إعلان
إعلان

المشهد المسرحي السوري سيكتمل يوما… مع الكاتب والناقد المسرحي جوان جان

#سفيربرس _ اعداد وحوار: هبة الله الكل

إعلان

ليس بكاتب أو ناقد مسرحي وحسب، ولا يكفيه أن يكون عضوا في لجان تحكيم العديد من المهرجانات المحلية، إنه باحث ومطور وأكاديمي مسرحي، ينادي بدعواته الحارة للنهوض بالمسرح السوري من سباته الفني والإبداعي والتقني … عندما يطرح آراءه النقدية يطرحها بجرأة وديناميكية المسرح السوري… وعندما يكتب إلى الفرجة يصمم على أن يكون فيها من اللون والصورة والإحساس المحلي ما يؤكد قدرتنا على الوصول نحو العالمية.
الكاتب والناقد المسرحي السوري جوان جان أهلا وسهلا بك في حوار الليلة خاص بسفيربرس:
بداية أستاذ جوان:
كيف جئت إلى عالم المسرح، كتابة ونقدا على وجه التحديد، وأغلبنا على دراية أن هذا الخيار هو مغامرة، ويراه البعض خيارا هامشيا أمام باقي اختصاصات المعهد العالي للفنون المسرحية؟
قبل انتسابي إلى المعهد العالي/ قسم الدراسات المسرحية، كان لدي ميول نحو الفنون بشكل عام، وكنت متابعا للدراما وللأفلام السورية والأجنبية، ومن شجّعني حقيقة على هذا المجال، شخص أُكنّ له كل الاحترام، رغم كونه يكبرني بخمسة عشر عاما، إنه الكاتب المسرحي “رياض عصمت” رحمه الله، وبحكم المعرفة الشخصية كنّا نحضر العروض المسرحية سويا، وعندما علمت بوجود قسم لهذه الدراسات في المعهد العالي بادرت إلى التسجيل، وعلى ما أذكر عندما صدرت نتائج مفاضلة الثانوية آنذاك لم يكن لدي أدنى فكرة عن الفروع التي يحق لي الالتحاق بها، فكان التوجه وعلى الفور إلى المعهد العالي دون أي بديل.
س- كيف تلعب ولادة مسرحية ما في المجتمع وسط أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية، وبين ولادتها بعيدا عن تلك الأزمات تحت ظل الأمن والاستقرار؟
عندما نقول ولادة مسرحية، فهذا يعني مسارين اثنين:
الأول: ولادة المسرحية كنص ( يعني الكاتب)، فعلى صعيد الكتابة، الأمر مرتبط بمزاج الكاتب ورغبته وإيجاده للفكرة المناسبة لمجتمعه، ومهما أخذ من الوقت يبقى أسهل بالمقارنة مع المسار الثاني لولادة المسرحية، وهو العرض المسرحي.
العرض المسرحي له مجموعة من الفنيين والمخرجين والممثلين، وله ظروفه الاقتصادية والاجتماعية المختلفة والمتنوعة، فالكاتب يكتب نصا كالروائي أو الشاعر أو القاصّ، ثم من الممكن أن ينشر هذا النص، وبعد النشر يتم الاطلاع عليه من قبل المخرجين، حينها نستطيع أن نتكلم عن ولادة حقيقية للعمل المسرحي، برأيي العمل المسرحي لا يولد بشكل حقيقي إلا على المسرح، لأن مرحلة العرض هي الأهم بالمقارنة مع باقي مراحل الولادة المسرحية.
س- جوان جان كاتب وناقد مسرحي بآن معا، كيف ترى علاقة الكاتب والناقد المسرحي مع الممثلين والمخرجين؟
من خلال تجاربي العديدة، لنبدأ من جهة الكاتب: العلاقة جيدة غالبا بين الكاتب المسرحي وبين الممثلين والمخرجين، وخاصة أن المخرجين الذين أخرجوا أعمالي المكتوبة، وفي دمشق على وجه الخصوص، دائما ما يدعونني إلى أن أحضر البروفات المسرحية للتساؤلات وبعض الاقتراحات، وبالتالي نضمن أن لا يخرج النص عن مساره وفكرته المحددة.
أما كناقد: من الممكن أن يُدعى الناقد إلى البروفات أحيانا، وقد لا يُدعى، هذا يعود إلى درجة اقتناع المخرج بأهمية وجود ناقد مسرحي معه، وعلى العموم وعبر التاريخ، علاقتهم مع الناقد ليست جيدة.
س-هل هو صراع؟
لا نستطيع أن نقول عنه صراعا، ربما علاقة غير سوية أو غير متزنة، ثمة هنالك شكوك متبادلة دائما.
س-إذا، لم لا يتم التعامل بين الناقد وبين المخرجين والممثلين المسرحيين قبل العرض المسرحي تجنبا لهذه الشكوك وبيان الرؤى على واقعها؟
كما أسلفت سابقا، هذا الأمر متوقف على علاقة المخرج بالناقد ومدى ثقة المخرج بآراء الناقد، فالثقة مطلب مسرحي، لكن عددا كبيرا من المخرجين لا يؤمنون بوجود ناقد مسرحي خلال عملهم، ويرونه أنه جاء محملا وحاملا لنوايا غير سليمة، نوايا عدائية تجاه العمل المسرحي الفني.
وفي الواقع، لديهم الحق لا أخفي عنك ذلك، لأنه وفي فترة من الفترات عانى الوسط المسرحي من وجود أمثال هذه النماذج من النقّاد، الذين يبنون مواقفهم مسبقا تجاه العمل حتى قبل الدخول إلى العرض المسرحي، فقد كوّنوا آرائهم النقدية الجاهزة للنشر، وحضورهم ليس إلا تحصيل حاصل.
س-اليوم، هل مازالت الأعمال المسرحية نادرا ما تغوص في عمق الحياة اليومية؟
نعم، ولكن لا أعمم، فهناك أعمال، وخاصة تلك التي تعتمد على النصوص المحلية ( أقصد كتاب محليين) أو النصوص المترجمة بإعداد محلي، لا يزال الكاتب لها يحرص على أن يكون هذا العمل ملامسا للجمهور، ويتكلم عن قضايا الناس، ولكن حتما ليس بأسلوب الصحافة اليومية، بل بأسلوب جذاب فني مسرحي كي يكون العمل بعيدا عن لغة الشكاوى اليومية.
س-حول النص المسرحي: بين النص المحلي وبين النص المقتبس الأجنبي، تقول في كتابك “ما وراء الستار”: ((ما زال المخرجين السوريين يصرون على أنّ العمل المسرحي يفتقد لعناصر العرض المسرحي، وهو أقرب إلى النص الأدبي منه إلى الفن المسرحي))، وأضفت أيضا: ((إن ما يثير الانتباه أن الأعمال المسرحية المحلية تحظى باهتمام كبير من المشاهدين بالمقارنة مع نص لكاتب أجنبي))، حبذا لو أوضحت لي هذه المعادلة؟
منذ عقد الستينات وإلى اللحظة، لم أقرأ مجموعة من الأعمال المسرحية لكتاب سوريين نُشرت في كتب أو مجلات، الطابع الغلاب على هذه النصوص هو الطابع الأدبي، بمعنى أنها صالحة للقراءة أكثر من صلاحيتها للعرض على خشبة المسرح، والسبب أن معظم كتابنا السوريين ليسوا على تماس مباشر مع المطبخ المسرحي، يكتبون كأي كاتب أدبي أو روائي، وأحيانا لا يعلمون عن طبيعة خشبة المسرح أو تقنية الانتقال من مشهد إلى آخر، قد يسترسلون في حوار الشخصيات، وغير ذلك من الأسباب التي تجعل من هذا النص نصا أدبيا لا فنيا، وهنا تكمن الصعوبة عند المخرج المسرحي في تحويل هذا النص إلى كيان من لحم ودم، المخرج يفضّل النص السهل، الذي لا يكلف جهد الإعداد الكبير لخشبة المسرح، ذا حوارات مقتضبة سريعة، والبعيدة عن الرموز الفلسفية أو الصور البيانية، لهذا كان دافعا للمخرجين نحو النصوص الأجنبية وخاصة من ناحية التفاصيل المسرحية.
س-إذا ليس عن نزعة الانبهار بالتجربة المسرحية الأجنبية؟
لا، ولكن لا أخفي، ربما تكون هذه النزعة عند المخرج، وخاصة لمن درس في الخارج، وكما تعلمين كل إنسان يميل إلى ما درسه، فالمخرج الذي درس في روسيا، معظم أعماله تعتمد على الأدب المسرحي الروسي، ونادرا ما يلجأ إلى غيره، وهذا أمر طبيعي.
س-في تقديم الدكتور”نبيل الحفار” لكتابك “ما وراء الستار”، يرى أن العرض المسرحي يطويه النسيان بصريا حال انتهائه، وبتصويره تلفزيونيا يقدّم صورة مشوهة عن الأصل، ما السبب برأيك؟
السبب هو تقني، معظم الأعمال المسرحية لا تصور تلفزيونيا، تُعرض على المسرح فقط ثم تُنسى، وما يصوّر منها تلفزيونيا يُصوّر ضمن شرط العرض المسرحي لا التلفزيوني، من ناحية الإضاءة والمؤثرات الموسيقية، وغالبا ما تكون الإضاءة عبارة عن بؤر ضوئية غير مريحة بصريا للعرض التلفزيوني.
س-كتبت بوست منذ سنة على موقع الفيس بوك، تحدثت فيه عن عمر المسرح السوري الذي تجاوز المئة عاما، وقدم المئات من العروض المسرحية، ولدينا عشرات الفرق والمهرجانات المسرحية، ثم نقدت شاشاتنا الإعلامية المحلية الرسمية والخاصة حول أنها لا تجد سوى ثلاثة أعمال مسرحية تعرضها في المناسبات منذ خمسين عاما لذات الممثلين والمخرج والكاتب، وختمته بواقع يدعو للخجل؟
طبعا، لأنه وللأسف معظم تراثنا المسرحي الذي تم تصويره، لم يعد موجودا اليوم، أتساءل: أين هو؟ فإما قد أُتلف، أو أُهمل أو تمّ حفظه في أماكن غير صالحة للحفظ، وبالتالي لم يعد صالحا للعرض.
هذا الأمر ليس متوقفا على المسرح وحسب، حاولي أن تبحثي في أرشيف التلفزيون السوري عن الأعمال التلفزيونية التي أنتجها التلفزيون في مرحلة من المراحل السابقة لن تجديها، إنها فُقدت، هناك عشرات الأعمال الدرامية في السبعينات والثمانينات وحتى التسعينات كان عرضها الأول هو العرض الأخير، لا وجود لها نهائيا، ولا أحد يعرف أين هي، للأسف انتهت.
س-في كتابك “مسرح بلا كواليس” والذي تعتبره الجزء الثاني المتمم لما وراء الستار، ذكرت أن المقالات النقدية التي تكتب عن عمل مسرحي واحد تفوق ما يكتب عن الأعمال التلفزيونية ذات الجماهيرية الأوسع، ولا تحظى بذلك الاهتمام النقدي، أين النقد المسرحي والتلفزيوني اليوم؟
حقيقة، إن بغياب الصحافة الورقية غاب معها النقد، فلم يعد يكتب أي نقد لا مسرحي ولا تلفزيوني، كانت الصحافة الورقية العمود الفقري للنقد المسرحي والسينمائي والتلفزيوني، ويبقى جمهور الصحافة الالكترونية محدودا.
س-أنت عضو في لجنة قراءة النصوص المسرحية، لك الحق في رفض أو قبول أي نص مسرحي، ما معيار القبول والرفض لديك؟
بشكل عام، وفي المرتبة الأولى يأتي المستوى الفني للنص، هل هو مبني بناء دراميا جيدا، الفكرة منه هل تصل بشكل جيد إلى الجمهور، ثم يأتي في المرتبة الثانية الجانب الفكري، بمعنى إلى أي مدى يحقق فائدة جماهيرية أو إلحاق ضرر، وبالنسبة لي لا أقبل أي نص يعتمد على دعاوى طائفية أو دعاوى دينية متطرفة، وخاصة في نصوص الأطفال وما نراه من تجاوزات.
س-حول نصوص الأطفال المسرحية، تابعت الحوار مع حضرتك في صفحات الرائد لصحافة الطفل حول مقومات المسرح الموجه إلى الطفل، وذكرت أن أهم شيء المضمون، بأن يقدم العمل طرحا تنويريا بعيدا عن الطابع الغيبي الذي يساهم في تخريب عقل الطفل، ما المقصود بالطابع الغيبي؟
دعيني أخبرك أمرا، الطابع الغالب على نصوص الأطفال المسرحية التي تأتينا هو طابع الصراع بين الخير والشر، على أن الخير هو المنتصر في النهاية، من جهتي أنا مع هذا الأمر، ولكن عندما تقدم الشخصية الخيرة على أنها انتصرت بقوى دفعتها نحو الانتصار أو أنه قُدّر لها الانتصار لأنها خيرة مع ارتكابها للأخطاء، فهذا ما لا أقبله وأرفضه، أنا مع الشخصية التي تنتصر بإرادتها لا بدفعها، وبالنهاية هذه الشخصيات تعتبر قدوة لأطفالنا، وما أدعو إليه أن نحمل أطفالنا مسؤولية أفعالهم وتصرفاتهم من خير وشر، فإن ارتكب خطأ هو من ارتكبه دون أن أبرر له بوجود قوى أخرى دفعته إلى ذلك.
س-برأيك هل هناك اطلاع من الغرب على الحركة المسرحية العربية وإبداعاتها الفنية؟
من النادر جدا، فالترجمات إلى اللغات الأجنبية نادرة جدا، وتعتمد على مبادرات فردية، فليس هناك ثمة حركة ترجمة دورية أو خطة ممنهجة، فترجمة الإعداد المحلي إلى لغة أخرى يحتاج إلى اهتمام دولة وتواصل مع البلدان الغربية.
س-حول العلاقة بين المسرح والإعلام: تحمل المسرحيين مسؤولية اهتمام وسائل الإعلام بأعمالهم، ونقدتهم بأنهم لا يهتمون بالترويج الإعلامي لأعمالهم ولا يبادرون بأية خطوة، هل ما زلت عند رأيك؟
طبعا أكيد، العلاقة بين المسرح والإعلام علاقة دائمة، والواحد منهما بحاجة إلى الآخر، للأسف هنالك من المسرحيين من يترفع عن التواصل مع الإعلاميين عندما يقدم عملا مسرحيا أو غيره، على مبدأ أن الإعلامي هو من عليه أن يأتي وليس من اختصاصه دعوته. ولكنني أرى العكس، فعندما أدعو إعلامي أو صحفي ليشاهد عملي فهذا ليس تنازلا، ولا نقصا في الكرامة، في النهاية أنا بحاجة إلى الإعلام كي يسلط الضوء على عملي، ثم بعد ذلك يحق لك أن تشكو إن لم يكتب أحد عن عملك بعد أن قدمت دعوتك، فواجبك أن تدعو ومن يأتي أهلا وسهلا ومن يرفض فهو حر.
س-خلال مسيرتك المسرحية، ما الذي أضفته إلى المسرح السوري برأيك؟
وإن لستُ من يجيب على هذا السؤال، ولكن باعتقادي أن معظم ما كتبته من نصوص مسرحية قُدّمت على خشبات المسارح السورية، بالإضافة إلى عرضها برؤى إخراجية متعددة، والسبب برأيي أنني عندما أكتب نصا مسرحيا أكتبه مباشرة للخشبة المسرحية بإيقاع سريع دون ملل، مبتعدا عن العبارات الغامضة والمبهمة، أكتب بأسلوب سهل لا يعذب المخرجين، هذه العناصر التي اعتمدها عند كتابة أي نص مسرحي.
س-هل شاركت في ورشات أو دورات تدريبية لتعليم الكتابة المسرحية؟
شاركتُ في دورة عندما دعيت عام 2012م إلى الشارقة لكتاب مسرحيين بعنوان “كيف ننقل العمل الروائي إلى عمل مسرحي”، هذه التجربة الوحيدة.
س- وماذا عن الدورات التدريبية في سورية؟
لم أشارك، ولم أسمع عن هذا الأمر من قبل، ولا أعلم إن كانت هناك دورات لتعليم الكتابة المسرحية.
س- هل من الممكن أو تحاول أن تسعى إلى مثل تلك الدورات؟
لا، لأن هذا الأمر يتطلب جهة مشرفة تتبناه، بدءا من مركز لإقامتها، فهذا الأمر ليس جهدا فرديا بل جهدا عاما أو خاصا.
س- اليوم أين مهرجان دمشق المسرحي؟
مهرجان دمشق توقف بسبب الحرب، وكانت آخر دورة أقيمت له عام 2010م، وفي عام 2011م كان من المفترض أن يكون هناك استضافة سورية لمهرجانات المسرح العربي، والذي تقيمه الهيئة العربية للمسرح في الشارقة. ولكن لدينا اليوم مهرجانات محلية تقام وفق مواعيدها، وهناك عروض مسرحية تأتي كضيف إلى سورية، حيث أتت عروض من لبنان ومن الإمارات، ربما تكون مقدمة لعودة مهرجان دمشق المسرحي.
س-أنت عضو في لجنة تحكيم العديد من المهرجانات المسرحية المحلية: الجوائز المسرحية السورية، هل هي منصفة عادلة، أم ظالمة منحازة؟
أقول لك: تحرص لجان التحكيم على تحقيق العدالة في الجوائز، والسبب هو مصلحتها الشخصية في هذا الموضوع لأنه يمس بسمعتها، فلا يمكن أن أكون عضوا في لجنة تحكيم وأعطي عرضا مسرحيا سيئا المرتبة الأولى، لأن أول من ينقد ليس العرض السيء بل أنا المقيّم لهذا العرض، وبالإضافة إلى السمعة هو الحفاظ على موضع الثقة بلجنة التحكيم دائما ليتم دعوتهم إلى مهرجانات أخرى، فإن أبدى العضو المحكم انحيازا لن يُدعى مجددا، الخلاصة وبرأيي: إن الجوائز التي تعطى في المهرجانات المسرحية المحلية عادلة.
س- كما هو معلوم، المسرح وجود حضاري، وعمل إنساني قادر على النهضة بالفرد بشكل غير مباشر، ماذا لو تم إدراج مادة المسرح كمادة أكاديمية تدريسية ضمن المناهج التعليمية في سورية؟
مع هذا الإدراج ولكن أن يكون فعالا، لا كما نشاهد عند باقي المواد كالرسم والموسيقى، وبالإضافة إلى الفعالية الاختصاصية، فمن غير المعقول أن يكون مدرس اللغة العربية مدرسا لمادة المسرح.
وما أعرفه أنه وفي السنوات الأخيرة يوجد اهتمام بالمسرح المدرسي، وهناك مهرجان المسرح السوري، ولكن باعتقادي لا نملك أعدادا كافية من الأساتذة لتدريس هذه المادة.
س- ولكن ماذا عن خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية كمدرسين؟
قبل سنوات تم إجراء مسابقات وعلى إثرها أخذوا عددا كبيرا من خريجي قسم الدراسات، لكنهم عبارة عن منشطين أو مشرفين على المسارح المدرسية في بعض المدارس، ولكن من يدري ربما تكون خطوة أولى نحو إدراج المسرح كمادة تعليمية.
س- لدي سؤال خارج الإطار المسرحي ولكن يلامس موضوع الطفل لأنه لك مساهمات صحفية لصحافة الطفل، كيف تقيم صحافة الطفل في سورية اليوم؟
كان لدي مساهمات في مجلة الطليعي، كنت أعدّ صفحة دائمة نتكلم فيها عن مسرح الطفل، تحت عنوان “المسرح الطليعي”، ثم انتقلت الصفحة إلى مجلة أسامة تحت عنوان “مسرح أسامة”، الطفل يحتاج إلى ما يغريه من حيث الإمكانيات، لديك الرسومات واللون والصورة وغير ذلك، وهذا ما يجعل اليوم صحافة الطفل في سورية محدودة التأثير.
س-قبل أن أختم وددت أن أسالك: أين شركات الإنتاج الفني الخاص من الإنتاج المسرحي؟
غير موجودة، مساحة القطاع الخاص غير مجدية تجاريا، وليس هناك مبادرات، العمل المسرحي مكلف جدا وبالمقابل لا يوجد شباك تذاكر ولا قوة شرائية للاعتماد عليها في الربح.
س-ألا يوجد مموّل؟
توجد بعض المبادرات الفردية، وتكون لمرة واحدة وفقط لا يكررونها لأنهم يرونه (الإنتاج المسرحي) خاسرا، أو قد يكون المنتج لديه حب الظهور، فيموّل ويظهر اسمه على العرض المسرحي ويحقق غروره ، ثم ينتهي عند هذا الحد، ثم إقامة مسرح خاص يتطلب دعوة نجوم لأن معظم جمهورنا يأتي إلى المسرح ليشاهد فلانا من الفنانين. هي أشبه بالمغامرة فإن لم يضمن المنتج ربحه تماما لا يخوضها.
س- ما رؤيتك المستقبلية للمسرح السوري؟
المسرح السوري ينقصه الكثير، فمن غير المعقول خلال الستين عقدا أن لا نجد سوى مكانين اثنين فقط للعرض المسرحي، في الوقت الذي تكون فيه العديد من الصالات مغلقة، فيمكننا الاستفادة من تجربة مسرح الحمراء الذي كان سينما في الخمسينات، حيث اتفقت وزارة الثقافة مع أصحابها، وبعقد معين تحولت إلى مسرح، إنها التجربة الوحيدة التي لم تتكرر، للأسف، لدينا صالة سينما الزهراء التي أشبهها بدار أوبرا من حيث المواصفات، بكل بساطة هي مهملة، وأغلب الصالات مغلقة، لا يُسمح لأصحابها باستثمارها ولا إعادة بناء أو ترميم، فلا بد من تحويل العديد من تلك الصالات المغلقة إلى مسارح وبإجراءات بسيطة جدا.
وفي الختام: هل من مولود جديد مسرحي على الطريق؟
هناك أكثر من مشروع ولكن بهدوء وتأني، نص للطفل، ونص مونو دراما وآخر للكبار، ولكن الأمر مرتبط بحركة الإنتاج بشكل عام.
الشكر لك الكاتب والناقد المسرحي جوان جان مني ومن أسرة سفير برس.
على دوام الإبداع ….

#سفيربرس _ أعدت له وحاورته: هبة الكل

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *