إعلان
إعلان

الكلـــمات الجارحـــة..بقلم : غالية اسعيّد

#سفيربرس

إعلان

مجموعة من الحروف بعضها قد يرافقه الإحساس والبعض الآخر يخلو منه، بضعة حروف جمعت فهي إما أنعشت قلباً بالفرح أم أنه أبكت عيناً بالدمع، ومنه كانت مقولة (ومن فمك أدُينك)، تصريح مباشر وواضح على ما تفعله كلمتنا بكلا الجهتين سواء على أنفسنا أم على حساب الطرف الآخر.
ومنه حدث النبي الكريم عليه الصلاة والسلام (الكلمة الطيبة صدقة)، إذاً ماهي تلك الكلمات، وما هو تأثيرها على الروح والجسد؟ وما هو رأي علم النفس في هذا الحديث؟
رافقني عزيزي القارئ بين هذه السطور لنتعرف أكثر.
دعنا نبدأ بتأثير الكلمات الجارحة ولماذا سميت هكذا؟
سميت جارحة لأنها تسبب جروحاً حقيقية في الدماغ، تخيل !!!، وتُميت عدة خلايا أو تتلف عملها مسببة نوعاً من العطب في التفكير، ولهذا يعاني الشخص المجروح آلاماً نفسية وشعوراً سلبياً وإحباطاً، ليس هذا فقط بل كثيراً ما يتحول الشخص المجروح إلى شخص فاشل غير منتج.
وعلى الجانب الآخر وبما يقابله الكلمات الطيبة المعسولة، سميت كذلك أيضاً لأنها تترك في الدماغ ذات الآثر الذي يُخلفه تناول السكر أو العسل فهل لك أن تتخيل ما يحدث من تلك الحروف.
هي تلك الكلمات التي نتلقاها من الآخرين فيخالطنا شعور غريب من العجب والاشمئزاز والشفقة على أنفسنا لأنها تجرح حتى اللحظة التي مرت بها.
هي مثل البريق الذي نلمحه، يملأ أنظارنا في لحظة. ويصم آذاننا لوهلة لنقف بعده مشدوهين متسمرين في أمكنتنا!
هذه الكلمات لا تقاس بالمساحة!!إنما تنبع قوتها من الهيجان المصاحب لها.
الذي يجرف معه مشاعر وإيحاءات سلبيه تلطمنا على وجوهنا. فنهتز لها مترنحين!!، تلك الكلمات قد لا نستطيع بعدها تذكرها أو نطقها…أو حتى إحصاءها!! ولكن الألم الذي تغلغل في أعماقنا. ماذا عنه ؟؟؟
وقد هشم أفئدتنا. وسطر إخفاقاتنا. فيبقى نازفاً، نابضاً، دفقاً…ووقوداً للحرائق التي تشتعل بداخلنا.
ﺇﻥ ﻣﻠﻌﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﺗُﻐﻴﺮ ﺑﻬﺎ ﻣﺬﺍﻕ ﺍﻟﺸﺎﻱ.
ﻭﻛﻠﻤﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﺗُﻐﻴﺮ ﺑﻬﺎ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻵ‌ﺧﺮﻳﻦ عنك ولك.
ﻭﺇﺫﺍ كاﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻳﺠﺬُﺏ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ فاﻷ‌ﺧﻼ‌ﻕ ﺗﻤﻠﻚ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ.
لذلك ينبغي أن نتعلم كيفية نسيان الكلمات الجارحة عن طريق التلقي وكيفية التخلي عنها.
وعليه اسمح لي عزيزي القارئ أن أُفيدك ببعض النصائح النفسية لتجاوز الكلمات الجارحة من الخارج والتعامل معها.
1- لا تأخذ الأمر على محمل شخصي.
تعبر تلك الكلمات عن قائلها لا عنك، صدقني لذا يلجأ بعض الناس إلى الإنفجار بكلماتٍ جارحة في وجه الآخرين عندما يشعرون بالألم، يفعل الجميع ذلك من حين إلى آخر، وغالباً ما يتم ذلك دون التفكير في عواقبه، وقد يصل الأمر إلى الشعور بالندم لاحقًا.
لذا إذا جرحك أحدهم بكلماته، حاول أن تتذكر أن الأمر قد يكون ناتجاً عن شعوره بالألم أو الغيرة، لذلك تعاطف معه بدلاً من أن تأخذ تعليقه على محمل شخصي وعزز ثقتك بنفسك واشفي جروحك العاطفية.

2- أقرّ بمشاعر الشخص الذي جرحك.
إذا وجّه لك شخص ما كلاماً جارحاً، رد بطريقة لطيفة تقر بها بمشاعر الشخص لكن ليس بكلماته الجارحة، سواءً عنى الشخص كلماته الجارحة أم لا، عادةً ما يفاجئ هذا السلوك الناس ويدفعهم إلى التوقف والتفكير في الأثر الذي يخلفه كلامهم على الآخرين.
يمكنك مثلًا أن تقول شيئًا مثل، “يا إلهي، لم أكن أتوقع أن شيئاً بهذا السوء قد يصدر من شخص صالح مثلك”
3 -حدد فترة معينة لتجاوز الأمر.
اعطِ نفسك موعداً نهائياً لتجاوز الأمر بدلاً من التفكير في الكلمات الجارحة التي يوجهها لك الآخرون، ثم ركّز بعد هذا الموعد على نسيان الأمر برمته.
قد تقضي مثلًا أيامًا أو ساعات في التفكير في تلك التعليقات، لا عليك، ابدأ بضبط العداد المؤقت على حوالي 10 دقائق، فكّر في المشاعر التي أثارها هذا التعليق بداخلك وأقر بشعورك بالألم، عندما ينتهي العداد المؤقت، ضع تلك المشاعر وراء ظهرك ولا تفكر فيها مرة أخرى.

3- اكتب الكلمات ثم دمّر الورقة.
إذا كنت شخصاً عملياً، يمكنك سلب تلك الكلمات قوتها عن طريق تدميرها، اكتب الكلمات على ورقة ثم قطّع الورقة وألقها في نار المدفأة أو اكشط الكلمات بقلم رصاص أو جاف.

4- استبدلها بتعليق إيجابي.
اعكس تأثير الكلمات السلبي عن طريق استبدالها بكلماتك الإيجابية، يعمل ذلك عن طريق إلغاء التعليق السلبي في عقلك بإلحاقه بتعليق آخر إيجابي ومشجّع.
يمكنك على سبيل المثال أن تستبدل تعليقًا مثل: “أنت قبيح،” بأن تقول لنفسك: “لا يوجد سوى نسخة واحدة مني في العالم، أنا فريد من نوعي ورائع.
وفي نهاية ما أسلفنا من الكلام تذكر دائماً أن الكلام الطيب يترك آثراً عجيباً في النفس والجسد، وأن الكلام السيئ قادر على تدمير مجتمع كامل فتجمل بالجميل وكن متميزاً جميلاً أنيق الروح والحديث …

# سفيربرس ـ بقلم: غالية اسعيّد

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الحقيقة كلامك صحيح د غالية
    شي عايشينو بشكل شبه يومي
    الكلمات الجارحة صعبة عالطرفين والأصعب منه الاعتذار
    ويلي أصعب هو ردة الفعل وضبط الأعصاب والرد بطريقة مرنة
    بس هو الحل الأفضل والاقوى متل ماتفضلتي
    مع خالص تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *