إعلان
إعلان

الحادية عشرة ليلاً…! بقلم : سعاد زاهر

#سفيربرس

إعلان

وهي تمر من أمام عمود كهربائي بالكاد ينير إلا نفسه، بدت بقعة الضوء الصغيرة، مخيفة جداً وسط كل هذا الظلام الهاجع بلا معنى، بلا أدنى ريبة وضعت المفتاح في القفل الصغير، وعندما اهتز كل شيء ووقع المفتاح لم تدرك للوهلة الأولى كنه الأصوات ، بل واعتقدت أنه صوت رعد…!

بعد محاولات عدة عثرت على المفتاح، استغرقها بعض الوقت وهي تبحث عن ثقبه في هذا الظلام الدامس، دون أن يخطر في بالها الاستعانة بضوء هاتفها، كل ماكان يشغلها هو الدخول السريع إلى منزلها…ولعنت في سرها فكرة صديقتها المشي ليلاً…

أول ما فعلته النظر إلى الساعة الذهبية الموضوعة في مواجهة الباب إنها الحادية عشرة ليلاً وبعض الدقائق…

ارتفعت الأصوات مجدداً..وعاد المنزل إلى التأرجح..كأنها في لعبة في الملاهي…ولكنها هنا في هذا الوقت ملاهٍ من نوع آخر…رن هاتفها الأرضي…سارعت لترد، كان صوت صديقتها وهي في غاية الانزعاج، تخبرها، أن كل ما تسمعه ما هو إلا تصدي لعدوان إسرائيلي، الخبر المقتضب الذي بثته وكالة الأنباء جعل الأمر هيناً… كما تخبرها صديقتها..

الغريب في الأمر أنهما تابعتا الحديث الذي كانتا قد بدأتاه أثناء سيرهما، وكلما سمعتا صوتاً قوياً تقفان لثوان وتتابعان الحديث…!

حين أغلقت سماعة الهاتف… استغربت جداً…هذه الحالة ولم تستطع توصيفها، هل هي اعتياد…استهتار بالعدو…أو هي ثقة بكل من يحمي البلاد…

صباح اليوم التالي…كان يوم الجمعة…حين خرجت لشراء بعض الاحتياجات الضرورية، شعرت بانتماء غريب للبلد، كأنها تراه من جديد، وتتنشق روائح الزهور للمرة الأولى…

شعرت بأن السماء قريبة، وأن الغيوم تكاد تقترب منها..

مسحت دمعة حارة نزلت على خدها…

لو أن العتمة تغادر هذا البلد…

لو أن الألوان تعود إليه من جديد…

لو أن المجد يبني ساحاته كما في كل حين…

شعرت بكل شيء حي…شيء ما…بعد أصوات القصف.. يعيد لإرادتنا صلابة وروحاً لا تقهر..أياً كان سببها، المهم أننا ننتشي بقوة فريدة، إن تساوقت مع وعي وانتماء، ستبدو الأصوات العنيفة مجرد ذرات غبار…تتبعثر مع أول هبة رياح…!

# سفيربرس – بقلم:  سعاد زاهر

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *