفاء بها،
وأكثر ما يشدني في أغانيه تركيزه على المحبة وخاصة في لقاءاته مع الإعلام، إذ لا غنى للإنسان عن المحبّة حتى يكون جميلاً ومتفانياً وفاضلاً وأخلاقياً..
وفي النهاية يبقى عز الدين الأمير حالة غنائية لها طعمها ونكهتها الخاصة بها، حالة التصقت بهموم المجتمع ومشاغله، والتي مادتها الأساسية الإنسان، فغنّى بكل ما يحمل من نبض وصدق وحساسية، واختار أدواته الغنائية التي تحمل صفة البقاء والديمومة، مبتعداً عن اللحظة الآنية، والشخصنة أحييك عز الدين الأمير ومبروك السيدي الجديد..
ثم تحدث سامر الشغري قائلاً:
(تجربة الفنان عز الدين الأمير تحمل الفرادة والابتكار على غير مجال، فلم يسعَ لتقليد أحد أو لتكرار تجربة سابقة، وسعى نحو المضمون الفكري العالي، ولم يكن ضمن اهتماماته البهرجة، والشكل الجذاب، لذلك فإن أغانيه ذات سمة خاصة، فلا نستطيع سماعها ونحن نعمل، أو نقود السيارة، بل يجب أن نسمعها بكامل تركيزنا وطاقتنا، ولو أراد الفنان الأمير الشهرة لمضى في حقل الأغنية السائدة أو لعاد لتجارب الأقدمين فكررها أو استنسخ منها لذلك لا يمكن وصف تجربته بالجماهيرية، ولكنها من المؤكد بأنها مبتكرة وفريدة وصادقة وعميقة تحتاج إلى الكثير من التسويق والحملات الإعلانية لتصل لشريحة أكبر..
قدم المايسترو الفنان أ.نزيه أسعد شهادة تحدث فيها عن الفنان عز الدين الأمير: (في أغانيه تجد المقدمة الرومانسية، انسيابية معبرة تشرح خلاصة حياتنا مع الصور المتنوعة، اللحظة الوحيدة التي يتوقف فيها الزمن، ويتوقف التاريخ، وتتوقف الأيام، كل صورة تحمل ذكريات هذه الصور إلى زوال عيارها حركة تمزيق باليد بسيطة، حالة المنحني
ماهو مصير هذه الصور التي استوقفت الإنسان خلال حياته في محطات هامة ونقاط انعطاف حوّلت مجرى أيامه كانت صوراً مصيرية، ولكنها ستصبح صوراً مهترئة أو محترقة..
لقد ترجم لنا الأستاذ عز الدين فحوى حياتنا بمفرداته الموسيقية ونقلنا عبر اللحن إلى استذكار واسترجاع ما مضى..
كما نقلنا خلال نقلاته المقامية إلى مصيرنا ومصير صورنا.. مصيرنا الذي يتوقف على لحظة أو شرعية صورتنا التي تتوقف على تسلية أطفال صغار يتنازعون من أجل تمزيقها، وسيكون لهم صورهم وسيأتي من يمزقها من بعدهم..
اللحن الأول وجهنا بهدوء نحو روحانية الطبيعة وأنسنتها من خلال الشجرة الكريمة
اللحن الثاني قادنا بصيغة جديدة إلى نبع الماء والقيم اللذين يشكلان لنا الحاجة الأولى في استمرارنا..
فما أحوجنا لمثل هذه التوجهات في غنائنا العربي وموسيقانا الشرقية وكم نحن بحاجة لمثل هذا الفن، كي نزرع في النفوس معنى الفن الجاد والرؤية الملتزمة للكلمة واللحن..
هنا عرفنا الفنان عز الدين بأنه الداعم للفن الملتزم المرتبط بالفن الأصيل، والذي لا تختلف مفرداته عن مفردات الفنون العالمية الإنسانية. ونتمنى تعميم هذا المسار على فئات الغنائية والموسيقية لأنه يحمل في عنوانه المعنى الحقيقي للإنسان..
إذاً في النهاية نرى أنه على علاقة وثيقة بالكلمة واللحن والطبيعة والإنسان، محلّلاً ما وراء الألحان والكلمات والإيقاع..
سامر الشغري
تجربة الفنان عز الدين الأمير تحمل الفرادة والابتكار على غير مجال، فلم يسعى لتقليد أحد أو لتكرار تجربة سابقة، وسعى نحو المضمون الفكري العالي ولم يكن ضمن اهتمامه البهرجة والشكل الجذاب، لذلك فإن أغانيه ذات سمة خاصة فلا تستطيع سماعها ونحن نعمل أو نقود السيارة بل يجب أن نسمعها بكامل تركيزنا وطاقاتنا، ولو أراد الفنان الأمير الشهرة لمضى في حفل الأغنية السائدة أو لعاد لتجارب الأقدمين فكررها أو استنسخ منها لذلك لا يمكن وصف تجربته بالجماهيرية، ولكنها من المؤكد بأنها مبتكرة وفريدة وصادقة وعميقة تحتاج إلى الكثير من التسويق وحملات الإعلان لتصل لشريحة أكبر…
يرى سليمان حرفوش أن عز الدين صادق فيما يقدم وصاحب رسالة، حاول البعض إثناءه عن السير في هذا طريق الفن الجاد، انتقل الذوق من السمع إلى الخصر للأسف، إنه صاحب رسالة ونحن نترجم الرسالة بشكل خاطئ أحياناً، وهذه التجارب تستحق وقفات مطولة من الإعلام، وتسليط الضوء عليها ودراستها ومنحها ما تستحق من الوقفات المضيئة.. وفي النهاية أشكر فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب لاستضافتنا وأشكر كل من ساهم في إنجاز هذا الفعالية.
تحدث من المغرب العربي الشقيق الطيب بن عبيد شاعر وكاتب وموسيقي وسينمائي قائلاً:
في البداية السلام عليكم أهل سورية الحبيبة، لن أفوت هذه الفرصة لألقي بدلوي وأعطي رأيي في تجربة الفنان عز الدين الأمير، الذي لامس نغمه الإنسانية في كل مجال، وتمثل آلامها ومعاناتها، نجم مضيء في سماء الفن، يجيد الشعر والغناء، لم يتبع أمواج العصر، وبقي متمسكاً باللحن الأصيل فهز لواعج العشاق.
كما شارك من ليبيا الشقيقة الملحن والمؤلف والموسيقي عبد السلام القرضاب بشهادة[الحاصل على عدة جوائز عربية، منها أفضل ملحن عربي، وجائزة العمل المتكامل الذي كان بعنوان أنا عربية]. قال فيها: (إنه ملحن موسيقي، جل أغانيه رائعة، أتمنى له التوفيق وأشد على يديه وأدعو جميع الفنانين أن يحذو حذوه.. وأتمنى أن يعمُّ السلام بلدكم الحبيب..).
وكان لمصر مشاركة من خلال سامي منصور المخرج والممثل والملحن والموزع الموسيقي: الذي قال: (إنه مطرب ذو إحساس مرهف، وملحن مميز، تتسم الحالة بالطابع الإنساني. استطاع بموهبته الفذة أن يلفت انتباه بعض الفنانين المصريين، ولحن لهم العديد من الأغاني الجميلة..
ومن الجزائر تحدثت د.زينب لوت [حاصلة على دكتوراة علوم نقد حديث ومعاصر.. مؤلفة روائية وناقدة لعدا عدة مؤلفات دولية ووطنية وشاركت في عدة مؤتمرات دولية في المسرح والأدب كما لها تكريمات وشهادات تحكيم دولية]: (قدم عز الدين الأمير الفن الجاد، مركزاً على أهم القيم الوطنية الإنسانية الروحية الوجدانية، تغنى باللغة الفصحى، وهو على علم ودراية بها، كما أنه غنى بالفن المحكي، وهو فن صعب، حيث تصبح الأغنية حاملة لمقاييس فنية ولغوية وأداء والتزام بقضايا حضارية إنسانية وجدانية..
هو فنان كان ذو ذوق فني متميز، وسيبقى هذا الفن خالداً يترك أثره أينما حل).
قدم من اليمن المايسترو والفنان محمد قحوم شهادة :
(الفنان عز الدين الأمير اختار الفن الهادف وليس الفن التجاري، والفن الهادف يحتاجُ إلى الكثير من الجهد والتعب للاستمرار في ظل ظروف الإنتاج التي تحتاج إلى ميزانيات هائلة..
واستمرار الأمير في هذا الخط جهد يشكر عليه أنا شخصياً تستهويني هكذا تجارب فيها رسالة سامية هادفة ونحن نحتاجُ إلى مجموعة كبيرة من الفنانين تنتهج هذا النوع من الفن، لنعود بفننا إلى مصاف النخبة).
وفي النهاية شكر الفنان عز الدين الأمير الحضور من القلب فالسير في هذا الطريق والعمل لإنجاز هذا الفن هو نقش على الحجر بقشة. وهو أمر صعب.. والخطوات بطيئة بسبب وعورة الطرق، ونحن نحمل رسالة فن هادف ضمن أعمالنا يجب أن نحافظ عليها، لنوصل رسالة التسامح والتعايش والسلام..
نحن بحاجة إلى هكذا فن في ظل هذه الظروف التي نعيشه..
وفي النهاية أنا أشكر فرع دمشق لإتاحة الفرصة لي لألتقي بكم..
وفي النهاية قام د.إبراهيم زعرور بتكريم المشاركين الحضور في الفعالية وتسليمهم (درع بشكل عود) تكريماً لعملهم لإنجاح هذه الفعالة.
وتم في الختام توقيع ألبوم تبدأ الخطوات من قبل الفنان عز الدين الأمير..
واختتمت الفعالية بشكر الحضور على مواظبتهم واهتمامهم بما يقام في فرع دمشق من فعاليات وعدم تفويت أي منها.

#سفيربرس _ ماجدة البدر

تصوير : كاظم

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة