إعلان
إعلان

يوم الحصاد ليس يوم وضع البذور.. بقلم : محمد عفيف القرفان

#سفيربرس _ الكويت

إعلان

إن صفة الاستعجال متأصلة في الإنسان وهو مجبول عليها، فتراه في غاية العجلة عندما يتعلق الأمر بمسألة يريد إنجازها أو الحصول عليها، ومما لا شك فيه أن الناس درجات في هذا الاستعجال لتبقى حقيقة مفادها أن بعض الناس قد يغادرهم النوم بسبب انتظار ما يريدون حصوله، ومنهم من تتوقف بعض تفاصيل حياتهم على حدوث ذلك الشيء الذي طال انتظاره، ومنهم من أجَّل سعادته في سبيل حدوث ذلك الشيء. قال تعالى: “خلق الإنسان من عجل سأوريكم آياتي فلا تستعجلون” الأنبياء ٣٧ حتى أن بعض الناس يستعجلون حدوث الشيء قبل أوانه برعونة غير مبررة في كثير من الأحيان؛ وهذا يشرح المقولة الشهيرة “من تعجّل الشيء قبل أوانه، عوقب بحرمانه”

من نتاجات حب السرعة لدى الإنسان أنه يبتكر كل يوم وسيلة جديدة تسرّع الوقت وتختصر الزمن وتطوي المسافات وتقلّص الفارق لتقليل وقت الانتظار وتوفير الجهد للوصول إلى الأهداف بأسرع طريقة ممكنة. لا عجب أننا نعيش عصراً تتميز حياتنا فيه بالإيقاع السريع، فلو راقبت النشء من الجيل الجديد، ستجد أنه عجول ملول، لا يكاد يطيق انتظار أمرٍ وكأنه يريد أن يقفز للخطوة اللاحقة دون اعتبار لحاجته للدخول في تفاصيل تجربة التعلم والصبر على منهجيته.

قِيل قديماً بأن صاحب الحاجة أرعن، أي أنه يكون لحوحاً أهوجاً لتحقيق غايته والوصول إلى حاجته، فتراه يتصرف بطريقة غريبة خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بحاجة في غاية الأهمية لديه. إن كثيراً من الأمور التي نريدها أن تحصل تحتاج وقتاً حتى تكتمل دورة حياتها، إذ ليس من الحكمة استعجال ما لم يحن أجله. إنها تجربة حياة كاملة، فنراها طويلة رغم قصرها الشديد، ونراها قصيرة رغم طول الأهوال التي شاهدناها.

في الوقت الذي تضع فيه البذور، عليك أن تدرك بأن الحصاد يحتاج وقتاً كافياً لكي تقطف الثمار، وهو الحال في أمور الدنيا كلها؛ كما أن استعجال النتائج لا يقود إلا إلى مزيد من التعب، لذا وفّر طاقتك في عمل مهمة أخرى تنسيك فكرة الانتظار. وإذا أردت أن تحيا حياة لا انتظار فيها، عليك أن تضع بذوراً صالحة في كل مكان تمر منه، وستجد أنك إن قضيت وقتك في وضع البذور لن تجد وقتاً لانتظار الثمار.

الحصاد سيأتي بصورة ما، يوماً ما،
فإذا أتى، كان خيراً والحمد لله،
وإذا لم يأت، فقد وفرت على نفسك عناء الانتظار.
نحن مكلفون بالسعي وبذل الجهد
ولسنا مكلفين بالنتائج.
اعقد النية الصالحة،
وابذل الجهد المناسب،
وسيدهشك الله بعطاءه.

#سفيربرس_ بقلم : محمد عفيف القرفان

#المدرب_المايسترو
#الذكاء_المنسي
#أسهل_مما_تظن

اللهم إنك عفو
تحب العفو
فاعف عنا

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *