إعلان
إعلان

” التخاطر العقلي “.

#سفير_برس _هبة الله دهمان _فيينا

إعلان

هل حدث معك في يوم من الأيام وأنت جالس مع صديق لك أو شريك وفجأة نطقت بنفس الكلمة أنت واياه في الوقت ذاته , أو تواردت لديكما فكرة معينة بنفس اللحظة, وكذلك أحيانا تقوم بالتفكير بشخص معين ثم ماتلبث ان تلتقي به في نفس اليوم أو في اليوم التالي, او يتم الاتصال بك من قبله وسماع صوته…  يبدو الموقف غريب يثير الحيرة والكثير من التساؤلات!

يمكننا تعريف الذي يحدث هنا بأنه إدراك خارج الحواس والاستبصار وجلاء بصري أو تحريك عقلي , ثم الانتهاء بالتخاطر أو التلباثي أو التأثير عن بُعد، والتي هي مرادفات مختلفة  للتخاطر، وجاءت بعض التعريفات به على أنه هو التحكم في عقل إنسان بواسطة عقل آخر.

“التخاطر” أول من استخدم هذا المصطلح هو فريدرك مايرز سنة 1882 الذي عرفه بانه نقل المعلومات من شخص إلى آخر دون استخدام أي من قنواتنا الحسية المعروفة أو التفاعل الجسدي  .

كان فريدريك مؤسس جمعية الأبحاث النفسية، ويعتبر مؤسس علم التخاطر, عمل مايرز على علم ما وراء النفس  وكان أستاذ الكلاسيكيات في جامعة كامبريدج في إنكلترا.  كان له ميول وشغف بفهم معنى الحياة البشرية وطريقة عمل الدماغ .

أشار أن هناك أوقات معينة يكون الانسان قادر على التواصل مع غيره عن بعد وبنقل له رسالة أو التفكير في موضوع ذاته وبنفس الوقت دون تدخل سلوكي وبظروف معينة وهذه حقيقة على حد تعبيره , وأشاد ان هناك الكثير من الأشياء التي تحدث مع البشر من ظواهر كثيرة ليست بالضرورة أن يكون لها تفسير علمي تحدث لنا بشكل اعتباطي بعض الأحيان .

الرأي العلمي في هذا الشأن :

التخاطر هو التشابك الكمي , ظاهرة في الفيزياء الكمومية تدرس حالة من التفاعل المشترك بين زوجين من الجسيمات التي تكون حالة من التقارب الفيزيائي الكمي لبعضها البعض يحدث بينهم نوع من الاستقطاب المتشارك وهي أيضا انتقال هذه الحالة من جسيم لأخر بعيد ومنفصل عنه دون أي اتصال فيزيائي معه , أسماها ألبرت اينشتاين “التأثير الشبحي عن بعد” .

هناك علماء حصلوا على جائزة نوبل في الفيزياء يحملون الأمل في وصول رسالتك في نفس وقت إصدارها، إذ أثبتوا أن هناك وسيلة أسرع من الضوء يمكن استخدامها، وهي «التشابك الكمي» أو ما يطلق عليه البعض «العلم المخيف» , حيث وجدوا أن هناك إمكانية لحدوث تواصل بين جسيمين، يتصرفان كوحدة واحدة، حتى عندما يكونان متباعدين.

عام 1997  استطاعت التجارب المخبرية أن تنجح بنقل  المعلومات عبر التشابك الكمي ولكن بمسافات قريبة , أما في عام 2012 استطاعت مجموعة بحثية في جامعة فيينا تحقيق نوع من التخاطر الكمي لمسافة امتدت 143كم أعتمدت على بيئة مثالية من أراضي خالية ولكن في المدن والأماكن المكتظة وعدد الأبنية و الأسطح المعدنية ستتشتت الرسائل المرسلة والفومونات الالكترونية لعملية الاتصال الشبحي ولن تنجح  .

هنالك العديد من التجارب العلمية التي حاولت كشف الغموض، وفتح نوافذ جديدة حول عمل الدماغ، الذي يرسل إشارات ضوئية صغيرة وموجات التي قد تكون صغيرة جدا لكنّها ساعدت العلماء على التوصل إلى الاستنتاجات منها:

أن الدماغ مصمم لالتقاط إشارات اجتماعية تعكس تلقائياً النوايا والعواطف في وجود الاخرين عبر مسافات كبيرة ,وأغلب الناس لديهم القدرة على التخاطر، لكن بعض الأشخاص يملكون قدرة أكبر من غيرها  , و التخاطر يتطلب مزيدًا من الانفتاح العاطفي على الآخر، كما تشير إليه دراسة عن الأشخاص الذين لديهم نسبة عالية من هرمون الأوكسيتوسين ، عندما يعانقون بعضهم البعض …..

وعلى الرغم من أن هذه الفرضيات ما تزال غير مثبتة، يقول خبراء علم النفس إنه يمكن أن يكون لدينا اتصال تخاطري، إذا كنا متصلين مع أشخاص على مستوى عاطفي أو روحي، دون نية القيام بذلك، أو حتى إدراك أن ذلك ممكن .

لكن في المجمل يرفض المجتمع العلمي وينفي العلماء وجود هذا العلم  واعتباره علم زائف لا يوجد دلائل كثيرة تدعم وجوده سوى بعض الحالات العشوائية التي لم يملكوا القدرة على تحليلها بشكل مفصل وتم وصفها أيضا ان هذه القدرات الذهنية الخارقة تتنافى مع العلم واعادة التجارب العلمية عليها ما هي الا انفاق جهد ومال كبير بشكل ضائع ,ونظرا لمحدودية التجارب التي تمت حول هذه الظاهرة وعدم امكانية تطبيق الأساليب العلمية بشكل كامل جاءت النتائج قليلة الأثر والأهمية وعاجزة عن اقناع الكثير من المشككين  بحقيقة التخاطر,  لكن باحثة الأعصاب كاتلين شور قالت ربما يكشف المستقبل عن أساليب تكون قادرة على اتمام المعلومات والبيانات الناقصة في هذا البحث المثير للانتباه .

يعيش الإنسان في عالمين أولهما هو الذي تهيمن عليه الأدراكات الحسية، والذي يطلق عليه أيضا عالم الحس، والآخر هو العالم الروحي أو كما يسميه العلماء بعالم اللاوعي، وهو الذي تهيمن عليه أبجدية غير معروفة لحد الآن ويتخبط العلماء في فك رموزها، وهو العالم الذي تتجلى فيه جميع الظواهر الروحية وكلا العالمين يعيشان جنبا إلى جنب، في حياة الناس، ويطغى بعضها على بعض حسب طبيعة الشخص ومقدراته الروحية أو الحسية، وطبيعة البيئة التي يعيش فيها والعوامل المؤثرة التي يخضع لتأثيراتها، فالتواصل مع الآخرين عن طريق التخاطر، يحدث عندما يهيمن عالم الاستشفاف على عالم الحس، ولا علاقة بين القدرة اللاحسية من جهة والذكاء والأمور الغيبية، من جهة أخرى.

 

كثيراً ما تحصل لنا مواقف من التخاطر ، وكثيراً من يعتقد أنها صدفة، لأنها ظاهرة لم تفسّر بشكل واضح ، ولم تحقق نتائج ثابتة . فيبقى الأمر بين الحقيقة والخيال، قد نؤمن به، وقد نشكك فيه , فالقرار لك .

فالمحبة تجمع الأرواح ولو تباعدت والكراهية تفرق الأرواح وان تقاربت .

وقل الروح من أمر ربي .

#سفير_برس _هبة الله دهمان _فيينا

 

.

 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اكيد في المستقبل سيتم اكتشاف الطريقة التي يمكن ان يتواصل الناس مع بعضهم .وما اوتيتم من العلم الا قليلا . منذ القرن الماضي لم يكن الموبايل موجود واذا اخبرت احد عن مميزاته لتعجب وضحك استهزاء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *