إعلان
إعلان

كتب الإعلامي والمخرج نورس برو :الحرب لم تكن يوماً على النظام، هذا في علم البسطاء!.

#سفيربرس

إعلان

منذ حوالي الأسبوعين من الآن، تم إبلاغي بأني سأحتاج في الأيام القادمة لجلب دواء السرطان الخاص بي بوسيلة خاصة “يعني بعلم البسطاء من خارج البلاد” وذلك على ما يبدو بسبب العقوبات والحصار…
ولأن ثمن الدواء يفوق قدرتي الشهرية على جلبه الى جانب باقي تفاصيل العلاج المكلفة وربما الحاجة في المستقبل لإجراء عملية “زرع نقي عظام” ارتأى صديقان لي بعمل حساب دعم أو حملة على إحدى المنصات، فاختاروا منصة Go fund me وهي منصة أمريكية عالمية خاصة “الأشهر في هذا المجال” تهتم بدعم مثل هذه الحالات إما من خلال السعي لاستقطابها للعلاج أو من خلال جمع التبرعات, وهي غير مرتبطة حكومياً من حيث المساعدات إلا بمكتب “مراقبة الأصول الأجنبية” فهي تعتمد على دعم الناس، وطبعاً لا يقتصر دورها في المساعدة فقط على الولايات المتحدة الأمريكية..ِ!
الى هنا.. تمام..
المحاولة الأولى لإنشاء الحساب بائت بالفشل، علماً أنها تمت من داخل الولايات المتحدة الأمريكية وتحديداً من ولاية بوسطن، قلنا لا بأس ربما هو خطأ في النظام..
المحاولة الثانية نجحت لساعات، لكنها جوبهت بالحظر في صباح اليوم التالي، وعندما راسل صديقي المقيم في أمريكا “الذي يدفع الضرائب فيها من زمان” إدارة الموقع وبعد عدّة محاولات ردّوا عليه بما هو مختصره الآتي:

عزيزي عميل Go fund me
تمت إزالة حسابك بسبب العقوبات التي تنطوي على دولة غير مدعومة ونحظر عليك جمع الأموال…!

في الإعلان الأمريكي لحقوق وواجبات الانسان وضمن القرار رقم 30 للعام 1948 ورد بأن كل البشر يولدون أحراراً ومتساوون في الكرامة وفي الحقوق – وحيث أن الطبيعة قد منحتهم العقل والضمير – يجب أن يتصرفوا كإخوة لبعضهم البعض، وبأن الوفاء بالواجبات من قبل أي فرد هو مطلب أساسي بالنسبة لحقوق الكافة، والحقوق والواجبات متلازمة في كل نشاط اجتماعي وسياسي للإنسان، فبينما الحقوق ترفع من قدر وحرية الشخصية فإن الواجبات تعبر عن جلال تلك الحرية، وفي المادة الحادية عشرة منه ورد الآتي.. لكل شخص الحق في المحافظة على صحته عن طريق الإجراءات الصحية والاجتماعية التي تتعلق بالغذاء والملبس والإسكان والرعاية الطبية إلى الحد الذي تسمح به الموارد العامة وموارد المجتمع.

هذه التجربة الصغيرة مع الأمريكان كفيلة في علم البسطاء الى جانب تجارب “الربيع العربي” على مدار 10 سنوات أن توصل لك الفكرة الأساس:
هذه الحرب لم تكن يوماً في سوريا وغيرها ضد النظام..

هي حرب شعب ضد شعب وثقافة ضد ثقافة وايديولوجيا ضد ايديولوجيا تكرسها تلك الحكومات والأمثلة هنا لا تنتهي بدءاً من هيروشيما وناكازاكي وما خلفته تلك القنبلة حتى الآن، الى فيتنام ثم العراق، المفاوضات الأمريكية الأخيرة لتسليم “قسد” الى الروس، ترك المعارضات السوريات التي تعاملت معهم ودعمتهم ورعتهم في متحف الهباء، الإرث الذي تركه الأمريكان للأفغان المرتميين من الطائرات والعالقين في المطار ألا وهو “طالبان”..
حرب ضد حقوق الانسان ممن يتاجرون يومياً بهذا العنوان…!
هم يريدون لك ببساطة ألا تمتلك للعيش أية سبل أو خيارات، لا كهرباء ولا محروقات، لا غذاء ولا دواء، لا حلول ولا انفراجات، ليس أمامك لتطعم أطفالك إلا أن تكون خارجاً عن القانون أو تلميذاً للإرهاب، فهم خيارين لا تنقطع عنهم الأموال وبمساعدة واضحة من الأمريكان, أو ربما عليك أن تبدأ بتعلم صناعة “الميثامفيتامين” كما فعل “والت” في مسلسلهم الشهير Breaking bad…!

لا أمان في الأمريكان، هذه ليست مقالة صحفية انتقامية كتبها مريض سرطان، هذا فصل صغير على الهامش من فصول علم البسطاء..

#سفيربرس _ بقلم: الإعلامي والمخرج نورس برّو

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *