إعلان
إعلان

مُسافر على طريق الحرير ( 5 ) ــ بقلم : د. وليد جاب الله

#سفيربرس ـ القاهرة

إعلان

” هوتشو، بكين ماضي ومُستقبل للصين “

مدينة هوتشو مدينة جنوبية على الساحل الجنوبي لبحيرة تايهو، يبلغ تاريخها أكثر من 2300 سنة، وتعتبر من أسرع المناطق نموا في الصين وهى واحدة من أقوى المناطق المحتملة لتحقيق نمو شامل، وفي الطريق إليها توجد قرية يونكن الأثرية التي تُعبر عن المضي، بينما تُشاهد في هوتشو مصانع توني الشهيرة في مجال المنسوجات.

والواقع أننا كمصريين لن ننبهر بالماضي أو بأية آثار نمتلك منها الكثير، ولكن في مصانع توني تجد المُستقبل المُبهر من تكنولوجيا مُتطورة حيث شاهدت العمل يتم بأليات حديثة وسألت نفسي هل يُمكن لعامل نصف مُتعلم التعامل مع تلك الآلات؟ لأصل لقناعة وهي أن وظيفة عامل بمفهومها التقليدي لن تستمر طويلاً، وأن العمل في المُستقبل سيكون بين وظيفتين، وهما مُطور التكنولوجيا، و مُستخدمها وكلاهما لابد أن يكون مُتعلم تعليم مُتطور، وأدركت أهمية دخول مصر عصر الجامعات التطبيقية التي تُخرج التكنولوجيين الذين سيتعاملون مع الآلات الحديثة ليحلوا محل العمال بمفهومهم التقليدي.

وتتميز هوتشو بشبكه متقدمة من الطرق السريعة والسكك الحديدية عالية السرعة التي تربطها بالمدن الأخرى، بالإضافة إلى شبكة النقل النهري المتطورة، ومن هوتشو يُمكنك أن تستقل القطار فائق السرعة لتقطع مسافة تصل إلى 1200 كيلوا متر إلى بكين خلال نحو 5 ساعات، يُمكنك خلالها الاستمتاع بتجربة السفر بهذا القطار الذي يُعتبر أكثر راحة من الطائرة، وهو أحد الأدوات التي تقوم عليها مُبادرة الحزام والطريق ليربط بين الصين ودول الحزام البري.

ومن نافذة القطار ترى الريف الصيني الذي يبدوا عبارة عن تجمع مُتنوع للوحدات الإنتاجية، حيث ترى المزارع، والأشجار، والبيوت البلاستيكية الزراعية، ومزارع الأسماك، والمصانع الصغيرة، ليُشكل كل ذلك لوحة تعبيرية لعملية إنتاجية مُتكاملة، وإلى جوارها المنازل القديمة التي ترتفع بجوارها البنايات الحديثة.

والريف هنا مُترامي الأطراف تنتشر به المياه التي تُستخدم في الري، ولزراعة الأسماك، لا يوجد كثافة في ظهور العمال في الحقول فنحن أمام عملية إنتاجية مُتكاملة بأقل عدد من العمال، والمُلفت هنا وجود مباني على الأراضي الزراعية ولكنها بالكامل لوحدات مُنتجة ولا يوجد أي مبنى غير مُستخدم.

أما المنازل فإن الامتداد السكنى الجديد عبارة عن بنايات مُتعددة الأدوار، وأبراج تضمن التوسع الرأسي للإسكان دون إهدار المساحات الزراعية في السكن، كما أن انتشار البيوت البلاستيكية الزراعية يُعبر عن أن مُستقبل الزراعة هو تلك البيوت البلاستيكيةبما تكفله من زيادة إنتاجية، أما انتشار مزارع الأسماك فإنه يُبين أهميتها لسد الفجوة الغذائية لشعب يعمل ولم يخرج منه ساذج قائلاً لماذا تزرعون الأسماك ولديكم بحار واسعة بها أسماك.

وهكذا فإن التركيبة الإنتاجية في الريف الصيني تتحول نحو التوسع في البيوت البلاستيكية الزراعية، ومزارع الأسماك، ووحدات تصنيع المُنتجات الريفية وسط اتجاه الإسكان للتوسع الرأسي.

#سفيربرس ـ بقلم : د. وليد جاب الله ـ القاهرة 

سفيربرس _ البيوت الزراعية في مدينة هوتشو الصينية
إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *