إعلان
إعلان

لماذا نهرب من الواقع الى الخيال ؟ . بقلم :غادة النحلاوي

سفيربرس

إعلان

مخطئ من يقول أن قلب المرأة ضعيف ومن يظن أنها قد تسقط عند أول محنة تمر بها ..مهما تعثرت بتجاربها وحياتها…فلم تعد تلك المرأة المستكينة المنكسرة مهما بلغت قسوة الأيام عليها تراها تنهض من آلامها وأحزانها فهي ان هربت من واقعها المؤلم ستعيشه في خيالها
نسأل أنفسنا الى متى نتوه في فصول الحياة المتناقضة؟
ولماذا لا نلملم أشلاء قلوبنا المبعثرة في دروب مسدودة.. ونستعيد أجزاء أجسادنا التي توزعت عبر البلدان في طريق غربتنا الطويل قلوب تقف على طوابير الانتظار خارج الحدود
كطفلة بعثرتها الأيام وشقاوة الحياة
في مكان ما فتسرح في خيالها وأفكارها تبحث عن نقص في جسدها وروحها
علَ البسمة تعود’ لوجهها المتعب وعلها تمسح دموع الاشتياق لقلوب تعبت وملت أنين الغربة وتعود بأدراجها إلى بوابات الطفولة تبحثُ عن مخرج ما لآلامها.
قد يؤلمنا الواقع أحيانا ًويسعدنا تارة أخرى ونحن نكافح في معركه الحياة الافتراضية وقد نفقد أعز ما نملك في هفوة ما من واقعنا المؤلم فتكون خساراتنا كبيرة جدا فيأتي الخيال ويبحث لنا عن النهايات الأجمل لقصصنا ورواياتنا وحياتنا .
الخيال أثقل ما يكون على النفس فيرهقها .. ويغتال وحدتها ويضحكُ امامها ساخرا” منها و لا تستطيع الامساك به ولا تستطيع التخلي عنه ، فما نرسمه من أحلام نتوق اليها في حياتنا لنعيشها حقيقة ولو للحظات لطالما أردناها في الواقع الذي يبدو لنا احيانا واقع مظلم شائك فيقف أمام طموحاتنا الكثيرة في رحلة عذاب وصفعات متتالية من القدر والبشر ..
فتلك الارواح المتهالكة على رصيف العمر تنتظر فرحا بعد غياب وهي المتعبة و المثقلة بالهموم ..
أرواحُ مزقت حنايا قلبها الجراح وأردته قتيلا فأسدل عليها الليل ستاره الأسود ليلوح الخيال في ظلمة العتمة ويمنحها الطمأنينة والرحمة !!
فمن عانى الفراق والغربة والبعد عن الأهل والحبيب والديار والوطن ! .
قد يلجأ للخيال للقاء أحبته فتعود به ذاكرته الى تلك اللحظات والأماكن والأحاديث والكلمات ويراقب طيف من يحب من بعيد …و يبحث عن أيام بيضاء قادمة خلف ضباب أسود للقاء قريب .
فكم غيرتنا الحياة وقست علينا وصدمتنا ولكن ثمة مشاعر لازالت تعيش هناك في بوابات الطفولة تعطرنا بالحنين ونظل نتمنى لو أنها ترجع أو تقترب منا أكثر وتتحول من الخيال لواقع جميل
دائما يتكسر أمامنا الوقت انتظاراً
و القلب لا ينهزم يسترجع الذكريات فتصحو الاحلام على آمالها
لينقل لنا أحداث يجبره الواقع على رفضها فتبقى في كينونة الذاكرة لا أمل باستبدالها او الإعلان عنها
متناقضة المشاعر كما هو الجو في الخارج فمن عاصفه تجبر أوراق الأشجار على التساقط لأمطار تهدهد القلب وتغسل سواد القلوب والحقد وتدعو للنسيان والغفران
لندعها تمر بسلام ونفتح ُلها طريقا معبدا لتصل الى النهاية فما من قصه بدأت الا وكان لها نهاية
وثمة آخرون يبحثون عن نهاية مقنعه حتى لا يسقط المشهد الاخير .

سفيربرس _ غادة النحلاوي _واشنطن

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *