إعلان
إعلان

تعديل بســــيط..! ـ بقلم : ســـعاد زاهـــر

#سفيربرس

إعلان

في اليومين الماضيين مع أن الضباب كان يلف الشارع إلا أنه لم يتمكن من حجب جماله ،كأنك في عالم خيالي، أشجاره الخضراء على الجانبين ،أرصفته الأنيقة، أبنيته التي لا تهترئ…حتى قططه التي لا تموء جوعاً…!

كلها تشكل في مخيلتها يوماً اثر آخر، صورة عن حياة لطالما تمنتها قبل أن تصبح قبل عشر سنوات من سكان هذا الشارع الفريد..

يومياً ..حوالي السادسة إلا قليلاً..تغلق باب حديقتها وتنطلق بخطوات متسارعة أحيانا، ومتباطئة غالبية الأحيان، وفقاً لسرعة الأفكار التي تراودها، وكان من محاسن مرورها هنا، أنها تنسى أي أفكار سوداوية، ما أن تدور ذهاباً واياباً، بل و تتمنى لو أنها مشت أبدا ضمن نطاق جاذبيته المريح..!

اليوم وعلى غير العادة بدا أن هناك استنفارا لتعديل شكل الشارع، الاسفلت الأسود الحارق مرمي على الجانبين، مع حجارة بدا انه سيستعان بها للأرصفة…وسيارات بدت بعيدة كلياً عن هيبة مفترضة..

دخلت أحد الزواريب وهي تفكر كيف سيبدو شكله بعد التغيير..؟

سرعان ماغادرتها الفكرة، حين بدأت تكتشف ملامح أخرى للحي الذي تسكنه، فالجزء الملتف القصير، أول الحي، لا يشكل إلا جزءا بسيطا من كتلة شوارع الضاحية

الحديثة نسبياً،الآن وقد انعطفت أخيراً باتجاه طارئ بدأت تكتشف وجها آخر،تمنت لو أنها لم تكتشفه، كل القطط هنا تموء،الأبنية لونها مغبر..الأوساخ تملأ المكان…الناس حين تخرج من منازلها، تبدو وجوهها متغضنة،امتصت بؤس العالم وقهره باستكانة غريبة…

لايبدو أن الشارع ينتمي للمكان، أدارت وجهها،تراجعت إلى الخلف وعادت، معتبرة أنها لم تر شيئاً…

في اليوم التالي وهي خارجة من منزلها… شارعها الذي اعتبرته يوماً ملجأها…كان حزينا ..كالحاً،كأنه تضاءل، وبدا الاسفلت الذي وضع فوقه،،يخنقه، ويحاول الأنين دون جدوى..كل شيء بات ينتمي للمكان..!

#سفيربرس ـ بقلم : سعاد زاهر

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *