جنوب الكهف بقليل ..بقلم : أريج قيروط
#سفيربرس
عتبةُ دخولٍ عميقةٌ بعيدةٌ كل البعدِ عن المباشرة
قائم على البحث العلمي وصولا للهيكل المزعوم
عملٌ يتخلَلُه مقتطفاتٍ من الحب والهيام ليضفي بعض من الجمالية على المشاهد المرعبةِ الحانقةِ المعاشة ….
كلاس المبدعة..
لديها بوابة نفسية متجذرة في وعيها الأدبي العميق
هذه البنيةُ تتجلى على الحدثِ لنستحضرَها ونعيشُ معها.
سرديتُها تظهِرُ تمكنَها من تماسكِ الشخصياتِ من خلال الحبكة وتصاعد الحدث .
فيأتي تمعن القارئ المتعمق في استشفاف الأبعاد لدى جنوب الكهف بقليل
لتجعلَنا نبقى في الداخل و نتوغلُ أكثر في مكنونات العمل ، فتلتحم الشخصية بالحدث من خلال:
الحيوية والديمومة للكشف عن الهيكل النفسي للشخصية إن كان :
في البنية
او عقد نفسية
او عصف ذهني مرهق
لذلك
استطاعت ان تغوص في الشخصيات وتستخلص البعد النفسي والاجتماعي و السياسي لكل منها على حدا.
هناك سعي واضح من لدُن الروائية في توظيف أساليب سردية تظهر تلك الابعاد وأثرها على الشخصيات من خلال الحدث .
اهتمت أيضا بالاتجاه السيكولوجي الواقع على بناء الانطباعات الدقيقة للشخوص المكونة من نتيجة وقائع خاصة لكل شخصية وغرائز فطرية و تجارب موروثة.
بينت جوانب الصيغة لكل فرد بالملامح المادية التي تكثف خطوات الحدث في الشخصيات و تواجه ردود افعالها من خلال سير الأحداث فتكشف عنها ومع ما يدور من حولها.
فشخصية سالم له ايديولوجية خاصة به مغلفة بخفايا داخلية وبواعث نفسية وعلمية متعبة
فكان المُسيِّر و المُسيَّر
او المتحَكِم و المتحَكم به
الماسك بخيوط الدمى يهزُها كيفما يشاء أثناء التلقين من خلال المعلم أو الحكيم.
كما أن هناك قوة خفية تتحكم بالمجتمع ليتم توجيههم نحو طريق مرسوم محدد من قبلهم.
فتأتي الانتقالات المرنة بالزمان والمكان
لتعصف بشخوصها إبّان ما يحدث لهم من خلال عملِهم وأبحاثِهم، المتمثلة بين
الشخصية والزمن و بين
الشخصية والمكان.
لتاتي شخصية بتول تلك النقية القائدة بالفطرة المحملة بأعباء تلك الرحلة
تبينُ لنا جوانب من القوة والصمود والشجاعة المعجونة بالهلع والذعر.
باكتشافها الكهف من الأعلى دون أن تعلم وحصولها على الصندوق الذي يحتوي الكتاب
أما جميلة لها مونولوجها الخاص في تكوين عملها
حيث أنها مع عوض اكتشفت الكهف من خلال البحر وهنا المغامرة المتأصلة بالتوجس و الخوف
ودخول ماجد وعزام اليه …
ليأتي عزام المحلل ذو النظرة الثاقبة والمدقق العالي
يكمل المسير بعد زواجه بنيّف وهنا اتجاه آخر حيث الاختفاء وعملية البحث.
فيأتي الذهول بموت خليل باحتراقه الذاتي المؤلم
ذاك المتقد المحب للنساء والمخلص لعمله.
و دهشة الطبيب المخضرم ماجد المطعون في الحب.
و رهف حبيبته تلك الفذة اللّماحة ، المتأوهة ألماً من ذاك المشهد القاتم بموت خليل.
فتحدثنا النهاية بموت سالم والحكيم لنعود لنقطة البداية بعد الفشل .
وهنا أيضا استقراء اخر بالنهاية القريبة لاسرائيل
وعدم ايجادهم للهيكل المزعوم.
أبارك للمبدعة واهنئها على تلك الجمالية .
#سفيربرس _ بقلم : أريج قيروط
