إعلان
إعلان

الصدمة النفسية. بقلم : الدكتورة رولا الصيداوي

#سفيربرس

إعلان

الصدمة النفسية

مصطلح “= Trauma الصدمة النفسية

جمع صدمات Traumata، مأخوذ من اللغة

اليونانية القديمة ويعني “الجرح” أو “الإصابة”.

هي عبارة عن حالة اضطراب تتسم بقلقٍ قد يُصاب بها الشخص بعد أن يشهد أو يعيش بشكل مباشر أو غير مباشر حدثًا مأساويًا أو ظرفًا قد يُهدد حياته مثل التعرض للموت أو التهديد بالموت ومواجهة العنف الجنسي الحقيقي أو التعرض لتهديده.

ويمكن من جهة أن يكون الجرح جسدياً، لكن من

جهة أخرى يكون غير جسدي فيصيب النفس الإنسانية.

يتكلم علماء النفس عن الصدمة النفسية إذا كان حدث جسيم ما قد أدى أو يؤدي إلى جرح عميق في النفس بشكل مفاجئ ولمرة واحدة ويظهر بشكل متكرر أو بشكل مؤثر لفترة طويلة.

أنواع الصدمات النفسية:

يتم التمييز من قبل الأطباء والاختصاصيبن بين عدة أنواع من الصدمات النفسية. ويمكن لهذا التمييز أن يكون مهماً من أجل التشخيص الدقيق للمرض والمعالجة.

فيوجد أحداث فردية تستمر لفترة زمنية قصيرة فقط مثل الحوادث الخطيرة . ويوجد بعدها مثل هذه الحالات التي تظهر بشكل متكرر وتستمر لفترة طويلة. مثال لهذا: الخطف

والتعذيب أو الاستغلال الجنسي الذي يحدث في

فترات زمنية طويلة.

إضافة إلى ذلك يقسم علماء النفس الصدمات النفسية

إلى :

١-“الصدمات النفسية التي يسببها الإنسان”

٢-“الصدمات النفسية التي لا يسببها الإنسان”.

فالصدمات النفسية التي يسببها الإنسان يكون لها

تبعات شديدة بشكل عام كصدمات نفسية بالمقارنة

مع الصدمات النفسية التي لا يسببها الإنسان. عندما

يجرح إنسان شخصاً آخر ويعذبه أو يسيئ معاملته،

فيمكن للضحية أن تفقد الثقة الأساسية في الناس بشكل عام وأنهم كلهم سيؤون ، لأنه من غير المعتاد وغير المنتظر أن يستطيع الإنسان القيام بعمل وحشي كهذا ضد الأشخاص الآخرين.

ويمكن لهزة أرضية أو بعض الكوارث الطبيعية الأخرى أن تسبب صدمات نفسية كالتعرض لحادث ما أو الزلازل أوالفيضانات أو الحروب أو الأمراض الشديدة جداً و هي أمثلة لوقائع فاصلة جذرية يمكن أن تسبب الإجهاد الشديد للإنسان.

ويصعب جداً على الكثير من الناس ممن فرض عليهم أن

يعيشوا مثل هذه الحالات أو ما شابهها أن يتابعوا بعدها

حياتهم العادية كالمعتاد. وبسبب هذه الوقائع ينعدم

عندهم الشعور بالأمن والاستقرار في أغلب الأحيان، ويحتاجون إلى مدة زمنية من أجل إعادة بناء الثقة. وإن لم يتم علاجهم ومتابعتهم _لمن تلقوا الصدمات_فيمكن أن تتطور وتتفاقم عندهم الاضطرابات الناتجة عن الصدمة النفسية. ويمكن أن تظهر في شكل أعراض متعددة مثل الاكتئاب النفسي أو اضطرابات الخوف والرعب أو شكوى نفسية – جسدية. إذا لم تتخذ الإجراءات المساعدة أو إن تم القيام بها في وقت متأخر، بحيث تتفاقم هذه المشكلات.

وقد يعاني بعض المصابين من ذكريات مخيفة وطاغية توغلية وأحلام مزعجة وكوابيس (ما يسمى بذكريات الماضي)

تذكر الأحداث، فهذا يعني عودة المعاناة المتواصلة

للوقائع الصادمة نفسياً من جديد في شكل صور وأصوات وضوضاء وأحاسيس تسبب حالات تحدث في الحياة اليومية العامة في تفعيل التذكر بالصدمة النفسية

(تهييج الإشارة)، التي يمكن أن تؤدي إلى ضغط نفسي

قاسي كإجهاد مرتبط بردود أفعال نفسية – جسدية مثل

الألام وقابلية التقيؤ … الخ. ويحاول المصابون تجنب

الأفكار والأشخاص والأماكن التي يمكن أن تذكرهم

بالصدمة النفسية. بالإضافة إلى هذا فلديهم أحاسيس

سلبية كثيرة التعدد لأنهم منفعلون جداً.

وجمعيها أعراض تدل على نوع معين من الاضطراب الناتج عن الصدمة والذي يسمى الاضطراب المجهد بعد الصدمة النفسية. ويُفترض في حالة اللاجئين الذين عاصروا تجربة الحروب أي عانوا من التعذيب وأنواع أخرى من العنف الشديد. ويمكن أن تتزعزع الحياة اليومية بشكل قوي في هذه الحالات، بحيث ان المشاركة في الحياة العادية لم تعد

ممكنة باستمرار. فيَعزِل المصابون أنفسهم عن أقربائهم وينسحبون بشكل متزايد من محيطهم الاجتماعي. كما

يحاول بعض المصابين أن يبتعدوا ويغطوا على تأثير

الأحداث المؤلمة التي يعانون منها عن طريق شرب

الكحول أو تعاطي المخدرات أو تناول بعض الأدوية.

بسبب تعرضهم أثناء حادث مسبب للصدمة لمخاوف تهدد وجودهم وفقدان السيطرة على أنفسهم وتعرضهم لإحباط كبير، ما يشعرهم بالعجز والمخاوف القوية وحالات المزاج السلبي.

بسبب الصعوبات الكبيرة

التي عانوا منها من أجل تدبير أمورهم والتغلب على حالة الذعرلديهم، وفي أغلب الأحيان لا يعرف أقربائهم وأصدقائهم

ما الذي يتوجب عليهم القيام به عندما يتعايشون مع

المصابين وكيف يتغير المرضى ويعانون، فهم يعانون معهم في كثير من الأحيان.

ولذلك يتوجه الطبيب أو الدليل الإرشادي إلى

الأشخاص المصابين بالصدمة وإلى الأقرباء، ويشرح عن ماهية الصدمات النفسية والاضطرابات الناتجة عنها،

ويشير إلى كيفية علاجها مع ضرورة الاتصال مع الهيئات المعنية بالعلاج التي يُقصد إليها لمتابعة تلك الحالات.

#سفيربرس _ بقلم :

الدكتورة رولا الصيداوي

أختصاصية علم نفس

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *