إعلان
إعلان

الـــعـــولــمــة _ تـرجـمـة : عـلـي مـحـمـد عـمـران

# سفيربرس

إعلان

القميص الذي ترتديه مصنوع في المكسيك وحذاؤك من أرض الصين، مشغّل الأقراص المدمجة الخاص بك CD Player من اليابان أيضا يمكنك السفر إلى موسكو وتناول وجبة ماكدونالدز فيها، كما أنك تسطيع الذهاب إلى روما ومشاهدة فيلم أمريكي هناك.
اليوم باتت البضائع تعتلي صهوة المسافات من خط انتاجها إلى كافة أنحاء العالم فكل هذا الاندماج بين مجتمعات الكوكب من جرّاء العولمة.
إن مفهوم العولمة يختصر شاسعات الأميال بين بقاع العالم فالشركات والمنظمات المنثورة على امتداد القشرة الأرضيّة يمكنها أن تتشارك العمل مع بعضها البعض بتبادل السلع، الأوراق المالية والأفكار بشكل أسرع ووفق كلفة ومجهود أقل من ذي قبل فالاتصالات الحديثة والتكنولوجيا مثل الشبكة العالمية Internet، الهواتف الذكية أو قنوات البث الفضائي تساعدنا ضمن الكوكب في جوانب عدة من حياتنا اليوميّة العملية منها والاجتماعية.
إن العولمة تتنامى وتنتشر بسرعة النار في الهشيم حيث يمكن للشركات الألمانية أن تنتج السيارات في الارجنيتن ومن ثم بيعها في الولايات المتحدة كذلك يمكن لرجل أعمال من المملكة المتحدة أن يساهم ضمن شركة على أرض اندونيسيا في يوم ما ويبيع أسهمه في شركة أخرى ضمن الصين في اليوم الذي يليه أيضا ً بالنسبة للوجبات السريعة فإن الكثير من المتاجر تنشطر حول العالم بشكل يومي وكل ذلك منبثق عن ايجابيات العولمة.

كوكا كولا نموذج عن العولمة انطلقت من الولايات المتحدة إلى كافة أنحاء العالم
تاريخ العولمة:
العولمة ليست بمفهوم جديد طرأ حـيّـز العقود الأخيرة فمنذ آلاف ٍ من سنين مضت والناس يعتلون صهوة المسير عبر البر والأمواج لبيع منتجاتهم ففي العصور الوسطى سافر التجار عبر طريق الحرير الذي ربط الصين بأوربا أما في العصور الحديثة فإن العولمة انطلقت بالتزامن مع الثورة الصناعية في نهاية القرن الثامن عشر حيث ابتكر الانسان آلات جديدة قادرة على انتاج سلع تجارية أرخص في كلفتها تنقلها القطارات والسفن البخارية إلى مسافات بعيدة وفق سرعة زمنية أعلى من ذي قبل.
منذ عام 1980م انتشرت العولمة بوتيرة أسرع حيث بات من اليسير أن تعمل الشركات خارج أوطانها، كما أن الشبكة العنكبوتية Internet منحت الفرصة لأصحاب الاستثمارات بالوصول إلى أكبر قدر ممكن من العملاء حول العالم لكن ثمة جدل يتنامى حول مفهوم العولمة فالحكومات بشكل عام تؤيدها لما فيها من دعم لاقتصاد الدول بينما آخرون يجزمون اعتقادهم بأنه كما للعولمة إيجابيات فإن إناؤها ينضح بسلبيات جمّة وفيما يلي بعض حججٍ تراوحت بين مؤيد ٍ ورافضٍ لها:
ذوي نزعة الايجابية حيال العولمة:
• تتيح العولمة لاقتصاد المجتمعات فرصة الانجاز بشكل أفضل فعلى سبيل المثال إذا قامت دولة ما باستيراد الفولاذ من بلاد أخرى فالدولة تلك ليست بحاجة لتصنيع الفولاذ على أرضها وبالتالي يمكنها التركيز على صناعات أخرى كالصناعات التقنية وما شابه.
• يمكن للعولمة أن توفر سوق استهلاكية أوسع مما يساعد على بيع المنتجات بكميات أكبر وجَـنـي الطائل من الأرباح.
• توفر العولمة المال على المستهلك حيث تصبح السلع بوفرتها أرخص ناهيك عن السرعة في الحصول على المنتج.
ذوي النزعة السلبية حيال العولمة:
• العولمة تسبب البطالة في البلاد المصنعة إذ أن الشركات تنقل مصانعها إلى أماكن تنخفض فيها تكلفة اليد العاملة.
• تؤدي العولمة إلى مشاكل بيئية فالشركات على سبيل المثال ترغب في توسيع نفوذها الاقتصادي فتنقل نشاطها الاستثماري إلى بلاد أخرى وبالتالي يمكن لهذا النشاط أن يقوم على أنقاض غطاء نباتي لمدينة ما والقانون البيئي بشكل عام ليس صارما ً ورادعا ً بما فيه الكفاية.
• قد تؤدي العولمة إلى مشاكل مالية ففي سبعينات وثمانينات القرن الماضي ثمة بلدان مثل المكسيك، تايلاند، اندونيسيا، البرازيل قد اكتسبوا وفير المال من المستثمرين الذين كانوا يأملون في استثمار أعمالهم التجارية بشكل أوسع في البلاد تلك لكن وبشكل غير متوقع توقف النشاط الاستثماري وسَحَبَ المستثمرون أموالهم مما أثر سلبا ً على اقتصاد الدول آنفة الذكر.
• بعض البلدان التي يستشري فيها الفقر المدقع لا سيما ضمن افريقيا إذ أن السكان هناك ليسوا متعلمين كما في البلدان الأكثر تطورا ً كذلك ليس بحوزتهم التقنيات الحديثة الكافية كما في غيرها من المجتمعات وبالتالي هم غير قادرين على الاندماج اقتصاديا وثقافيا ً مع غيرهم.
• بمكن لأمراض الإنسان، الحيوان والنبات أن تنتشر بسرعة أكبر نتيجة الاندماج الاجتماعي الذي تفرضه العولمة بين الشعوب.
• يقول الخبراء “إننا اليوم بحاجة إلى أنواع مختلفة للعولمة عولمة سياسية، اقتصادية، عسكرية، تقنية، ثقافية .. الخ..) ضمن هذا العالم كما يجب أن تكون هناك طرق للتأكد من أن جميع الدول تستفيد من الجوانب الإيجابية للعولمة كذلك يجب أن نساعد المجتمعات التي ينتشر فيها الفقر حتى النخاع عبر رفع مستوى التعليم لديهم وتمكينهم من فهم التكنولوجيا وآلية عملها”
الجدير بالذكر أنه في كل عام تجتمع الدول الصناعية الكبرى لمناقشة المشاكل الاقتصادية ويدعى هذا الاجتماع (قمة مجموعة دول الثماني)، وفي السنوات القليلة الماضية نظمت جماعات مناهضة للعولمة مظاهرات احتجاجية في إشارة من منفذيها إلى نفورهم من المنحنى البياني لتطور الاقتصاد العالمي.
مجموعة دول الثماني (أمريكا، روسيا، بريطانيا، ألمانيا، فرنسا، اليابان، إيطاليا، كندا)

تعليق من وحي الترجمة:
المفهوم المثالي للعولمة أن يكون البشر على جزيرة القشرة الأرضية عالم واحد يتغلبون فيه على عوامل ضعفهم ويوجدون الـُسـبل الأنسب لتلافي خطر الكوارث الطبيعية وعلاج الفقر والجهل والجوع والمرض، لكن ما يتبين للعقل أن العولمة من أصلها عملية صاغتها الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية كشكل خبيث من أشكال الهيمنة على العالم تم تغليفه بسولوفان شعارات حقوق الانسان والتآخي بين الشعوب.

# سفيربرس _ تـرجـمـة : عـلـي مـحـمـد عـمـران

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *