طَيْفُ الأماني . بقلم : د. حسين الحسن
#سفيربرس _ الرياض
أفنيـتَ عُمْــــرَكَ ســـاهِمَــاً تتـــرقَّبُ
والـــدَّهُر مــــاضٍ صُبْحُــهُ والمغـــرِبُ
والأمنيــــــــاتُ تثـــــــاءَبَتْ أجـفـانُـها
والسَّـــهمُ في طَيْـــفِ الأماني خُلَّـبُ
والخيـــــلُ ما عـــادَتْ تَغُــــذُّ بسيرِها
وتَعَـــــثَّرَتْ صهــــــــبــاؤها والأشهبُ
والنَّفْـــــــسُ تهــفو والعيـــونُ كَلِيْــلَةٌ
والقلـــبُ مَكــــدودُ الجـَــوَانحِ مُتْعَـــبُ
شَـرِبَ الزَّمـــانُ مِنَ الوجُـــوهِ رحيقَـها
فتـنـــافخَـــتْ أوداجُـــــهُ تَسْـتَـحْلِـبُ
وإذا المــــــــواجِعُ أشعـــلَتْ نيــرانَـها
ما عـــادَ ينفعُــــكَ الطَّـــعامُ الأطْـــيَبُ
أَتَــرُومُ تطبــــيبَ الجُــــروحِ ببلــسَمٍ
والكسرُ في أصـلِ العظــامِ مُشَعَّــبُ؟
والمُــرهفـــاتُ إذا تقـــــادَمَ عَــهْدُهــا
فتثلَّـــمَــتْ عـــند القِــــــراعِ تُخَـــيِّبُ
مَضَـتِ الطُّفـــولةُ مـــا رَضعْـتَ حليبَها
وعَــدَا الشَّــــبابُ وأنت عنــهُ مُغَــيَّـبُ
فالعــمـــرُ أفعـــى والدقـــائقُ نابُـها
مــا فـــــازَ مــن لـدغــاتِــهِ مُتَـهَيِّـبُ
رُمْـتَ الحياةَ ورُحــتَ تخطِــــبُ وُدَّها
فأطــــــلَّ آسنُــها، وغــــابَ الطَّــيِّبُ
أوَمَا عَلِــــمْتَ بأنَّ رحْــــلَ مَتَـــاعِــها
فانٍ، وأنَّ كُسُــــــــورَها لا تُشـــعَبُ؟
مَنْ نــالَ صفــواً من فـراتِ شَـــرابِها
سيغــوصُ في ملح الأُجاجِ ويَشْـــرَبُ
والـــرِّزقُ في كَــبِدِ السَّــمـاءِ مُعَـلَّقٌ
لا بيـــنَ أيديــــنا يُصــــــادُ ويُجـلَـبُ
أنَّى اتَّجَـــهْتَ فقــد مُنيْــتَ بحَسْرَةٍ
ويروغُ في دربِ اصطــــبارِك ثعـلَــبُ
واليـــومَ ألقيْــــــتَ العَصَـا بسعيرِها
والظَّهْـــرُ قــوسٌ والشُّموسُ تُغَــرِّبُ
كــم زارَكَ الشَّــــوقُ الجمُـوحُ بِلَيْلَةٍ
والقَـــهْرُ يأكلُ من حَشَــاكَ وينْـهَبُ
ترنُــو إلى أرضِ الصِّـــــــــــبَا بمرارَةٍ
والبيـتُ في جـوفِ المـدينة مَـــــأرَبُ
سَـكَنَ الفـــــــؤادُ، وروحُــهُ تـــوَّاقةٌ
والعــيشُ في ظـلِّ العريشةِ مَطْلَبُ
مــــاتَ الــــغريبُ ولَـمْلَـمُوا أوراقَـهُ
فالَّلحْـدُ فـي ليـــلٍ بهيــمٍ مُـرْهِـبُ
خَاطُـــوا لـه الأكفـانَ ثم استـعْجَلُوا
رَدْمَ التَّــــرابِ ولا خليــلٌ يُصْــحَــبُ
كم كان يَحْـــــلُمُ بالــرُّجُــوعِ لأهلِهِ
لكــنَّ أَشْــــراكَ المَــــنَـايا أَقْــــرَبُ
يا دَهْــــرُ مــا أمهَلْتَــهُ لهُـــنَيْـهَــةٍ
فالقلـــبُ صــادٍ والـــدِّيارُ المَشْرَبُ
اللهُ ربِّـي كـمْ دَعُــوْتُكَ في سُــرًى
ففُــــرَاقُـــنا الأوطـانَ أمـــرٌ يَصْـعُبُ
أرجِــــعْ غَــــريباً بـاتَ أكـــبَرُ هَــمِّهِ
لَحْــداً بمَنْـبِجَ، في ثَـــرَاهُ يُغَــيَّــبُ
#سفيربرس _ الرياض _ بقلم : د. حسين الحسن
