إعلان
إعلان

موقع لبنان في أحلام أردوغان .. بقلم : فراس علي

#سفيربرس

إعلان

لبنان القائم على الانقسامات والمحاصصة والتوازنات الطائفية يغري بعض الدول لإيجاد نفوذ لها. فكما لأمريكا نفوذ في لبنان وكما لفرنسا نفوذ في لبنان وكما للسعودية نفوذ في لبنان وكما لإيران نفوذ في لبنان كذلك طموح تركيا أردوغان.
أهداف أردوغان في لبنان وَجَدَت في ضعف القيادة السياسية وحالة الاستقطاب والانقسام ضمن المجتمع اللبناني بيئة مغرية لتعزيز الدور والنفوذ التركي في المحيط الإقليمي لتحقيق مصالح وأحلام أردوغان.
يمكن القول إن بداية التدخل التركي في لبنان كان في 2006 على خلفية طلب تل أبيب بوجود قوات تركية ضمن قوات اليونيفيل على حدود لبنان مع الأراضي المحتلة وبررت تل أبيب ذلك الطلب بأن تركيا دولة مسلمة وعضو في حلف الناتو وجيشها مدرب وما كان من أردوغان إلّا الاستجابة لهذا الطلب.
تركيا تعرف جيداً كيف تستثمر في مجال حرب الأفكار والوعي والقوة الناعمة من خلال إنشاء المؤسسات الثقافية والخيرية والتعليمية وذلك بهدف تحقيق الحلم بإحياء العثمانية الجديدة والتوغل التركي في لبنان تم وفق هذه الآلية، وتمتلك تركيا العديد من المؤسسات الثقافية والجمعيات الخيرية في لبنان وبعضها بتمويل من قطر بهدف فرض النفوذ التركي وإحياء العثمانية.
أنشأت تركيا العديد من المراكز الثقافية لتعليم اللغة التركية والترويج للثقافة التركية وتقديم منح دراسية وخاصة في الشمال اللبناني، كما أن المركز الثقافي التركي في بيروت يقدم الكثير من التسهيلات لتشجيع اللبنانيين للانضمام إليه
وتحت شعار المساعدات الإنسانية والمشاريع الإنمائية والتعليمية والثقافية توجهت أنقرة نحو مخيمات اللاجئين الفلسطينيين والسوريين الموجودة في مختلف الأراضي اللبنانية من خلال الجمعيات الخيرية منها (جمعية حجر الصدقة) التي قامت ببناء مدرسة الأقصى في مخيم برج البراجنة عام 2015 وقامت بتقديم مساعدات غذائية لللاجئين 2016، وهناك (جمعية توحيد شبيبة لبنان) التي تم انشاؤها لمساعدة أطفال اللاجئين للحصول على تعليم جيد، وهذا يوضح تركيز أنقرة على الأطفال لتزرع فيهم الثقافة والفكر التركي.
وأيضاً جمعية الصداقة التركية اللبنانية التي تم انشاؤها عام 2010 في صيدا بهدف تعزيز العلاقات بين الشعبين والقيام بكافة الأنشطة العلمية والاجتماعية والثقافية وتقديم الدعم الخيري للفقراء والأيتام كما قامت بتأسيس مكتبة تحتوي الكثير من الكتب والوثائق باللغة العربية والتركية.
وهناك بعض الجمعيات الأهلية منها جمعية دورس الخيرية الاجتماعية – الجمعية الثقافية اللبنانية التركية – جمعية الأخوة اللبنانية التركية – الوكالة التركية للتعاون والتنسيق التي أسسها رئيس جهاز المخابرات التركي الحالي هاكان فيدان.
كما أقامت أنقرة بعض الجمعيات لاحتواء المكون التركماني الذي أصبح أكثر ارتباطاً بأنقرة بعد وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة من بينها الجمعية التركمانية اللبنانية وجمعية إنماء حوارة التركية، والذي ينعكس في أن كل احتجاج أرمني ضد تركيا يقابل بحشود من اللبنانيين التركمان الموالين للعدالة والتنمية.
وهناك بعض هذه الجمعيات والمؤسسات تعمل على ترميم الآثار العثمانية بهدف طمس الهوية العربية.
إن التوغل التركي يحدث عبر جمعيات تدعي أنها جمعيات إنسانية أو ثقافية لكن أنشطة هذه الجمعيات هي استخبارية بالدرجة الأولى تحاول من خلالها تركيا تأسيس نفوذ لها داخل لبنان وإحياء الصراعات الطائفية وخاصة في المناطق التي تضم المكون السني أهمها طرابلس، وتجلى ذلك واضحاً في الدعم التركي لجمعية حراس المدينة التي كان لها دور واضح في المظاهرات التي بدأت في تشرين الثاني 2019، وما يؤكد النوايا التركية إعلان قوى الأمن اللبناني إلقاء القبض على مجموعات قامت بعمليات تخريب أثناء التظاهرات مرتبطة بالأمن التركي تعمل على إشعال الفتنة ممولة مباشرة من الأمن التركي، بالإضافة إلى إلقاء القبض على 5 أشخاص بتاريخ 7/7/2020 قادمين من تركيا وبحوزتهم 9 مليون دولار.
لبنان عامةً وطرابلس خاصةً لها أهميتها الاستراتيجية في إطار توسيع النفوذ التركي وإحياء المشروع العثماني
– أهمية لغرض تنفيذ اتفاقية الشراكة لإنشاء منطقة حرة بين لبنان وتركيا التي تم التوقيع عليها عام 2010 وموقع هذه المنطقة الحرة هو طرابلس حيث قاعدة الإخوان المسلمين المدعومة تركياً وفيها أكبر نسبة للتيارات الإسلامية السنية
– تحاول تركيا إيجاد موطئ قدم لها في شرق حوض المتوسط الغني بمخزونات الغاز بهدف المشاركة في استثمار الغاز وخاصة بعد التوترات مع اليونان وقبرص ومصر
– كما أن طرابلس قريبة من طرطوس حيث تتواجد القاعدة البحرية الروسية بهدف منع روسيا من التفرد بهذه المنطقة على اعتبار أن تركيا من الأعضاء المهمين في حلف الناتو وهي دولة وظيفية بيد الغرب في بعض المواضع
– بعد تأسيس مركز الدراسات العثمانية في طرابلس هناك من يتخوف من أن تعمل تركيا على تحويل طرابلس إلى إمارة عثمانية وتقوم بترحيل قسم من إرهابيها ومرتزقتها وأدواتها من سورية إلى طرابلس اللبنانية على غرار طرابلس الليبية
إن لعبة التوازنات الطائفية وضعف القيادة السياسية تغري تركيا لتقديم نفسها كحامي للمكون السني في لبنان مقابل المكون الشيعي المدعوم من إيران بمعنى اللعب على التناقضات السنية الشيعية وتصويب التوازن الطائفي
إن السياسة التركية الإقليمية تعتمد على إنشاء ساحات ومنصات بديلة في حال انهيار أو فشل سياستها في منطقة محددة تتوجه للتعويض في ساحة أخرى من العراق إلى سوريا إلى ليبيا إلى لبنان إلى اليمن إلى الصومال وسيكون مصيرها الفشل.

#سفيربرس _ بقلم :  فراس علي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *