إعلان
إعلان

الشيخ . محمد العلي البشير رجل من حقيقة ألهم الأغنية التراثية بالرقة

#سفيربرس _ بقلم : عبدالكريم العفيدلي

إعلان

– تعودنا أن تكون الملهمة في الشعر أنثى ،هناك من يؤمن بحقيقتها وهناك من يعتبرها محض خيال أو سراب .
وبما أن الشعر خيال يأتي نتيجة الإلهام ، كان الشعراء يتفنون بصناعة ” الملهمة ” ،التي يسكنونها أرواحهم وقد لايقتصر دورها على الشرارة القادحة للقصيدة ربما تكون أعمق من ذلك وتتجلى بالرومانسيات والغزليات التي أبدعوها .
لكن أن يكون الملهم رجل حقيقي هذا مالم نتعود عليه من خلال قراءتنا لمسيرة الشعر العربي باستثناء قصائد المدح وهذه لاعلاقة لها بقضية ” الملهمة” .
محمد العلي البشير الهويدي أحد أبرز شيوخ البوشعبان في سوريا على قصر عمره حيث أنه توفي في ريعان شبابه بداء الفشل الكلوي ، كان له من الصفات الحميدة والمواقف النبيلة سيرة عطرة ألهمت حنجرة الأغنية الشعبية بالرقة .فقد تغنى به عامة الناس وخاصتهم ، فهاهم يتغنون بنوع السيارة التي يركبها :

عيني اليمين انطرفت … عالكدلك النظيري
شيخ الشباب محمد …. وابن علي البشيري

وفي أغنية أخرى :

باب السرايا ضيق … كشم ردن كبوتو
لمن البويك المثمن …. محمد العلي واخوتو

ومن القصص الكثيرة مايروى عن نَورية اسمها” ندوة” كانت مغنية أيضا، تقول في موال لها :

محمد العلي نوّاف … عالمي ربطلي
وان ماجبت مثلو … عاجر يابطني

هي تقول أن الشيخ رجل نائف على جيله يتراءى لها عند الماء ، وإن لم تنجب مثله لاتريد الإنجاب ، وتشاء الأقدار أن تتزوج ولا تنجب أبدا .
وأما الفنانة” يسرى البدوية ” والتي كانت تجمعها علاقة عائلية مع الشيخ وبناته ، كانت لها حفلة أثناء مرضه الذي توفي به ،وحصل أن دخل شيوخ قبيلة معروفة إلى الحفل يرتدون عباءات سوداء وعندما رأتهم أجهشت بالبكاء وتغنت بموال ارتجالي:
يا اهل العبي السود … بالله اشلحوهن
لمن يجي ابوشعاع ….. عود البسوهن

وكثير من الأغاني التي لاتزال تغنى بكل حفلة وتطلب بعد أربعين عام من وفاته لما تركه من أثر حتى بنفوس الجيل اللاحق الذي لما يعاصره .
وقد يتسأل البعض مالذي تميز به عن أبناء جيله حتى يحظى بهذه الحظوة عند الصغير والكبير .. وللإجابة على هذا السؤال استذكر قصة رواها لي أحد أصدقائه :
في أواسط السبعينيات نزلت المنطقة كثير من خيم الوافدين، وكانت سنة قاسية على الناس وصادف موسم الحصاد فكان موسم والده الشيخ علي البشير خمس وعشرون ألف كيس من القمح لم تغب عليها الشمس حتى وزعها الشيخ محمد العلي على خيم الوافدين والمحتاجين بالمنطقة !”
وعاش بعد والده أحد عشر شهرا فقط حل بها أكثر من عشرين قضية عشائرية شائكة عجز عنها الكثيرون لما كان يتمتع به من الذكاء والفطنة والكرم والشجاعة التي تتطلبها المواقف .
فإذا ليس بالضرورة أن يكون الإلهام مصدره إمرأة ،فعندما تتوافر الصفات النبيلة بالرجل القائد كالشيخ” أبوشعاع ” فإنه سيكون الملهم والقدوة للأجيال التي تأتي بعده لأنه قد خط منهجا بأفعاله ومن هنا ألهم الكلمة والمعنى لتصاغ قلائدا تعلق على صدر التراث .

#سفيربرس _ بقلم : عبدالكريم العفيدلي 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *