إعلان
إعلان

فعاليات مهرجان (كلنا للغة العربية) في فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب..

#سفير برس: ماجدة البدر

إعلان

لليوم الثاني على التوالي يستمر المهرجان الأدبي الثقافي الشبابي (كلنا للغة العربية) المقام في فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب بإقامة فعالياته، وذلك برعاية الدكتور إبراهيم زعرور رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب وبالتعاون مع فريق التدريب الاحترافي ومشاركة رابطة أدباء سورية الافتراضية وذلك في تمام الساعة الحادية عشرة من يوم الأربعاء 1/9/2021 .
في البداية رحب د.إبراهيم زعرور رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب بالحضور، منوهاً على أهمية الثقافة والأدب ودورها لتحقيق النصر في الحرب الإجرامية التي شنها الأعداء على بلدنا سورية، إذ يقول: (نحن نرحب بكم في فرع دمشق، فرع دمشق ذلك المنبر الأدبي الثقافي الذي لم ينقطع يوماً من الأيام عن إقامة الفعاليات والأمسيات ، على الرغم من القذائف التي كانت تتساقط أمام الفرع، استمر فرع دمشق بنشاطاته، لأن الثقافة رسالة حقيقية لها أهميتها وتكوينها، ونحن دائماً نقول: الوطن ملك للجميع، وليس الوطن للفاسدين والخونة والمهزومين، قررنا أن نتمسك بهذا الوطن ونظل فيه، على الرغم من كل الأزمات التي مرَّ بها وعلى الرغم من قساوتها وحدتها، نحن مازلنا متمسكين بتراب هذا الوطن، ليس من أجل أحد، ليس من أجل أي حزب أو طائفة أو دين، بل لأن انتماءنا الحقيقي هو لهذا الوطن.. كلنا موظفون لصالح هذا الوطن.. جميع انتماءاتنا موظفة لصالح هذا الوطن وسلاحنا الحقيقي هو التمسك بلغتنا وأصالتنا..
نحن نرحب بالحضور والمشاركين، وأرحب بمن سيقود هذه الفعالية، أ.وهيب جنيد، أهلاً وسهلاً بكم..).
**
رحب مقدم الحفل أ.وهيب جنيد بالحضور قائلاً: (أسعد الله صباحكم بكل خير السادة الضيوف السادة الحضور كما نجدد التعريف والترحيب بضيوفنا وداعمي أقلامنا وكل الشكر والاحترام لهم ، السيد إبراهيم زعرور رئيس اتحاد الكتاب العرب فرع دمشق، السيد أيمن الحسن آمين سر الاتحاد، الآنسة حلا حاج حسين مدربة فريق التدريب الاحترافي، السيد قصي الطُبل رئيس مجلس رابطة أدباء سوريا، السيدة ديمة عبيد القائمة على مشروع ديمة هاند ميد، الشكر الكبير للمدقق اللغوي السيد محمود حامد الذي قام بجهد كبير وبذل الكثير من الوقت لدعم براعم هذه المواهب الشابة، وكل الشكر للمدققين اللغويين في رابطة أدباء سوريا وأخص بالشكر الآنسة رهام معلا، كما أحب أن أذكر بالمعرض المرافق لأيام الفعالية لمدة ثلاث أيام بمشاركة الفنانين التشكيليين: (الفنانة فاطمة السودي وتضمنت مشاركتها لوحات زيتي تجريدي، الفنان عبد الكريم رمضان المشاركة بلوحات من نوع بورتريه، الفنانة سوسن مصطفى بلوحات من فن الورقيات، ونبدأ يومنا الثاني مع القصة القصيرة ، منذ بدأ الحياة على الأرض كانت الحكاية التي بدأت بقصة أبو البشرية آدم وأمنا حواء تلاها قصة الشجع والطمع منذ بداية الخليقة عندما قتل قابيل أخاه هابيل وتوالت الروايات والحكايات تحمل معها شغف الكلمة وعظمة العبرة وخلاصة الحكمة لذلك رسمت أقلام أدباءنا شخصيات خيالية تبسمت لها السطور وأدمعت له في بعض المواضع الحروف ذات حكاية، نفتتح فعالية اليوم : من قصص العرب اخترنا لكم:
يحكى أنه اجتمع جرير والفرزدق والأخطل في مجلس عبد الملك. فأحضر بين يديه كيساً فيه خمس مائه دينار. وقال لهم: ليقل كل منكم بيتاً في مدح نفسه فأيكم غلب فله الكيس. فبدر الفرزدق فقال: أنا القطران والشعراء جربى/ وفي القطران لجربى شفاء/ فقال الأخطل:
فإن تك زق زاملة فإني/أنا الطاعون ليس له دواء/فقال جرير:أَنا المَوتُ الَّذي آتى عَلَيكُم/فَلَيسَ لِهارِبٍ مِنّي نَجاءُ/ فقال: خذ الكيس فلعمري إن الموت يأتي على كل شيء ، والآن نستمع للمتألق محمد قزيز فليتفضل)..
** محمد قزيز والغرقُ في العدمِ ”
قرأ الموهبة محمد قزيز قصة بعنوان: الغرق في العدم: منها نقتبس:
لا يُمكنُ أن يكونَ للأرض شمسين، لكن يوجد في الفضاءِ ملايين منها، فإنّي لا أُبالي، وأنتظرُ القمر بكلّ ما أُوتيت من صبرٍ، لكن للشَّمسِ لذَّة الانتظار. أقفُ على شرفةِ النُّجوم لأحدّق بالقمر، وأجلس على نافذةِ القمرِ لأرى النّجوم، كلّ نجمٍ يروي لي حكاية، لا يخبرُ جاره بها، و إن باح بسرِّهِ فإنَّه يتحوّل إلى شُهُبٍ، يسقطُ على كوكبِ الأسرارِ في داخلي، وكان لذلك سبباً لوجودِ الأملِ في أعماقي.
وهل للكلماتِ أن تصل، وهل للحروفِ أن تصنع خيوطاً من الظَّلامِ، فإنّ الجمل قد صنعت ثقوباً سوداء، لأنَّها لن تُنصف قصَّةً حاكها القدر، لكنّي كنتُ حكاية نجمٍ لم يروي لي قصته، فلم أستطع يوماً بتر قلبي، كان حاضرٌ في كلّ شيء، لم أتمكّن من وضعِ حدٍّ له، لم أفهم ما يدور في مجرّته، لكنّي عرفتُ أنَّه قد بترني، وأصبحتُ وحيداً، لا أدورُ بمدارِ أحد، صنعتُ بسُرعتي شيئاً ما خلفي، كنتُ أحرق نفسي.
أعادت لي ذاكرتي ترياقَ النَّظرة الأولى الّتي رشَفَتها عيناي من كأسِ الموت.
فأمَّا بعد، هل للقولِ مكانٌ بعد هذا؟ لم يبقَ شيء ليدور، وكلّ شيء ذهبَ في العدم، إنَّها كانتْ للحزنِ سدَّاً يقفُ في وجهِ فيضانٍ عبر من خلالي، ويحمل أنقاضَ انكساري، صنعت السَّدّ من صُلبِ ابتسامتِها، كانت ضحكتها ريحاً تدور بنسماتٍ هادئةٍ فوقَ طبلات أذنيّ، زيَّنت جبال روحي ببياضِ وصفاوة قلبها، لكنّ الطَّقس قد تغيَّر وذابت ثلوجها، وكانت سبب ذلك الفيضان.

**أنامل أنثوية رقيقة حاكت كلمات كثيرة طرزت بها وشاح العبرة في شتاء المعنى، والموهبة جودي النحاس .. من مشاركتها(من وحيك يا شتاء) نقتبس:
الشّمسِ الهاربة من بين ثنايا غيماتِ الشّتاء الدّاكنة وبإطلالةٍ لابدّ منها للضّباب في ساعاتِ الفجرِ الأولى، يمتزجُ تثاؤبُ الحمامِ المكتوم بأصواتِ المنبِّهات، تُفتحُ النوافِذُ فتتنفّس البيوتُ عبقَ الأرض المبتلَّة إثر نوبةِ نُواحٍ انتابتْ اللَّيل، تتلو ببرودِها تعويذة التغلغُلِ في الفِراش على الجفونِ الذَّابلة؛ لولا الالتزامات لوَجَدَتِ التعويذةُ صداها، تعلو نداءَاتُ الاستيقاظ التَّي يُخالُ لسامِعِها أنَّهَا نابِعةٌ من بِئرٍ عمقيةِ القاعِ تُتبعُ ببحَّةٍ علامةً على نهايةِ ما يُقال، فتتثاقَلُ الخطواتُ المنسحبة من صميم الدفء، تزداد الوتيرةُ تسرُعاً، يُحضّرُ الإفطار بعُجالةٍ على مائدةٍ قلما يجتمع عليها اثنانِ؛ فحافلةُ المدرسةِ عند البابِ بصوتها المُعتاد تُنادي طالِبَها النّشيط الذّي استيقظَ قبل نصفِ ساعةِ فقط ليُلَمْلِمَ كُتبَهُ وأقلامهُ (هذا إنْ وجدها كُلَّها)، ويرتدي زيَّهُ الأزرق المعهود ثمّ يأتي ليتناول لُقيماته فيتذكّر أنَّهُ نسيَّ غسل وجههِ، يذهب ليغسلهُ، فيستعجِلُه ذاكَ الصّوت العميق الحاني المختوم بالبحَّةِ المعهودةِ، ما إن يُقبِل ليأكُلَ؛ فيُوبَّخ على تركيبةِ أزراهِ الخاطئة، ونسيانَهِ لارتداءِ جوربيه، فيتذكّر أنّه لم يجد إلا جورباً واحداً، فيَرد -مُستذكِراً حُلمَهُ الذَّي قطعهُ الاستيقاظُ- بأنَّ شرشبيل أخذ أحدَ جوربيه ليصنع منهُ شبكةً لإمساكِ سنفورٍ و.. وتدخل لقمةٌ بحجم أربع لقماتٍ لفاهه فيتوقف عن سرد الخطَّة الشّرشبيليّة، و تأتيه من الخلف رميةٌ لكرة جوارب جديدةٍ فيرتديها وهو يبتلعُ ما أُطعِم قبل قليل، لا يكادُ ينتهي فتأتي لفمهِ لُقمَةٌ شبيهةٌ بسابِقاتِها، مشكّلةَ الطُّعومِ والنَّكهاتِ، ثم يُسرعُ بحذاءٍ نصفِ معقودٍ للّحاقِ بالحفلةِ التّي أوشكتْ على الرَّحيلِ، فيتذكَّر أنّ شعرهُ بحاجةٍ للمعالجة، ليس مُهمَّاً، يضعُ قبَّعَةَ سُترتِه ويجلس…
النَّهارُ الشّتائيُّ مميَّزٌ مِن بدايتهِ حتَّى خِتامِه، فقِصَرُ ساعاته يجعلُ الأعمال فيهِ مُتلاصِقةً ومتعاقبة، تنطلقُ فيه عجلاتُ الحياةِ مسرعةً منذ الشُّروق، فهاهو العامل يشدّ الخُطى نحو عملهِ، والموَّظف يُلاحِقُ العرباتِ العامّة للوصولِ في المَوعِد، السَّياراتُ تتدافعُ مِن هُنا وهُناك مُلقيةً على المارّةِ قطراتٍ من تجمُّعاتِ المياه لتتأكّدَ من صحوتهم…
كُلٌّ في دربهِ ساعٍ إلى أن يهبطَ المساءُ مسرعاً ليعود التباطُؤ للحركةِ، فتفوحُ البيوتُ برائحةِ حساء العدس -مصدر الطَّاقةِ والدِّفء- ثم تخبو الحياة وتركُنُ، تاركةً ليلاً يُسامرِ في حكايا وأحلامٍ تُخبَّأُ بين درفَتي غطائِهِ…
**
مجمل الحكايات التي سمعناها ونحن صغار كانت في كتاب كليلة ودمنة التي جرت على لسان الحيوانات في الغابة حاملة معها موعظة وحكمة نستنير بها لعلها تحمل بين طياتها عبرة لأولي الألباب من البشرية لنكمل رحلة الحكاية ونتوقف عند الراوي عبادة الحميدي لنسمع ما حمل في جعبته :
بينما محمد ابن زبيدة يطوف في قصر له إذ مر بجارية له سكرى وعليها مطرف خز وهي تسحب أذيالها من التيه فراودها عن نفسها فقالت يا أمير المؤمنين إنك قد هجرتني مدة ولم يكن عندي علم بموافاتك فانظرني الليلة حتى أتهيأ للقياك وآتيك في غد فلما أصبح انتظرها فلم تجئ فقام ودخل عليها وسألها إنجاز الوعد. فقالت: يا أمير المؤمنين أما علمت أن كلام الليل يمحوه النهار، فضحك وخرج من مجلسه فقال: من بالباب من الشعراء فأنشده أبو نواس:
هممت بها وكان الليل ستراً / فقام لها على المعنى اعتذار
وقالت في غد فمضيت حتى / أتى الوقت الذي فيه المزار
وقلتُ الوَعدَ سيدتي فقالت / كلامُ الليلِ يَمحُوهُ النَّهارُ
**ولنكمل الرحلة مع أحد عناصر جيشنا الباسل جاء من أرض الرباط والصمود ليحكي لنا كيف يصنع النصر و تروى البطولة وتسطر مع المبدع خالد النعمان، من مشاركته أشواق مؤذية نقتبس:
في منزلي عصفور كنار أصفر حَسَنُ الشكل جميل الصوت شجي يجيد التغريد وينسج أحلى و أرق الاصوات التي تداعب القلب وتريح الروح ، كنت مستلقياً والكنار يغرد بشكل رائع و اأنا منسجم مع صوته ، دق الحنين بابي تذكرت أن محبوبتي تعشق هذه الأصوات وتحب تربية هذه الكائنات اللطيفة ، وأنا وعدتها عندما نلتقي بأنْ أجلب لها عصفور كنار ، دق الباب أتى صديقي ومعه عصفور كنار أخر قال لي : أصبح لدينا زوج عصافير من الكناري ، قد جلبت لكنارنا أنثى كنار جميلة ذات لون أبيض وعلى رأسها ريش بشكل التاج ، وضعتها معه و بدأت أراقب مايفعله الكنار ، حاول الاقتراب من الأنثى لكن تلك الأنثى بدت مغرورة وأبعدته عنها بغضب و الكنار يحاول الاقتراب وهي تبعده عنها ، و مع الأيام يبدو أنه أصبح بينهم بعض الصداقة وقليل من الاعجاب ، ومع الوقت أصبحت علاقتهم أقوى و الحب ينبت بينهم ، كانوا زوج رائع الجمال .
و الكناري قد تحسن صوته وأصبح اقوى كأنه يعبر عن سعادته بتغريده ، أتى صديقي
وقال لي : أنَّه يجب عليه أخذ الأنثى لأمر طبي لفترة ثم يعيدها ، أخذها وذهب بدأ الكنار يتخبط داخل القفص و يطير بسرعة لم يكن يغرد بل كان يصرخ كأنه انتزع منه قلبه ، لفت انتباهي جنونه وبدأت أراقبه عندما أيقن أنَّ أنثاه ابتعدت عنه غرد بطريقة حزينة جدا لم اسمعها منه من قبل ، بدا الحزن والشوق عليه لم يعد يأكل وقلَّت حركته ، وتغير صوته وبدت عليه علامات الحنين وتعب الفراق ، وبعد اول يوم من الفراق لم يعد يغرد كان صامتاً كل الوقت ، جلبت له كل أنواع اطعمة العصافير الموجودة في المحل المختص بالعصافير ، ولم يجدي ذلك نفعاً بل كل شيء كان يتغير للأسوء ، احترت في امره .. و قررت أنْ أخبر صديقي عماَّ يحدث للعصفور واخبرني انه في الغد سوف يأتي بالعصفورة ،كنت في شوق وترقب لأرى ماهي ردة فعل العصفور عند عودة عشيقته ، وفي اليوم التالي أتى صديقي و بحوزته قفص صغير والعصفورة الجميلة بداخله ، قلت له راقب ما سيحدث الأن و وضعت قفص الانثى بجانب قفص كناريَّا ، في أول الأمر لم يبدي عصفوري أية رد فعل حتى أصدرت الكنارة تغريدة قصيرة المدى و كأنَّها عرفته أو نادت عليه ، و اذا بالكناري اقترب من القفص و لـ لحظات بدأ يغرد بصوت عالي و ردت عليه بصوت قصير واذا به يجن جنونه داخل القفص تارة يتخبط و تارة يغرد ، اقتربت وأمسكت الأنثى و وضعتها داخل قفص الكنار ، هدأ وإقترب منها كأنه يضمها ، كان مشهد في غاية الرقة .. و قلت في نفسي ذاك الفراق سفاح جداً لا يرحم المشاعر و مدمر للقلوب ، لا يفرق بين أحد فشوق العصفور لأنثاه كشوقي لمعشوقتي تماماً و كلانا نحترق بنار الحنين والبعد ..
على من يحب أنْ يتحمل ما يفعله به حبه ، فالبعد قاتل والشوق حارق والحنين مرهق ، و نـحـن مخلوقات نتحمل بلطف الله بنا لا بقدرتنا على التحمل والصبر لولا لطف الله لتمزقت قلوبنا حزناً على فراق أحبابنا وتين قلوبنا.
** أنا ماري وعشتار أنا زنوبيا ملكة بالميرا فاسألوا التاريخ أي امرأة عصية أنا أنا ملكة عربية عصية أنا المرأة السورية
التي أجبرت التاريخ على كتابة صمودي وملاحم صبري فكنت في كل حكايات الحرب أم لشهيد أو أخت الجريح أو زوجة المفقود أو ابنة لمسافر يبحث عن كفاف العيش لبست كل المعاناة وتقاسمت مع شعبي البؤس لكني لم أزداد إلا قوة وشجاعة لأكون بطلة الحكاية في حروف أدبهم، ولنكمل مع الموهبة نيرمين الهاماني ومن مشاركتها خِذلَّانُ القدر نقتبس: (سأسردُ عليكمُ اليومَ قصةً من وحيّ الواقعِ الإنسانيّ. إنها قصةٌ لفتاةٍ في ربيع العمر كزهرةٍ متفتحةٍ.نغم..بدأت القصة عندما كانت تقلبُ بين صفحاتِ التواصل الاجتماعيّ، كانتْ نغم فتاةً اجتماعية منفتحة الفكر والآفاق وأثناء بحثها عبر الصفحات وإذ بطلب صداقة يرسل لها من حساب يدعى طارق واتبعها برسالة يرحب بها وتجاذبا أطراف الحديث و التعارف، في البداية كانتْ نغم مُترددةً،مرتابة منه تراودها الشكوك، ما الذي يريدهُ مني؟وبعدَ ضجيجٍ من الأفكارِ أكملوا التعارف. كانَ الوقتُ حينها الساعةَ الثانيةَ عشرةَ من منتصف الليلِ، بقي كل منهما يحدث الآخر حتى بزغ الفجر و رقدا في نومٍ عميقٍ.
وفي الصباحِ التالي وقبل أن تستيقظ نغم، وصلت رسالةً تتضمنُ أنتِ أجملُ شيءٍ عرفتهُ لم أشعر بالوقت انتظرُ محادثتك..
وقد أرفقَ الرسالةَ ببعضٍ من ملصقاتِ الورودِ.
وعند استيقاظٍ نغم من نومها قرأتِ الرسالةَ، كانت تقرأُ وتوجُ وجنتيها من الخجلِ فتوردتا بلونِ الزهرِ.
مع مرور الأيام، أخذت الصداقة بينهما منعطف آخر، إذن هو الشوق يسكن حنايا القلب ويميل الروح من الوله.
و هنا بدأتِ القصة كانت علاقتهما مفعمةً بالكثيرِ من الحبِ والعشقِ، والتفاصيل الجميلة ، كانتِ الوعودُ أساسُ العلاقةِ كغيرها من العلاقاتِ، وتوالت السنونُ.. عاماً بعد عامٍ، وفي أحدى الليالي الظالمة كسوادها ضرب القدر لهما موعد سيئاً مع الحظ، قررَ طارق السفرَ خارجَ البلادِ، وكثرت المشاكل والخلافات لأتفه الأسباب وتبادل الاتهام، وكل منهما يدعو الآخر لتحمل ما وصلا إليه، كانتْ نغم ترجوه بأن لا يبتعد عنها وتنفيذ وعده بالزواج منها، والآن أين ذهبت تلك الوعود هل نثرتها الرياح ذات عاصفة؟!
رغم توسلها ودموعها كان قد اتخذَ قرارهُ تحت تأثير ضغوطِ الحياة، وقال لها: أميرتي يا نغمتي ويا غنوتي يا أغلى شيءٍ أملكهُ في هذه الكون، ابتعادي لا يعني التوقف عن حبك فإنَّ قرارَ سفري قد جاءَ لتحسين واقعي المعيشيّ، لأننا نستحق مستقبل أفضل، ونستحق حياة كريمة بعيدة عن الخوف والجوع.
كان لنغم خيار واحد هو أن تتقبل موضوع سفرهِ، وهي بكاملِ حزنها على فراقه وخوفها من خوضه البحر كباقي المهاجرين يبحثون عن حياة أكثر استقراراً، عبرَ قاربٍ صغيرٍ يحملُ بين دفوفهِ مئاتِ الأشخاص والأحلام بغدٍ أفضل.
جاءَ موعدُ الوداع في اللقاءِ الأخير بين العاشقين المنهزمين المنكسرين قدمتْ نغم هديةً تذكاريةً له ، تُذكرهُ من خلالها أنها بجانبه طيلةَ سفرهِ، وقبلَ الذهابِ همسَ لها في أذُنها قائلاً: أرجوكِ سامحيني لأن الفراق صعب وألم الوداع مر لكنه واقع الأمر طلب منها أن تبتسم وتمسح دموعها كهدية أخيرة له ، سافر طارق حاملاً معه حقيبته وفي جيبه عشرات الأحلام عادت نغم للمنزل ارتمت على سريرها خائرة القوى وتقولُ: يا الله أعدهُ إلي سالماً غانماً، كانت مخاوفها تجثو على روحها أن يغرق القارب كما حدث مع كثير من المهاجرين.
وحدث ما كانت تخشاه طفت جثة طارق تعانقها الأمواج في بحر الغربة
لقد كانتْ صدمةً كبيرة،كلفتها الدخولَ الى المشفى وهي بحالةٍ يرثى لها، حيث سيطرَ الألمُ على حياتها،وبدأت حالتها تتدهورُتدريجياً حتى قامتْ باللحاقِ بحبيبها وعاشقها، نعم إنهُ الوفاءُ بالحبِ لقد تعاهدا بأن يبقيا سوياً طيلةَ حياتهما ومماتهما وفعلاً هذا ما حدث.
رَباهُ ما هذا الهُيام، والعشق الذي كان بينهما روحهما الآن تتعانقان في السماء وستبقيان على هذا الى الأبد.
كانت نهايةٌ شهدها الكثير من الشباب وفجع بها الكثير.
جُلَّ أمانينا أن نحظى بمن نحب، لكن أمانينا تتحطم على صخرة الواقع، وإلى أن ترسو سفينة الأحلام على شواطئ الحقيقة يبقى الأمل منارة تضيء عُباب بحر مستقبلنا المظلم.
**
إن أول إعلان شعري في التاريخ كان في شكل بيت من الشعر؛ نظمه الشاعر ربيعة بن عامر؛ الملقب بالدارمي؛ لما حضر إليه أحد التجار يشكو نفاد كل الخُمُر (جمع خِمار) التي يبيعها عدا السوداء، فلم يشتريها أحد منه، فنظم الشاعر قصيدة قال فيها:
قل للمليحة في الخمار الاسود :: ماذا فعلت بزاهد متعبّد
قال الأصمعي: قدم عراقي بعدل من خمر العراق الى المدينة، فباعها كلها إلا السود، فشكا ذلك الى الدارمي، وكان قد تنسك وترك الشعر ولزم المسجد فقال: ما تجعل لي على أن أحتال لك بحيلة حتى تبيعها كلّها على حكمك؟ قال: ما شئت!! قال: فعمد الدارمي إلى ثياب نسكه! فألقاها عنه وعاد إلى مثل شأنه الاول، وقال شعرا ورفعه إلى صديق له من المغنين، فغنى به وكان الشعر:
قُلْ للمَليحَةِ في الخِمارِ الأسود/ ماذا فَعَلتِ بِزاهِدٍ مُتَعبِّدِ
قَد كان شَمَّرَ للصلاةِ إزارَهُ / حَتى قَعَدتِ لَه بِبابِ المَسجدِ
رُدِّي عَلَيهِ صَلاتَهُ وصيامَهُ/ لا تَقتُليهِ بِحَقِّ دِينِ مُحَمَّدِ
فشاع هذا الغناء في المدينة: وقالوا: قد رجع الدارمي وعشق صاحبة الخمار الأسود. فلم تبق مليحة بالمدينة إلا اشترت خمارًا أسود، وباع التاجر جميع ما كان معه؛ فجعل إخوان الدارمي من النساك يلقون الدارمي فيقولون: ماذا صنعت؟
فيقول: ستعلمون نبأه بعد حين. فلما أنفذ العراقي ما كان معه، رجع الدارمي إلى نسكه ولبس ثيابه.
ونكمل الآن مع الموهوب حسين الصلاح من مشاركته (صاحب الخوذة) نقتبس:
الأسبوع الماضي في يوم الأحد تحديداً كان يوماً خارجاً عن المألوف بالنسبة إلي هو يوم روتينيّ كالعادة لكن اتخذ مساراً آخر بعد ساعات الصباح الأولى، كل يومٍ أذهب إلى عملي نصف نائم إلا في هذا اليوم لم أستطع أن أعمل من شدة الاستيقاظ كأنني تناولت برميلاً من القهوة المرة، نعم، استيقظت في الصباح الباكر والتقيت بصديقي كي نذهب إلى العمل سوياً كالمعتاد وتوجهنا إلى موقف الحافِلات لنؤدي مناسك الحج المشهورة فنحنُ نطوف ونسعى كل يوم سبعين شوطاً لكي نقبل الكرسي الأسود الموجود في كل أركان الحافلة المنشودة ولكن أعترف أنا وصديقي قد اكتسبنا خبرة في الأمر واعتدنا القتال للصعود وأيقنا أن العمل جهاد وأول معركة في كل صباح هي أن نجد مقعداً في الحافلة وفي هذا اليوم المكتظ بالحشود البشرية رفعنا راية ننتصر أو نموت وفعلاً انتصرنا أنا نلت النصر بالحيلة فالحرب خدعة كما نعلم جميعاً فكانت خطتي محكمة ونفذتها حين دخلت إلى الحافلة من النافذة المفتوحة وساعدني سلاحي السري “طول قامتي” فهو دائماً ينجدني في الحالات الصعبة ومن غضب أمي أيضاً فهي الأخرى تستعملني في المنزل كَسُلّمٍ متنقلٍ لا بأس والحمد الله على نعمته التي أنعمها عليّ أمّا صديقي المسكين خرجَ مِنَ المعركة كشهيدٍ حيًّ لم يتضرّر كثيراً لأنّني أنقذته من براثن امرأة مزقت شيء من قمصيه وكادت أن تفقأ عينه وهي تجره من أنفه كي تأخذ مكانه في الحافلة وبسرعة مددت يدي وسحبته إلى بر الأمان تحت وابل من اللكمات وتنفسنا الصعداء أخيراً إلى الآن مازال يومي روتينياً كالعادة رتّبت نفسي وجلس صديقي أمامي فهذه المرة لم يحالفنا الحظ لنجلس سوياً وفي ظل الضوضاء وضجيج المعركة على باب الحافلة المقدس لفتني هدوء رجل المسن الذي كان يشاركني مقعدي لم ألحظ دخوله ولكنني لم أستغرب حقاً قد يكون جنرال في الحرب وكلنا نعلم ما معنى جنرال مضت الحافلة وبعد بضع دقائق التفت صديقي ليناديني من أجل الأجرة أظنه يتقصد ذلك، دائماً ما يصيح باسمي ويشير إلي كي أخجل أمام الناس وأدفع عنه الأجرة، لا مشكلة فقد اعتدت الأمر هذا أيضاً فالبخل من يوسوس له في كل مرة. الصدمة لم تكن هنا بل بعد ما ذكر صديقي اسمي بصوتٍ عالٍ مرتين فأشاح الرجل العجوز بعينيه المثقلتين هماً باتجاهي ثم انتفض كأن صاعقة ضربت قمة رأسه وتبعها زلزال يركض في جوارحه حتى المقعد أسفلنا ارتجف أيضاً وقال بصوتٍ متعبٍ: ما اسمك يا بني؟ أجبته اسمي حُسين وعند لفظي لآخر أحرف اسمي سالت دموع الرجل لتسقي تجاعيد وجنتيه وسارع بنظراته يتفحص ملامحي وبين النظرة والنظرة تنتابه نوبات بكاء شديدة أصابني الذعر وهرعت أقول له ما بك يا عماه؟ ما بك؟ ماذا حدث؟! وبعد برهة استجاب لي وقال: أرجوك يا حبيبي دعني أقبل جبينك أرجوك بحق الله وحق والديك عليك، فدنيت منه وقبلني وكررت سؤالي له وعادت نوبات البكاء تلك من جديد ثمَ بعدما جف جدول عينيه وبعدما فقدت الأمل من أسئلتي التفت إلي قائلاً : يا بني لدي ولد اسمه حُسين وأظنه مقارب لعمرك رحل وتركني أعاني آلام الشوق كيف يستطيع أن يرحل دون وداع أو عناق؟ لا تؤاخذني يا عمي قبلت جبينك لأن التشابه الكبير بين جبينكما أتى كرياح أشعلت جمر حنيني التي لم تنطفئ يوماً، فمنذ ست سنين لم أقبل جبينه لم يترك لي إلا خوذة وعلم الوطن كل يوم أضم خوذته وأقبل جوفها لأنه كانت أخر من عانق جبين طفلي الشهيد وأتحسس العلم لأشعر بدفء يديه وعاد إلى البكاء مرة أخرى وتحسست جمر شوق الرجل الذي أذاب جليد عينيّ وعند هطول المطر قلت له أرجوك دعني أقبل جبينك فأنا أيضاً لم أقبل جبين أبي منذ سبع سنين لقد ابتلعته الغربة الحمقاء ولم يترك لي إلّا الصور الباردة وإنها لقلبي لا تسمن ولا تغني من جوع ثم هممت و قبلت جبينه وبعدها أوقفت الحافلة بعجلةٍ ومضيت مسرعاً تاركاً صديقي خلفي ودعيت لله وأنا أبكي ألّا يجمعني بهذا الرجل مجدداً وعدتُ إلى منزلي ولكن عند وصولي باب البيت أصابني نوبة ضحك هيسترية لأنني تذكرت أن صديقي البخيل أُجبَر أن يدفع أجرة الحافلة اليوم عني وعنه وأجزم أنه ظن بي أنني هربت كي لا أدفع الأجرة لا يهم لكنني متأكدٌ أن حال صديقي الآن كحال العجوز صاحب الخوذة.
** حسن الشعر في القلب ملأ السمع، بينما كان حسن القصة في النظر
وفي قصصها حملت هموم المجتمع تلك القاصة أتت من محافظة حلب لتروي على مسامعنا قصصها نستمع الآن للسيدة أنوار حلواني : كانت خطاي مثقلة بالهموم، أسير لقدري المحتوم، زواج مبكر
شهادتي الإعدادية ما وصلتها بعد،
يا الله ما أجمل ذاك الحلم، أن أنتظر صدور النتائج، وأعاني من ضغط الشبكة عند صدورها، حلم جميل لكنه حتماً سيبقى حلم.
لأنّه أتاني خاطب يكبرني بعشرة سنوات، شاب وسيم ذو أخلاق، وصنعة؛ حسب ونسب ابن عائلة معروفة، حلم لكل فتاة تحلم بالثوب الأبيض، لكنه حتماً ليس حلمي….
وقف الشيخ ينتظر موافقتي، ووالدي بجانبي يهز الرأس وهو قاطب الحاجبين، والدتي تعض على الشفتين بعد أن أعطتني درس على أن المصير المحتوم للفتاة هو بيت زوجها والمطبخ، أومأت للشيخ بأني موافقة، وعلى عجل تم الزواج، تم خارج أسوار المحكمة لأنني لم أبلغ السن القانوني بعد.
مرت السنين كأنها قرون، صحيح أنَّ زوجي لطيف، ويأتيني بلبن العصفور إن طلبت، لكن حلم شهادة التعليم الأساسي مازال يشغل بالي.
كبرت وأصبحن قريناتي في الجامعة وعنهن تأخرت، فهذه تفخر بدراستها وهذه تفخر في تخرجها، وأخرى تتحدث عن مشاكل إجتماعية وأنا مدفونة بين أربعة جدران.
أخيرا اتخذت قراري، فلا سلطة تعلو إصراري، أتى زوجي من العمل؛ فاستقبلته بعد أن وضعت له العشاء، أخبرته أني أريد الطلاق، قال أنه أبغض الحلال، مسرعة أجبته لكنه حلال، وبررت أن لا ذنب له وهو غير مقصر، إلا أن لي أحلام، ورجوته أن يدعني أسعى لتحقيقها.
تم الطلاق بعد تنازلي عن كل حقوقي، عدت لمنزل والدي وغرفتي، كان والدي خجل من عودتي، فابنته أصبحت مطلقة..
عند امتحانات الشهادة الإعدادية دخلت للقاعة لأرى الطالبات ينتظمن في مقاعدهن، ظناً منهن أني مراقبة، ولكني طالبة، جلست بمقعدي ونظرات التعجب ترمقني من معظمهن، انهيت امتحاناتي، والآن حان موعد إصدار النتائج، وضغط على شبكة الإنترنت جعلني في توتر كبير، توتر أحببته، لتظهر نتيجتي وأكون من المتفوقات، انتقلت للثانوية، وبعدها بدأت دراسة الطب البشري، خطبني أستاذ مدرس في كليتنا، فهو أرمل ماتت زوجته بحادث، وأنا مطلقة بلى، مطلقة إلا أنني وصلت لحلمي، وتزوجت فالزواج لن يهرب منا.أخيرا أكتب إليكن هذه السطور، من عيادتي في وقت استراحة لي، والمرضى يصطفون في غرفة الإنتظار، حتى يبدأ دوامي الذي بقي له عشر دقائق ويبدأ بعد عودتي من المشفى، توصل لنتيجة في حياتي التي مضت، انه علينا التمسك بأحلامنا مهما ضل الطريق
نحاول رسم له طريق جديد ونتبعه لا نتخلى عنه كما قدمت الآنسة ديمة عبيد فقرة خاصة بالدمى، بالتعاون مع الأطفال الذين شاركوا في الفقرة تمثيلاً وأداء.
وفي النهاية تم شكر الحضور على مواظبتهم واهتمامهم بحضور ما يقام في فرع دمشق من فعاليات.. وأخص بالشكر الأستاذة حلا حاج حسين لتنظيمها لهذا المهرجان.

#سفير برس: ماجدة البدر

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *