إعلان
إعلان

ســـهل الغاب قـــطعة من هــولندا … تحقيق : فاتن بركات

#سفيربرس  

إعلان

لَمحة عن سهل الغاب :
سهل الغاب: سهل منبسط خصب يقع في محافظة حماة في المنطقة الوسطى من سورية بين جبال اللاذقية غربا وجبل الزاوية شرقا وجسر الشغور شمالا ومصياف جنوبا, يمرُّ فيه نهرُ العاصي, وقد كان قسم من سهل الغاب مستنقعاً ثم تمَّ تجفيفه, يبلغ طول 80كم, وعرضه 10-15كم, تقع على أطرافه العديد من القلاع التاريخية, أهمها قلعة أفاميا, وقلعة سمعان. في ثمانينات القرن الماضي, تم وصله بطريق واسع, عن طريق بيت ياشوط وهذا ما كان له أثر اقتصادي كبير, على منطقة الغاب, أصبح هذا الطريق معبراً أساسيا للدخان البلدي, ذي الجودة العالية, الذي يأتي من بيت ياشوط وقراها ويُصدّر إلى كافة المناطق, ونظراً لأهمية سهل الغاب, الغنيّ بموارد الطبيعية سواء الزراعية والحيوانية أو المائية, وماتعرض له السهل خلال الحرب, وماكان عليه من ضعف الدعم له قبل الحرب.

وكان لسفيربرس اللقاء التالي مع الباحث التنموي الأستاذ أكرم العفيف, وبسؤاله عن عمله وكبطاقة تعريفية أخبرنا:
أكرم العفيف من منطقة الغاب, مُختص في مجال التنمية المحلية /الزراعية, التي تُعنى بالمُجتمعات وناتجها الفكري والمادي, عملتُ ضمن برنامج القرى الصحية, خلال فترات البرنامج, وضمن مكتب التنمية المحلية في الغاب, كُنت حينها مدير المكتب التنمية,أمّا حاليا فانا مُدرب تنموي في مؤسسة سوا , ومن عام 1994 باحث تنموي ولديّ العديد من الدراسات, وخطة الإنتاج الزراعي في قرية /حورات عمورين/ التي هي نَموذج لقرى الريف, وخطة تنمية قرية /المصيّات/ وخطة إحياء قرية /راشيه الأثرية/, وخطة تنمية قرية /فَقْرو/, وبينها أيضا خطة المشاريع الصفرية التي لا تكلف الدولة ليرة سوري, ومشاريع متوسطة وكبيرة ممكن تنتج فارق في الغاب, والتأسيس لعقلية جديدة.
وعمّا يعنيه بالعقلية الجديدة ردّ: العقلية الجديدة هي النهوض بالإنتاج الزراعي, وهي تحويل الكارثة إلى فرصة طبعا, وهنا لا بد أن أوضح الفرق بين الاقتصادي والتنموي, الاقتصادي يرى في الفقر كارثة, أمّا التنموي فيرى فيه فرصة, لانّ الحاجة وكما يقولون ام الاختراع, وخاصة في بلد مثل سوريا بلد متعدد الموارد والتنوع المناخي.
وعن سؤاله عمّا قدّمَه من مشاريع ودراسات؟ ردّ:
المشاريع والدراسات التي قمت بإعدادها, جزء منها يتعلق بالريف بالكامل, وجزء منها حسب الاحتياجات المرحلية والفورية , فعلى سبيل المثال لا الحصر, موضوع الجراد والتخوف منه, أثناء هجوم الجراد وبإعداد هائلة هذا العام, وكُلنا يذكر معاناة مربي الدواجن من ارتفاع أسعار الأعلاف, وبداية انهيار قطاع الدواجن, فكان أن قُمنا بنصب مصائد محلية الصنع, لاصطياد الجراد, ومن ثم تقديمه كبديل للعلف, وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الدواجن, وطبعا يمكنكم الإطلاع على تفاصيل التجربة من خلال صفحتي الشخصية,من خلال الرابط المدون نهاية اللقاء.
وعن مدى الدمار الذي ألحقته الحرب بسهل الغاب؟ أخبرنا:
بالنسبة لسهل الغاب, الحرب دمرت الكثير من المفاصل الحيوية فيه, مثلا السدود التي بدأنا باستثمارها دُمرت, والموارد المائية قُطعت, الأراضي تحولت إلى شبه قاحلة وخاصة في شمال الغاب, لكن علينا أن نُقرُّ أنّه بالأساس, كان ثمة مشكلة قبل الحرب , فالأرض الزراعية لا تعطي إنتاج, يعني وسطي الأسرة بالغاب أصبح 5دونمات, إنتاج الدونم لا يتجاوز ال2000ل س,يعني ل س, 10000 حينها كان راتب الموظف – 6000-5000ل س, طبعا هذه مشكلة كبيرة كانت حينها, الآن سأعطي مؤشرا رقميا جداً مهم: في قريتي- الأسرة تنتج 2كغ ملوخية يابسة يوميا لمدة 5 أشهر ثمنهم 8000ل س, يعني يوجد لدينا 1000أسرة يعني 8000000×30=يعني 240000000×5أشهر =مليار ليرة سورية, بينما عندنا في القرية للأسرة 6500عنا دونم, إنتاج الدونم الصافي لا يتجاوز ال40000, إذا لم نأخذ بعين الحسبان /ضمان الأرض- تعب الفلاح- المبيدات -الماء والكهرباء, ولنتفق أن تكون 250000000بالسنة تقريبا , أما قطاف الملوخية 5مليار وهذا موضوع بسيط ,فهو مليار خلال 5أشهر, أم الإنتاج الزراعي مليون ل س, 250000000 ,إذاً إلى ماذا نتجه بالزراعة؟ لذلك كان علينا العمل على الزراعة اللانمطية, يعني المشاريع المتناهية في الصِغر, التي يمكنها قَلب المُعادلة الإنتاجية المجتمعية للأفضل, وإيجاد المشاريع المُجتمعية, يعني نتجه إلى زراعات صغيرة على قدر الإنتاج, وتحويل تلك المشاريع الزراعية وتربية الحيوان إلى مشاريع هامة, مثلا: أثناء زيارتي لمحافظة حلب /منطقة العويشية/ التابعة لمنطقة الباب , فوجئت بالإفطار الشهيّ والثريّ, بل فوجئت أكثر أنّهم لم يشتروا شيئا, وكُلّه من الإنتاج المحلي عَملاً بالنصائح, التي قُمت بطرحها عليّهم, والنتيجة تحقيق اكتفاء ذاتي, بِدءً من البيض ولحم الخروف والمزروعات الصيفية بأنواعها, طبعا الموضوع تحفيزي,والهدف منه,هو البدء بمشاريعنا الصغيرة على منواله, يعني نعمل على الإمكانات المتاحة, (أيضا التجربة موجودة على صفحتي الشخصيّة) طبعا هذه مشاريع الصغيرة متناهية الصغر, ويمكننا أن نعمل على الإمكانيات المتوافرة لدينا,وأيضا وعلى سبيل المثال: بالقرية عندنا كل بيت يقوم بإنتاج مادة ربّ البندورة حوالي ال 6 كيلو,طيب ما المانع أن تكون ُطن؟ وبمواصفات الجودة العالية (هاند ميد) مجفف بالشمس بدون مواد حافظة يعني تحويل إنتاج الأسرة من بضعة كيلو غرامات إلى كمية أكبر, وبمعنى آخر, كيف نحول الإنتاج إلى كمية كبيرة؟ وبالتالي إيجاد سوق لتصريف المُنتج,وهذا يوفر فرص عمل.
وأمّا عن حجم الصعوبات والعراقيل والبيروقراطية, فقد حدّثنا الباحث التنموي أكرم عفيف قائلا:
نعم نواجه عراقيلا وبيروقراطيةً, الدراسات التي قدمتها قمت بتجهيزها منذ عام ,1999لو أنها وجدت من يتبناها ويقوم بتنفيذها, كنّا تلافينا العديد من الأزمات, وخصوصا أنها مشاريع صفرية.
وأمّا عن لقائه مع السيد وزير الزراعة؟ فقد أخبرنا:
وزير الزراعة المتواضع والذي بدا داعماً, فقد كان لقاءا مُبشرا حيث أبدى تفهما كبيرا واستمع لكل ما في جعبتي من خطط ودراسات, وحلول من أجل تحويل سهل الغاب إلى هولندا , حتى أنه بادر لطرح موضوع زيارته لي لمعاينة الخطط على أرض الغاب.
وأمّا عن المشاريع التي تُحول الغاب إلى قطعة من هولندا ,فوضح:

هي عملية متكاملة يعني مثلما أسلفت كالتالي كل قرية نقوم بإعداد قاعدة بيانات , ما لذي يمكن أن تقوم به, وما هي المواد المُتاحة وما هي النواقص؟, ودائما لدي هذا السؤال : هل أستطيع إن أجعل من قريتي قطعة من هولندا؟ وبدون مبالغة وبكل تفاؤل: نعم بالإستراتيجية الواقعية القابلة للتطبيق,كأن نضع عدة أهداف,
كيف يمكننا تطوير الثروة الحيوانية والزراعية /التكاليف / قسمة الثروة الحيوانية والنظام التأميني؟
طبعا لقائي مع السيد الوزير لقاء نوعي, تحدثت عن اللانمطية كما تطرقت لموضوع إيقاف الدراجات النارية وضرورة إعادتها وتأمين احتياجاتها من بنزين ومحروقات,الأمر الذي شلّ عملية الزراعة, ومن باب العلم بالشيء هل لديكم علم أن انخفاض تربية الماعز بسورية هو أحد مُسببات الحرائق
وبالنسبة للقائك مع السيد وزير الصناعة, ما هي المواضيع التي تمّ طرحها: لقائي مع السيد وزير الصناعة بحثنا ثلاث نقاط وهي:
معمل سكر سلحب حيث وعد خيرا بإعادة تشغيل المعمل, والمشكلة كما نوّه عنها وزير الصناعة في نوعية البذار 2012وهي نوعية رديئة, وهنّا لابد من الإشارة, بأن الأمر الذي أدّى لتوقيف عمل المعمل ليس الدولة وإنما نحن الفلاحون, إذا ليس من المعقول إن نبيع كيلو الشوندر ب 25ليرة سورية ف 10 كيلو شوندر تنتج 7كيلو سكر. والموضوع الآخر موضوع مؤسسة التبغ تسعير التبغ ودعم المزارعين الذين لا يحصلون على أي دعم, والموضوع الثالث هو موضوع الصناعات الأسرية مثلما أسلفنا وكيفية تنظيمها وتجهيزها وإخراج هذا المنتج إلى مُنتج قابل للمنافسة على المستوى المحلي والعالمي, وبالمصادفة كان الطرح الأخير ضمن ملاحظات البيان الوزاري وهذا شيء مبشر , وطبعا نحن كتنمويين جاهزين وقادرين على قلب السوق والمعادلة خلال أشهر, فهذا البلد لا يجوز لأهله أن يجوعوا لأن موارده كثيرة متنوعة وغنية.

وعن حلمهِ ؟قال الأستاذ أكرم :

حُلم السوريّ الحقيقي, هو سورية الأجمل التي تستحق كل تلك الدماء والتضحيّات, ويُتم الأطفال ودموع الثكلى, تستحق لون السواد الذي توشحت به نسائنا أن نحيله أمانا اقتصاديا معاشيا كريما, و صور الشهداء المُعلقة على كل جدار وكل قلب في قرانا ومُدننا, سوريا تستحق منّا كُلّ تلك التضحيات والعمل, وسورية ستنجح , وسوريا لا تكسر لكنّها تحتاج لإدارة ذكية, وإرادة قوية وأنا مع الناس وأنا كتنموي أضع خبرتي بيد أيّ إدارة هدفها خدمة الناس , وبكرى أحلى رغم كل الحرب وظلمها.

#سفيربرس ـ تحقيق : فاتن بركات 

سفيربرس ـ ســـهل الغاب
سفيربرس ـ ســـهل الغاب
سفيربرس ـ ســـهل الغاب

سفيربرس ـ ســـهل الغاب ـ أكرم عفيف

سفيربرس ـ ســـهل الغاب ـ أكرم عفيف
سفيربرس ـ ســـهل الغاب
سفيربرس ـ ســـهل الغاب

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *