إعلان
إعلان

كتبت ميرفت بشماني … الدراما السورية في رمضان …استخفاف بعقل المشاهد …وتشويه للتاريخ …

#سفيربرس

إعلان
  1. بشماني : الدراما السورية في رمضان …استخفاف بعقل المشاهد …وتشويه للتاريخ توافق على اللانهاية.. وترقب الجزء الثاني!!

تحظى المسلسلات على اختلاف أنواعها وتصنيفاتها في شهر رمضان بمتابعة من شرائح متعددة ،كل منا يختار ما يتابعه في الزمان وعلى المحطات التي تسابقت على شراء وإنتاج هذه المسلسلات ….رغم عدم اكتمال بعضها بسبب توقف تصويرها ،وما يتبع ذلك من عمليات فنية كنوع من الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا ، تم بث حلقاته حتى لا تخرج تلك القنوات من سباق اعتادت دخوله…لتترك المشاهد يترقب الأحداث القادمة…مع أن ما قدم منقوص ولم تكتمل الصورة ولا فكرة المسلسل وغايته .
أما المسلسلات الأخرى المكتملة فتم توزيعها على المحطات الفضائية السورية العامة والخاصة وبعض المحطات العربية خاصة مع وجود نجوم الدراما السورية والعربية في بعضها.
لكن مع نهاية شهر رمضان وعيد الفطر السعيد الذي امتدت بعض حلقات المسلسلات على أيامه الثلاثة، وجدنا أنفسنا أمام مسلسلات استخفت بعقولنا أولاً ولم ندرك الغاية منها والرسالة التي تريد تقديمها ثانياً !! لأن ماوصلنا من رسائل يتنافى مع القيم والمبادئ التي تربينا عليها.
فنحن مثلاً أمام مسلسل بوليسي تحقيقي مليء بالجرائم، شد المشاهد من البداية و مع توالي الأحداث تحول دكاترة الجامعة والمحامين وخريجي الجامعات …إلى مجرمين تفننوا في أساليب القتل، وأصبحت الغاية تبرر الوسيلة و، كأن المسلسل يريد أن يؤكد مقولة أن يأخذ كل إنسان حقه بيده وكل ذلك في جو من التشويق والإثارة وطبعاً كان هناك جذب للمشاهد بعبارة صغيرة في نهاية الحلقة الاخيرة تشير لوجود حلقات قادمة ..بعبارة أخرى جزء ثاني قادم في رمضان 2021.
أما دراما الحارات الشامية فقد كانت حاضرة كالعادة وتعددت الأسماء، لكن مع حرص تلك المسلسلات على الابتعاد عن النمطية التي كانت تقدم بها عادة مسلسلات البيئة الشامية، فلم نجد نمط المرأة بالملاية فقط بل حاولت أن تقدم المرأة المتعلمة فهي معلمة وطبيبة وخياطة و مصممة ملابس وعاملة…لكن ذلك لم يمنعهن من القبول بتعدد الزوجات…وكذلك الرجال فترى التاجر والمحامي والسياسي….، لكن ما الفكرة التي بني عليها المسلسل ؟ هناك تعدد زوجات وهناك الثأر والخيانة …أحداث تتداخل لنرى أنفسنا حائرين ماذا أراد المسلسل أن يقدم لنا وأي قصة اجتماعية وجدنا أنفسنا أمامها بدأت بمشهد الولادة وانتهت بخطف الطفلين لتصفية الحسابات…في هذا المسلسل وجدنا أنفسنا أمام الخير والشر عندما يفتك بعائلة.، حب المال وسطوته التي لاتقف عند حد ولا تقيم وزناً لأي قيم أخلاقية ،وفي كل حلقة نجد أنفسنا أمام تصرفات بعيدة عن مجتمعنا أو هي موجودة فعلاً في حدود ضيقة ليس من اللائق أن نسلط الضوء عليها ونعممها ،وتتابع أحداث المسلسل إلى مالا نهاية فهناك جزء ثاني ، قالها بصورة واضحة في حلقته الأخيرة .
أما مسلسل البيئة الشامية الثاني والذي تصدر شاشات العرض السورية فحاول أن يسوق مبدأ الخيانة وكأنها حالة سائدة في الحي الذي يعتبر نموذجاً مصغراً عن المجتمع ، وكان فيه إشارة واضحة لاسم الحي فماذا أراد الكاتب من ذكره بصورة واضحة؟؟! في المسلسل نرى السباق للتعاون مع الفرنسيين وتقديم المعلومات حتى من النساء فالمرأة تدخل وتخرج إلى مقر الفرنسيين دون أدنى خوف وهناك النساء المتعاونات مع الفرنسيين ويعملن في النوادي الليلة ، ونرى من كبار الشخصيات إلى أصغرها متعاونين معه، وهناك السارقين الذين يتعايش معهن أهل الحي ، والسمة المميزة للمسلسل هو كل فرد من الحي يسعى لتحقيق مكاسب شخصية منصب ،مال ،زعامة بأي وسيلة أهمها تقديم المعلومات للفرنسيين رغم كل تصرفات الجنود الفرنسيين بحق النساء والرجال على حد سواء ، وأيضا يضعنا المسلسل أمام إشارات تعجب حول صورة المرأة فهي فجأة تصبح كالرجال وتتحرر من الملاية وتتصدر مجالسهم وبعض الشخصيات تتخذ خط المقاومة وتحارب لكن تبقى في حدود ضيقة .. ليتصدر المشهد الخائن المزور ، وتتفرع خيوط القصة دون أن ندرك مقولة المسلسل وماذا أراد؟ وأكيد هناك جزء ثاني بانتظارنا.
للأسف كان هناك استخفاف بعقولنا ، وهنا نتساءل هل يكفي أن نقدم مسلسلات عديدة يشارك فيها كبار الممثلين في شهر رمضان في محاولة لجذب انتباه المشاهد ؟ألا يجب أن يكون هناك فكرة واضحة يبنى عليها المسلسل بأحداثه.. ألا يجب أن ندقق بالقيم التي تقدم والرسائل التي تحملها هذه المسلسلات؟؟! أم يكفي أن يرغب أحدهم بالكتابة ليترجم نصه الى مسلسل بجهود إنتاجية ضخمة ليأتي الإعلام بكافة وسائله المتلفز والمسموع والكتروني ليحشد للمسلسل وفريق العمل ويروج له .
لا اتحدث عن الأداء فالممثلين بارعين بأداء أدوارهم لكن بقدر براعتهم للأسف تصل الأفكار وتصل الرسالة إلى المتابعين سريعاً سواء كانت سلبية أو ايجابية فعندما، يقبل ممثل كبير أن يؤديها يكون في أحيان كثيرة مثل اعلي بل ويقلد.
احترموا عقولنا وقيمنا ..فسورية علمت الجميع معنى الوفاء ومعنى الدفاع عن الأرض.. معنى المقاومة ،وهي مهد الحضارات وأرض القيم والأخلاق… وهذا ما افتقدنا وجوده في مسلسلاتنا .

#سفيربرس ـ بقلم  : ميرفت بشماني

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *