إعلان
إعلان

” مكاشفات ” يناقش مسرح الطفل والتحديات المعاصرة..

#سفيربرس _ ماجدة البدر

إعلان

المسرح تلك الخشبة الجميلة، التي يختبئ الإبداع والخيال والفكر في أرجائها، لا يخلو مكان فيه من فكرة أو موقف.. ولبناء مجتمع حضاري سليم معافى، يجب أن نولي الطفل الأهمية الكبيرة، من خلال المسرح، الَّذي يحتاجُ إلى إمكانات كبيرة تتيح لخيال المخرج الانطلاق في كل الاتجاهات بما يتلاءم مع عالم الطفل وفضاءاته. هذا الفن الزماني الَّذي يغلب على بناء نصّه الحوار بين الشخوص والمحاكاة للواقع والطبيعي والتخييلي.
إن لم يكن يحمل رؤية جمالية ومعرفية وقيمية جديدة فهو عبث ومضيعة للوقت، ولا مسرح دون هذه الرؤية..
عقد الملتقى الحواري / مكاشفات / في فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب جلسة حوارية نقدية نقدية بعنوان: (مسرح الطفل والتحديات المعاصرة). وذلك بحضور هيئة الفرع، ونخبة من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي والمعرفي والفكري والمسرح.
أدار الملتقى وطرح الأسئلة، الشاعرة سمر تغلبي، وشارك فيه: (سهير برهوم / مخرجة / ، جوان جان / ناقد مسرحي/ محمد الحفري، / كاتب وناقد /، علي العقباني / شاعر وكاتب وناقد /.
لازدهار المسرح نحتاجُ إلى بيئة مساعدة ومساندة وقوية
*يُرجع البعض الأزمة التي يعيشها مسرح الطفل العربي عموماً (والمسرح السوري والعربي عموماً)، إلى التخلف الثقافي والاجتماعي في وطننا العربي والنقص المخزوني النظري والمعرفي للإحاطة بنظرية مسرح الطفل؟ ما رأيك أستاذ جان بهذا الكلام؟..

*جوان جان:
في البداية أرحب بالجميع حضوراً ومشاركين.. وأنا سعيد لوجودي بينكم لمناقشة هذه الأمور ومعظم الأمور الخاصة بالمسرح السوري والعربي، وأخص (مسرح الطفل).
مسرح الطفل مسرحٌ عريق في سورية، يمتدُّ نشوؤه إلى الفترة الزمنية التي نشأ فيها (مسرح القباني) وبدأ يتطور وينمو ويزدهر، وظهرت تجارب متفرقة في هذا المجال، ولكنها لم تكتمل وتنضج حتى عام 1960، [تأسيس مسرح عرائس، والمسرح القومي] واتسع مفهوم مسرح الطفل من خلال مهرجانات طلائع البعث وغيرها… ولكن الأزمة التي مرَّت بها سورية وتبعاتها أدت إلى توقفه، مؤقتاً، وهو حالياً عاد ليمارس نشاطه.. والحركة المسرحية مرتبطة بالحركة الاجتماعية، لازدهار المسرح نحتاجُ إلى بيئة مساعدة ومساندة وقوية.. لأنَّ معظم الممثلين موجودون في مدينة دمشق، وهذا لا يعني أن مسرح الطفل في دمشق متطور أكثر من بقية المحافظات، وامتدَّ تأثير الأزمة التي مرَّ بها وطننا سورية على هذا المسرح، سنوياً تعرض مسرحيات قليلة، في حين نحن بحاجة إلى مسرحيات على مدار العام لأنَّ جمهور الطفل متواجد دائماً وهو يتأثر بشكل واضح وكبير بما يقدم له.. الطفل مستعد ليتفاعل مع ما يقدم له بسبب وجود الجو الاجتماعي الملائم، ونحن بحاجة لذلك في كل مدرسة وفي كل حي وفي كل مكان.. بحاجة للتوسع في كلا الاتجاهات ونشر النصوص وتشجيع تجمعات المسرحية الخاصة والهادفة التي تقدم أعمالها للأطفال، والتي تخضع لتقييم صارم ومناسب، وهذا التغييب للمسرح الهادف أدى إلى انتشار الفرق التجارية التي تسعى للربح التجاري بغض النظر عن الفائدة المرجوة.

هناك مشكلة بين ما يقدم عموماً للأطفال وبين واقع الحال..
*المسرح المدرسي الَّذي يستهدف مراحل الطفولة المبكرة والمتأخرة يستهدف تفعيل مهارات الطفل في التخييل والتذكر والتحليل والتركيب وغير ذلك من المهارات.
هل تجد أن المسرح المدرسي بوضعه الحالي قادر على تحقيق هذه المعادلة الصعبة ليكون الأساس الَّذي يبنى عليه المسرح عموماً؟..
*محمد الحفري..
من المعروف أنَّ الكتابة المسرحية عموماً والكتابة للأطفال خاصةً هي من أصعب الأجناس الأدبية، لأنَّ هذا الفن يحتاج إلى جهد خاص ومختلف في الكتابة، ومن المعروف أيضاً أنَّ الكتابة تحتاج إلى الموهبة التي يمكن تصويرها بوسائل وطرق شتى، تبدأ هذه الكتابة عادةً من البذرة الأساسية التي نطلق عليها اسم الفكرة، التي يمكن العمل عليها، لتكونَ قصةً، وإن لم تكن كذلك، فيجب أن تكون حكايةً تشكلُ عموداً فقرياً أساسياً للبناء الدرامي، بعد ذلك يمكن تحديد نقطة الصراع والوصول إلى الذروة.
وتحديد شخصيات العمل، ومن ثم الحوار المتقن، ولكلِّ نقطة من هذه النقاط تفصيلاتٌ كثيرةٌ يمكن الحديث عنها مطولاً، وعلى سبيل المثال، فالحوار يعدُّ أهمُّ ما في البناء المسرحي، وكلُّ جملةً فيهِ يجبُ أن تؤدي الغرضَ الَّذي رصدتْ لأجلهِ، وكذلك الأمر بالنسبة للشخصيات التي يجب أن تكون كلُّ واحدةٍ منها مختلفةً عن الأخرى، ولها منطوقُها الخاصُ، ومن هذه النقطة بالذات تأتي صعوبةُ الكتابة المسرحية، ويبرزُ دور الكاتب المحب للمسرح، والذي يعرفُ دقةَ وتفاصيل العروض، وكيف ينتقل برشاقةٍ بين العامية والفصحى، إضافة إلى ذلك يجب أن يعرف قواعد اللغة التي يكتب بها ومعاني الكلمات ودلالاتها.
يتبنى المسرح القومي عادةً وبعضُ الجهات الأخرى كالاتحادات والمنظمات العروض المقدمة للأطفال، كما أن هناك بعض الفرق الخاصة التي يمكن أن تقدم عروضها تحتَ رعاية بعض الجهات، وحتى لا نبتعد عن موضوع الكتابة للأطفال نقول إنَّ تبني هذه الجهات لعمل معين، أو مؤلف ما، ليس هو القاعدة، ومن ناحية أخرى، ومن وجهة نظري، أرى أن هناك مشكلة حقيقية بين ما يقدم عموماً للأطفال في الوقت الراهن، وبين واقع الحال، بمعنى آخر، إنَّ علينا أن نكتب للأطفال بطريقةٍ مختلفة نتجاوزُ فيها مسألة الفراشة والزهرة، والذئب والغنم وغير ذلك، وهذه الكتابة يجب ألا تستغبي الطفل أو تقلل من قدراته ومهاراته، التي ماشت التقنيات والأجهزة الحديثة، ولا ننسى أن كثيراً منا يلجأ إلى هؤلاء الأطفال حين تواجهنا مشكلةٌ ما على أجهزتنا المحمولة أو غيرها..
الدعوةُ إلى كتابة جديدة موجهة للأطفال يتحملُ مسؤوليتها كتّاب الأطفال قبل غيرهم، وهذا المشروعُ يقعُ على عاتق وزارة الثقافة والتربية، واتحاد الكتّاب وغير ذلك، لأن طفل اليوم يختلف جذرياً عن طفل الأمس، لنسأل أنفسنا أين هو جديدنا الفكري والفني في تقديم المكرور والمعروف؟!.. أين هي ذاتيتُنا في تقديم ذاتِنا؟!… وماذا أضفنا لها من جديد يلائم جيلنا وتوجهاتنا التربوية وما تتعرض له بلادنا كي نحرك ماسكنَ خلال سنوات الحرب البغيضة التي شنت على سورية، ونحن ندعو لاستنهاض الجهود والقدرات والقامات الإبداعية لإعادة النص المسرحي إلى ألقه، وعودة العمل المسرحي إلى ماكان عليه، ولعلنا نطمح بأفضل من ذلك.
في التعريج على عمل المسرح المدرسي أقول: إنَّه اعتمد في عروضه على طلاب المدارس، وهو يمزجُ فيها بينَ مايقدم للأطفال اعتماداً على نصوص تخصهم، وبين أخرى يتصدون فيها لقضايا محلية وعالمية وهي موجهة من الصغار أي الطلاب، إلى شريحة الكبار، وقد لا يشعرُ بعضهم بوجود هذا المسرح، وقد يسألُ هل هو موجودٌ أصلاً.. لأن المسرح المدرسي في سورية، كان يعمل بالتعاون مع اتحاد شبيبة الثورة، وقد تمَّ الفصل بينهما من ناحية التعاون المسرحي قبل الأحداث بسنة أو سنتين، ولذلك لا يمكننا الحكم على تجربته التي تعدُّ وليدة بعد هذا الفصل والحرب التي حدثت، ومازالت، ومن ناحية أخرى يجب الفصل بين عمل جهات يعطل أو يبطئ الروتين المقيت عملها وبين أخرى تعتبر ذاك الروتين مسألة يمكن تجاوزها بسهولة، وخاصةً في المسألة المالية وتغطية نفقات العرض المسرحي..
ليس هناك أجمل من الطفولة، وخاصة حين اكتشفتُ نفسي بأنني طفل بينهم، ولعلَّ أسعد لحظات حياتي هي بالوقوف بينهم وأمامهم، هذه اللحظات كانت تشعرني بالظفر والنشوة والانتصار بعد تقديم العرض المسرحي حيث يتوجُ عمل هؤلاء الأطفال وتعبهم، وحركة أجسادهم مع مقولة النص..
المسرح يستفزُّ الخيال ويحفزُ الذهن ويحرضُهُ على التفكير، وقد قدمتُ من خلال عملي في المسرح المدرسي العديد من الأعمال منها: (الراقصون، العربلم)، وهما من تأليفي، بالإضافة إلى العشرات من المسرحيات غيرها، قمتُ بإعدادها للمسرح المدرسي، حبي وعشقي للمسرح لم ولن يتوقف، فهو تلك العوالم التي يمكن أن نكتشفها من خلال العرض والنص والممثل والفضاء المسرحي والرسائل المتلاحقة التي يمكن بثها لمتلقٍ محبٍّ، نقول محبٍّ وحبٍّ لأن المسرح لا يمكن أن يعطينا إلا بمقدار ما نعطيه من بحث وجهد، ولأننا أمام خطاب لغوي قابل للقراءة، وخطاب فني قابل للتأويل كما يقول الكاتب السوري والعالمي رائد المسرح: سعد الله ونوس..
ليس لدينا مسرح حقيقي للطفل..
*من المعروف أنَّ الرؤية الإخراجية كفيلة بإنجاح العمل أو العكس، بغض النظر عن النص هل اختلفت الرؤى الإخراجية لمسرح الطفل في الماضي عنها في الحاضر؟.. بمعنى آخر: لو تابعنا مسرحيات نهاية القرن الماضي ومسرحيات اليوم كيف تطورت الرؤية الإخراجية بما يتناسب مع واقع الطفل السوري؟!.. وكيف أثرت الأزمة على هذه الرؤية؟….
*المخرجة سهير برهوم:
في البداية أشكر جميع الحضور والمشاركين في الندوة على هذا الحوار القيم البناء، وأنا فخورة وسعيدة لوجودي بينكم.. وكنت أتمنى أن نلغي هذا المنبر وتتحول القاعة إلى جلسة مفتوحة مع الحضور، حيث نجلس بينكم، ونتناقش ونتحاور مباشرة..
من المؤسف حقاً ما يحدث الآن، ولكن في البداية، حبذا لو نحدد المرحلة العمرية التي يعنيها السؤال، أو الشريحة العمرية، حيث يختلف طفل الخمس سنوات عن طفل السبع سنوات عن طفل العشر سنوات.. وعن أي طفل نتحدث ونريد أن نتوجه بالحوار، عن طفل المهجر، أو الطفل المشرد، أو الطفل الَّذي ينامُ في الشارع، أو الطفل الَّذي يبيع في الشارع، أو الطفل المتسول، أو الطفل الَّذي اضطرَّ إلى العمل، بسبب موت المعيل للأسرة أو فقدانه، جمهور الأطفال محدود، وجمهور المسرح محدود، وللحديث شجون وتشعبات، ويضاف إلى ذلك ، ونتيجة المعاناة والسعي وراء لقمة العيش، والذي أدى إلى ابتعاد الناس عن الثقافة، فواقع الثقافة سابقاً أفضل منه الآن، والتراجع الثقافي يتمازج طرداً مع تقدم الزمن وهو مخيف جداً في ظل التقدم التكنولوجي الحالي، حيث طغى المحمول على المكتبة وجميع الأنشطة الثقافية والرياضية والموسيقية وغيرها..
بحكم عملي كمخرجة وعضو ضمن لجنة القراءة في مديرية المسارح، وكمخرجة، أضطرُّ أحياناً للكتابة، وإضافة مشاهد، أو حذف مشاهد، ضمن النص المسرحي المقدم، حيث تعاني بعض النصوص من هناة عديدة، فأقوم بمعالجتها واستبدال بعض المشاهد، وتدويرها وأعمل لها تفرعات، فالمخرج له حرية التصرف كاملةً، وأحياناً أحتال على النص، وحين أختار نصاً مسرحياً للعمل والعرض، أتوخى الدقة لاختيار الأفضل، فأعمالي السابقة كانت كلها للكبار، وشاءت الصدف والتحولات، أن أتحول إلى المسرح المدرسي، حيث أُعجبتُ بنص جميل قدمته الأستاذة فاتن ديركي، وتعبتُ منه قليلاً، فاختيار النص المسرحي المقدم للطفل يعدُّ مغامرة وتحدٍ، فقمت بمشاهدة العروض المقدمة للأطفال، وهي قليلة جداً، حتى وقع بين يدي هذا النص الَّذي يجمع الحاضر والماضي والجودة والتقانة وهو مكتمل تقريباً. ويتضمن خيال واسع ومساحة ومجال لاختيار ديكور وأسس عديدة لإنجاح العمل، وأخصُّ المكان، ولإنجاز نص مسرحي ناجح، يجب وجود مقومات عديدة وأسس وشروط، تجتمع متضافرةً لجذب الطفل إلى هذا المسرح، والأهداف يجب أن تكون تربوية وسلوكية في آن معاً، وكما نعلم إن جمهور الطفل ينقسم إلى شرائح عمرية عديدة تبعاً للسنوات.. ليس لدينا مسرح حقيقي للطفل.. نحن بحاجة إلى تنشيط عمل المسرح المدرسي، كما يجب اختيار النصوص المناسبة والبسيطة وغير المعقدة التي تستطيع من خلال جهود متضافرة إيصال فكرة تربوية سلوكية للطفل.. وضمن هذه الندوة .. فعلياً.. تمنيت وجود أطفال ليدلوا برأيهم، لأنه ليس هناك أقدر من الأطفال عن التعبير عن أنفسهم. ومساعدتنا في هذا المجال للوصول إلى العمل الناجح..
فالعمل الضعيف مسؤولية المخرج، والمخرج الجيد يختار النص الجيد والمكتمل لعرضه.
النقد ومسرح الطفل
*لا يوجد نقد لمسرح الطفل، الأهداف السلوكية تأتي في الخاتمة، لدينا أهداف تتبع جانب وجداني، وقيمي، يجب تواجدها في النص؟.. هل ما يقدم يتضمن ذلك..
*الشاعر علي العقباني:
*في البداية أشكر مكاشفات لإتاحة الفرصة لي للحديث عن مسرح الطفل، إذ لا يوجد عمل إبداعي تتم الإضاءة إليه إلا بآلية تقنية تقود العمل الفني.
وحين يتعامل كاتب النص ومخرجه مع أي عمل مسرحي، يجب مراعاة المرحلة العمرية للطفل،..
لا يوجد حركة نقدية لمسرح الطفل..
لا يمكن لفن من الفنون أو علم من العلوم أن يتقدم من دون إعمال النقد فيها بحثاً ودراسةً وتقنيةً، الأمر الَّذي يتيح للفن إمكانية معرفة العيوب والمثالب في الوطن المسرحي..
النقد غالباً يأتي تالياً على المسرح ولكنه في المآل الأخير يذهب إلى تحريك المسرح وتطويره من خلال معرفة آلياته ومذاهبه ومدارسه..
أما بالنسبة لمسرح الطفل، والنقد الموجه له يجب على النقاد كما على المسرحيين معرفة اللغة والشكل وطبيعة الطفل والفئة العمرية التي ستقدم لها المسرحية، الناقد كما المسرحي يجب عليه الإلمام بكل شروط مسرح الطفل للتمكن من قراءة العمل المسرحي بشكل جيد، والدخول فيه إلى عمق العملية من خلال دراسة لغة العرض والحركة والتمثيل والإضاءة وكل ماله علاقة بالمسرح..
النقد في أزمة كما المسرح في أزمة لضيق الأفق والإمكانات المتاحة في كل المجالات..
لا يوجد حركة نقدية لمسرح الطفل، وفعلياً مسرح الطفل قليل العروض فعلياً، والناقد المسرحي بحاجة إلى عروض مسرحية ليتطور أدواته وتقنياته..
نحن لا نعرف احتياجات الأطفال ومعاناتهم وأفكارهم.. نحن نحتاج إلى استبيانات وآراء عديدة لتطوير العمل المسرحي..
فالمسرح لم يغير أي شيء، ولكن التراكم والوقت هو الَّذي يعمل ويغير…
نحن في مجتمعنا لم نتربى على حضور المسرح أو السينما ولدينا فقط ماتلقيناه في المدرسة، لذلك يجب التركيز على أهمية ودور النقد المسرحي للطفل لتطوير العمل الفني المسرحي وذلك من خلال المنابر، وليس من خلال وسائل التواصل الاجتماعي (الفيس، واتس.. وغيره) لأنها فعلياً تودي به إلى الهاوية، فهي نابعة من منبع شخصي، وليس من حرفية وثقافة فنية مناسبة.
وقد أدت مجلة (الحياة المسرحية) دورها الحقيقي في هذا المجال، إذ قدمت العديد من الدراسات النقدية المهمة والتي يعمل بها لتطوير العمل المسرحي..
والكتب التي تتناول العروض المسرحية بالنقد والتمحيص هي قليلة جداً..
الحديث عن النقد المسرحي الطفلي مغيب عن المنابر
*لا يوجد حركة نقدية للحوار مع الطفل.. لماذا لا يتم تفعيل مسابقات خاصة بمسرح الطفل؟..
*جوان جان:
إنَّ الحديث عن موضوع الكتابة المسرحية للطفل موضوع شائك ومعقد، وقد كان مطروحاً في السابق أما الآن فهو مغيب عن المنابر.. فالحركة النقدية محدودة حالياً، ومعظم من تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية، والمختص بالنقد، يعمل في غير هذا المجال، لأن العمل في النقد المسرحي يحتاج إلى ريادة العديد من المسارح وحضور العديد من العروض، نحن نفتقر إلى ذلك..
مسرح العرائس يقدم مسرحيات جميلة ومتميزة، ولكنه مسرح فقير، ويعتمد على وسائل محدودة، والطفل بحاجة إلى اهتمام خاص، بحاجة إلى ديكور خاص، إلى لباس خاص، إلى ممثلين يتمتعون بالطرفة وحس الفكاهة والروح المرحة، وهو أمر صعب، نحن بحاجة لتضافر العديد من الجهود، من قبل جهات عديدة، وإلى ميزانيات كبيرة.. فالمخرج المسرحي يطلب مسرح أكبر من مسرح العرائس، نحن بحاجة إلى تقديم عروض في كافة المراكز الثقافية وكل مدرسة، لنصل إلى أكبر شريحة ممكنة من الأطفال.. ولننظر إلى ظاهرة تفشي العنف مثلاً في المدارس، وهي ظاهرة يستطيع المسرح معالجتها، من خلال تقديم ماهو تربوي ومفيد وسلوكي.. لينشأ طفل واعٍ ومثقف..
المسرح قادر على معالجة العزلة والتوحد
*علي العقباني..
باعتقادي أن الكتابة للطفل معقدة وإشكالية.. نحن نكتب لأطفال عاشوا العنف والحرب وفقدان الأهل، وهو أمر له بالغ التأثير في نفوسهم.. وعند الكتابة للطفل، يجب مراعاة كل هذه الظروف لتوجيهه التوجيه السليم.. يجب أن نخرج الطفل من هذه الحالة، فكما نستطيع معالجته بالموسقى، نستطيع معالجته بالمسرح.. المسرح يستطيع معالجة أي طفل يعاني من العزلة، أو التوحد، أو غيره من الأمراض.. ولكننا عاجزون عن تقديم مسرحية لأي طفل إذ لا يوجد منبر..
وقد لجأت وزارة الثقافة مشكورة، إلى تقديم عروض خاصة في حديقة تشرين مثلاً للوصول لأكبر شريحة ممكنة من المشاهدين، يستطيع أي من رواد الحديقة مشاهدة العرض والاستفادة منه..
والوصول إلى نص جيد هو موضوع مهم وبحاجة لحالة فنية متطورة وكادر مسرحي مختص
نحن بحاجة لإقامة دورات وقسم خاص لمسرح الطفل.. وفرق جوالة مختصة وأكاديمية في هذا المجال، تثري الحركة المسرحية، ولا يتم ذلك إلا بالتعاون معا لمجتمع كافة..
يجب على وزارة التربية إضافة مادة / المسرح/ إلى المنهاج المدرسي
*سهير برهوم:
الحل عند وزارة التربية، لماذا لا يكون هناك مادة اسمها (المسرح) تدرج ضمن المنهاج المدرسي، مثل الموسيقى، الرسم، وكذلك المسرح.. يدرس الطفل المسرح، ويتعرف عليه بطريقة تربوية سليمة، وهذه المادة ستكون حافزاً له للتأليف، والإبداع.. أي طفل قادر على الإبداع، عندما يتواجد المحفز والمشجع لذلك.. أطفال قادرون على الإبداع بطريقة مذهلة، لماذا لا نتيح لهم المجال، للكتابة والعمل في المسرح .. وذلك سيكون حافزاً للأهل أيضاً ليهتموا بهذا الأمر، لأن المسرح مادة مهمة في منهاج الطفل، وبذلك نكون قد حضرنا طفل، وأسرة ومجتمع ناجح..
يجب تفعيل دور ذوي الاحتياجات الخاصة
*نجاح عرنجي/ من الحضور /
لإنشاء مجتمع سليم، يجب أن نولي / ذوي الاحتياجات الخاصة / أهمية أيضاً ونتوجه لهم بالكتابة وتقديم العروض المناسبة.. مع مراعاة شرائحهم العمرية، فهم عضو مهم في المجتمع وبحاجة لتفعيل دوره، وتشجيعه، ليؤدي مهامه كأي عضو نافع في المجتمع.. فالكلمة هي علاج أيضاً.. والمسرحية هي علاج لتغيير نمطيات وسلوكيات تربوية.. وهي مهمة في مجال المسرح المدرسي.
المسرح يطهر النفوس من أضرار الحرب النفسية
*فاتن ديركي / محامية /
يجب إيلاء مسرح الطفل أهمية كبيرة، لما للطفل دور في بناء المجتمع، والمستقبل، ويجب العمل، وتطهير نفوسهم من الأضرار النفسية التي ألحقتها بهم الحرب..
يجب عرض مسرحيات باللغة الإنكليزية
*إيمان موصلي / مدرسة /
بحكم عملي في التدريس، أرى أنَّ المسرح يترك أثراً كبيراً في نفس الطفل عند حضوره أي من العروض الخاصة به، يجب تطوير العمل، ولنعمل على تطوير عملنا وتقديم نصوص باللغة الإنكليزية، وهو أمر مهم جداً، فالطالب يجب أن يكون عضواً فاعلاً في المجتمع، ويجب أن نتوجه له تربوياً وسلوكياً ..

*علي العقباني / مشارك/
إن المسرحي يحاول قدر الإمكان أن ينجز شيئاً، ولا يجب أن نغفل البنية التحتية المعدومة، فالمدارس معظمها مهدم، والطاقم معدوم، ومشاكل الكهرباء وغيرها…إن إقامة عرض موسيقي يجذب الحضور أكثر بعشر مرات من أي عرض مسرحي..
لا يوجد نصوص مسرحية، أذكر على سبيل المثال تجربة قام بها (المسرح الثقافي الدانمركي)، حيث قام بتثقيف وتعليم شريحة من الأطفال وتهيئتهم للكتابة، ثم تم إعطاءهم عناوين مثل / ريح، قوس قزح، شجرة / وأتيحت لهم الفرصة للكتابة ضمن هذا العنوان، فأبدع الأطفال.. لماذا لا يتم الاستفادة من هذه التجربة في مجال المسرح.. للأسف نحن ليس لدينا مسرح مدرسي حقيقي، ليس لدينا ورشات عمل وليس لدينا مسابقات تقوم بالتشجيع للكتابة في هذا المجال..
تنشيط دور المسابقات المسرحية والشعرية والقصصية
*أريج بوادقجي / رئيسة تحرير مجلة شامة /
للمسرح أهمية كبيرة في التفريغ النفسي، ويجب أن نعطيه الأولوية، في عملنا، ومشاركة الطفل في أي عمل يخصه، مهمة جداً، وهي تجربة ناجحة اتبعتها في مجلة / شامة/ التي تصدرها وزارة الثقافة، فهناك طفل يكتب، وهناك طفل يرسم، ويعامل الطفل كأي كاتب .. وأقترح تنشيط دور المسابقات لكتابة القصص والشعر والمسرحيات والرسم والخط وغيره.. حيث يجب أن يواكب ويرافق تطور العروض المسرحية التطور في ذهنية وتفكير طفل المستقبل..
غياب أصحاب القرار..
*خليفة عموري / كاتب /
تعدُّ / مكاشفات / إحدى الندوات النقدية المهمة، والتي يتم مناقشة العديد من الأمور الثقافية والفكرية والسياسية والتي تعالج أهم المشاكل التي يعاني منها المواطن، ولكنها فعلياً تفتقد إلى حضور صانعي القرار..
فالمجتمع كله مهزوم، والطفل يعاني من الداخل، أين أدب الطفل.. مراكزنا الثقافية، لا تولي الطفل تلك الأهمية ؟.. يجب التوجه العام للمراكز الثقافية، ولجميع منابر الأدب المغيبة، لتكثيف جهودها للعمل في مجال أدب الطفل كافة(شعر، قصة، مسرح، رسم وغيره…).
مسألة الطفل.. مرتبطة بقرار سياسي، يعنى بإزالة كافة الصعوبات والمعوقات.. ويجب أن تتكاتف جهود المجتمع كافة لإنشاء طفل يؤدي دوره الحقيقي..
وعداً: سيحضر أصحاب القرار إلى طاولة مكاشفات الجلسة القادمة
*سمر تغلبي / شاعرة /
أعدُّ من خلال منبر مكاشفات أنني في الجلسة القادمة، سأدعو جميع من له أصحاب القرار المختصين بهذا المجال لمعرفة آرائهم، وسؤالهم عن تغييب دورهم في معالجة هذه المشاكل…
القصة تقدم معلومة طبية أيضاً
*كنينة دياب / كاتبة /
أنا كاتبة للأطفال، أتنقل بين دمشق واللاذقية وحمص، وأقوم بإهداء المدارس والمراكز الثقافية العديد من الكتب والإصدارات التي تختص بأدب الطفل، كما أنني أقوم بزيارتهم، والقراءة معهم، وسماع آرائهم.. في أحد الأيام قمنا بقراءة قصة ضمن مجموعة من الحضور، ففاجأتني طفلة بقولها: / ما الهدف من هذه القصة /…
فأخبرتها : ليس بالضرورة أن يكون للقصة هدفاً محدداً، فهناك قصة تعرض هدفاً، وهناك قصة تقدم / معلومة علمية طبية …./ وغيرها..
إن وجودي مع الأطفال يشعرنني بأنني مازلت طفلة وشابة ما أجمل الحديث معهم..

* سهير برهوم / مخرجة /
أعزو سؤال هذه الطفلة إلى أنَّ القصة ليست موجهة لشريحتها العمرية…
الجودة هي ما ينجح العمل المسرحي
*جوان جان / مخرج وكاتب مسرحي /
إنَّ الطفل يتفاعل مع أي مسرح / كلاسيكي ، تقليدي .. ,وغيره/ الجودة هي المهمة، كما يجب التركيز على الصدق في العمل المسرحي، وليس فقط التركيز على إدخال الفرحة والسعادة لنفس الطفل..
*سهير برهوم /
كل شريحة عمرية تهتم بمواضيع محددة تجذبها وتوليها اهتمامها…
* علي العقباني
للطفل رؤية تختلف عن رؤيتنا لأي أمر فنحن لا نرى / هاري بوتر / كما يراه الطفل.. أو / غامبول / أو غيره…
يجب تضافر عمل الوزارات وخصوصاً وزارة الأوقاف لحل جميع هذه الإشكاليات
*إبراهيم زعرور / أمين سر فرع دمشق /
أشكر وأرحب بجميع الحضور.. أنا فعلياً أحمل وزارة التربية، ووزارة الثقافة ووزارة الأوقاف حتى مسؤولية هذه الصعوبات والأزمات التي يعاني منها مسرح الطفل، حتى وزارة الأوقاف تستطيع أن تساهم بتقديم الحلول، لأن لديها مساحة واسعة لإعداد الطفل..
كما يجب أن تتعاون الأسرة والمدرسة والمراكز الثقافية وجميع المنابر لإزالة جميع هذه الصعوبات والمعوقات والإشكاليات المطروحة..
واختتمت الندوة بشكر الحضور على مواظبتهم واهتمامهم بما يقام في فرع دمشق من فعاليات ثقافية وإلى اللقاء في الملتقى القادم.

#سفيربرس _ ماجدة البدر

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *