الذكاء العاطفي . بقلم : د. رولا الصيداوي

يتساءل بعض الآباء عن السبب الذي يجعل أبنائهم يواجهون صعوبات في الاندماج مع المجتمع على الرغم من امتلاكهم مستويات عالية من الذكاء العقلي. يوجد عامل مهم جداً يؤثر على نجاح الفرد في حياته، يُدعى ذلك ب “الذكاء العاطفي”.

الذكاء العاطفي هو قدرة الفرد على فهم عواقب سلوكه الخاص ومشاعره وقدرته على التحكم بها، كما تتضمن أيضاً القدرة على فهم المشاعر والدوافع السلوكية للأشخاص الآخرين والقدرة على التعامل معها بشكل جيد.
يلعب الذكاء العاطفي دوراً مهماً في تحسين قدرة الفرد على التكيف مع الآخرين، كما أن الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الذكاء العاطفي لديهم مستوى أقل من المشكلات السلوكية ويمكنهم التعامل بطريقة عقلانية مع المشكلات العاطفية والاجتماعية.
يمكننا كآباء تحسين مستوى الذكاء العاطفي عند أبنائنا إذا عرفنا ما هي مكونات هذا الذكاء. يتضمن الذكاء العاطفي مكونات فردية ومكونات اجتماعية.
* المكونات الفردية وتتضمن:
– الوعي الذاتي العاطفي: من الجيد أن تشجع ابنك على معرفة ما هي احتياجاته الخاصة وتفضيلاته.
– التنظيم الذاتي العاطفي: من الجيد أن تشجع ابنك لأن يكون لديه القدرة على التحكم في مشاعره وعواقب سلوكه.
– التحفيز الذاتي العاطفي: من الجيد أن تشجع ابنك على اكتشاف الطرق التي يمكنه استخدامها من أجل تحقيق أهدافه الفردية.
* المكونات الاجتماعية وتتضمن:
– التعاطف: امتلاك التعاطف يعني قدرتك على فهم مشاعر واحتياجات الآخرين بشكل جيد والقدرة على الإحساس بتلك المشاعر والاحتياجات، كما أنك تعرف بشكل جيد كيف يمكنك التعامل مع الحالات العاطفية للآخرين. يمكنك هنا أن تسأل طفلك بعد مواقف عاطفية معينة بأن يبدي تعاطفه مع تلك الحالات، كأن تسأله مثلاً عما يمكن أن يشعر به الشخص الآخر الذي يعيش هذا الموقف وما هي الأشياء التي من الممكن أن يحتاجها ذلك الشخص.
– المهارات الاجتماعية: وهي المهارات التي تضمن معرفة طفلك كيفية التعامل مع الآخرين. إذا وجد طفلك صعوبة في معرفة كيفية التصرف مع أقرانه من أجل بناء علاقة جيدة معهم، يمكنك عندئذ أن تتحدث مع طفلك حول مواقف معينة وتتدرب معه حول كيفية تصرفه في تلك المواقف. كما أنه يوجد هنا دورات من أجل هذا الغرض.
لقد بدأت المدارس تدريجياً في تفهم أنه يجب عليهم ألا يتجهوا فقط نحو الذكاء العقلي والتعليم النظري للأطفال، وإنما عليهم أيضاً أن يولوا الانتباه للذكاء العاطفي من أجل توجيه الأطفال نحو مستقبل ناجح، ولذلك يجري العمل أكثر مع المنهجيات الآخرى التي تعمل أيضاً على تحفيز الأنواع الأخرى من الذكاء. بهذه الطريقة يمكنك أن تُعد طفلك لحياة ناجحة من جميع الجوانب .

سفيربرس _بقلم : د. رولا الصيداوي .