إعلان
إعلان

لا تفقد بوصلتك.. بقلم: محمد عفيف القرفان

#سفير_برس _ الكويت

إعلان

في داخل كل منّا مؤشر يدير اتجاهاتنا طبقاً لإيماننا وقناعاتنا، وهو يمثل بوصلتنا الشخصية التي توجّه كل خطوة لكي تسير بنا نحو ما نؤمن به ولدينا يقين بأنه الحق. لقد تم ضبط هذه البوصلة بعناية وحكمة ربانية، لأنها تعرف طريق الخير وتوجهنا إليه وتعرف طريق الشر وتبعدنا عنه؛ ولكن يأبى البعض أن يسير في الهدى الإلهي ظناً منه بأنه يعرف الخطأ والصواب، كمراهق يتمرد على الثوابت لكي يحصل على إشباع غروره ويرضي ذاته المتورمة.

ربما لا تكون هذه البوصلة ذات أهمية إذا كان التوجيه خطأً في مسألة بسيطة يمكن تلافي الخلل فيها لاحقاً، طالما أن الاتجاه الرئيس لا يزال هو الوجهة النهائية؛ ولكن عندما يضيع الاتجاه الرئيس ونفقد القدرة على تحديد الوجهة النهائية، نحتاج إلى إعادة ضبط البوصلة وصيانتها لكي لا تأخذنا إلى وجهة فيها هلاكنا.

عندما يحصل خلل ما في البوصلة الشخصية على مستوى تحديد الوجهة النهائية، علينا -على الأقل- التوقف عن المسير في الاتجاه الخطأ، ثم بعد ذلك التفكير بالتعديل.

في هذا التحدي الكبير اليوم والمرحلة المهمة من الصراع بين الحق والباطل، توجد ثوابت وهي:
– فلسطين دولة تم احتلالها من الصهاينة (بشهادة العالم الحر كله).
– الصهيونية حركة سياسية استخدمت كل الطرق غير القانونية لاغتصاب حق من أهله (على مسمع ومرأى العالم كله).
– العدو واضح وضوح الشمس على أرض فلسطين (مهما اختلفت الأيديولوجيات التي تتحرك ضد هذا العدو).
– المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين (حقيقة في العقيدة الإسلامية لا يختلف فيها اثنان).

أما الاجتهاد في نصرة الحق، فهو ليس على الجميع سواء:
– ثمة من يستطيع بذل النفس ويرجو من الله الشهادة أو النصر.
– ثمة من يستطيع الدعم المالي ليسد تقصيره في جهاد النفس.
– ثمة من يستطيع النصرة بالكلمة لأنها سلاح مدمر إذا كان يجيده ولديه التأثير اللازم.
– ثمة من يستطيع الدعاء وهو أضعف الإيمان، ولا يوجد من لا يستطيعه.
مع ملاحظة أنه ثمة من يفعل هذه الأمور جميعها.

وهنا علينا القول بأنه من لم يستطع التغلب على نفسه وفعل ضرب من ضروب النصرة، فليكف شره عن الذين يجاهدون بما يستطيعون؛ فربما يصيبه حظ من شرف عدم التخذيل.

أما من أضاع بوصلته وفقد اتجاهه الحقيقي في نصرة الحق والوقوف مع أهله، فقد فاته ذلك الشرف الذي لا يناله إلا من فتح الله عليه من النعمة والفضل.

الاتجاه واضح، وكل امرء يعرف حدود قدرته على النصرة في موقف كبير كالذي نمر فيه من حصار وتجويع وإبادة لأهلنا في غزة.

المتابع للحراك -المناهض لما يفعله الكيان الصهيوني من ظلم وكذب وتدليس وتدمير وتزوير وترويع المدنيين وقصفهم دون رحمة- في جميع دول العالم، سيلاحظ أننا اليوم في عصر الفضاء المفتوح، فلا مجال للضحك على الشعوب وتغييبهم وإقناعهم بروايات سخيفة من إعلام موجّه بأموال قذرة تديره طغمة من الفاسدين.

من أضاع بوصلته، فليقم بالجهد المناسب لإيجادها وضبطها على ما يستطيعه من هذه الاتجاهات:
بذل النفس
بذل المال
بذل الكلمة
بذل الدعاء

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.

#سفير_برس _ الكويت _ بقلم: محمد عفيف القرفان

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *