صدورُ الأعمالِ الشعريَّةِ الكاملةِ للشاعرِ العراقيِّ القدير الدكتور (علي الشلاه)

توَّجَ الشاعرُ العراقيُّ المبدعُ الدكتور (علي الشلاه) مسيرتَهُ الشعريَّةَ بإصدارِ الأعمالِ الشعريَّةِ الكاملةِ لهُ، ضمنَ منشوراتِ الاتحادِّ العامِّ للأدباءِ والكتَّابِ في العراق. وليسَ هذا بالأمرِ الغريبِ على شاعرٍ عربيٍّ ــــ جمعَ الثَّقافاتِ العربيَّةَ والعالميَّةَ وما يزالُ يُقيمُ لها وزناً مَحسوباً واعتِباراً مُنافساً في تظاهرةٍ ثقافيَّةٍ حضاريَّةٍ سنويَّةِ أطلقَ عليها اسمَ (مهرجان بابل للثقافات). الذي يتهيَّأُ للانطلاقِ في حُلَّةٍ جديدةٍ في شهرِ نيسانَ القادمِ.

والأعمالُ الكاملةُ ــ كما هوَ مُتداولٌ ــــــ مشروعٌ ثقافيٌّ يوثِّقُ فيهِ أجاويدُ الشعراءِ وأمكنُهم زُبدةَ تجربتِهم الأدبيَّةِ، وغالباً ما يتَّخذونَ تلكَ الخُطوةَ في المراحلِ المتقدِّمةِ منَ النُّضجِ الفنيِّ المُرافقِ للتقدُّمِ في السنِّ، لكنَّ الشقَّ الثاني (التقدُّم في العمرِ)  لا أراهُ مُنطبقاً على الشاعرِ (الشلاه)، الذي ما زالَ في أوجِ العطاءِ والفتُّوةِ، ينضَحُ حِبرهُ بضروبٍ شتَّى منَ المُغامراتِ اللغويَّةِ، والتَّحديثاتِ الدِّلاليةِ، والتَّصرُّفِ الواثقِ المُتفرِّدِ غيرِ المسبوقِ بمُفرداتِ العربيَّةِ وبتصاريفِها الماتعةِ، وبتشكيلاتِ الخيالِ، والرَّمزِ البعيدِ والقريبِ، وذاكَ الواقفِ في التُّخمِ الفاصلِ بينهما.. بحيثُ يصلُحُ شعرُهُ لكلِّ قارئٍ، ولا يبلغُ مراميهِ إلا أهلُ الخاصَّةِ، الواعونَ بالصّنعةِ الشعريَّةِ المُتماسكةِ… المثقَّفون المقُتدرونَ.  والفُتوَّةُ في الشعرِ ــ في أحدِ أَوْجُهها الموروثةِ ــــ هيَ مُجاهرةٌ سافرةٌ بالحقِّ، وتعريةٌ للحقائقِ على شاكلةِ الشُّعراءِ العربِ المُتقدِّمينَ، ونجدُ لدَينا فتوَّةً لها كبرياؤُها الإبداعيُّ المَصونُ، تنبجسُ انبجاسَ الماءِ النَّميرِ منَ الصخر المَكينِ، فلا تَستعصي قصيدةٌ على مُبدعٍ مثلَ (علي الشلاه)، ولا يتوانى بيانٌ أو مِخيالٌ عن استيفاءِ شرطِ الإبداعِ المُتكاملِ المُتفاني كما يريدُ لها المتلقِّي العربيُّ الذوَّاقُ، كلُّ ذلكَ مشفوعٌ بثقافةٍ مفتوحةٍ على تعدُّديةِ الأطيافِ والمناهلِ، استوعبتْ تشكيلاتِ الحياةِ البشريةِ بمؤثِّراتِها التاريخيَّةِ والجُغرافيَّةِ، وبالمؤثِّرِ الأولِ فيها.. الفَهمُ العميقُ للدَّائرةِ السياسيةِ الموْتورةِ على الدَّوامِ، وبُؤَرِها الفاعلةِ في المشهدِ الحَضاريِّ البشريِّ.. 

نُباركُ للشاعرِ العراقيِّ المُثقَّفِ الحَقِّ، صاحبِ النَّزعةِ الحداثويَّةِ المجبولةِ بعَبقِ الحضاراتِ قَديمِها وحديثِها، المشغُولةِ بإزميلِ الصبرِ والأناةِ والتروِّي، الدكتور (علي الشلاه)، صدورَ الأعمالِ الكاملةِ، وندعُو المثقَّفينَ العربَ إلى تناولِ هذا الإصدارِ بالنَّقدِ والتحليلِ والتَّظهيرِ، لإشهارِ بُناهُ الجماليَّةَ والمعرفيَّةَ، ووضعِهِ في مُتناولِ الجيلِ الصَّاعدِ من طلابِ الدِّراساتِ العُليا (الماجستير والدكتوراه) في العراق، وفي العالم العربي.

#سفير_برس _ بقلم : الأديبة: ميرفت أحمد علي /سوريا